شب حريق مفاجيء في عمارة من عشرة طوابق .. فأخذ سكانها نساء وأطفالا وشيوخا بالصراخ و العويل و محاولة الاستغاثة بالمارة والجيران .. و قاموا بمحاولات كثيرة لإطفاء هذا اللهيب المشتعل الذي فاجأهم بصب الماء تارة و استعمال خراطيم الإطفاء المزودة بممرات العمارة تارة .. و أثناء هذه الأحداث المريرة و هذه الأجواء الخانقة و هذه المحاولات المستميتة من قبل السكان لإطفاء النيران اقترب أحد الجيران من هذه العمارة و بدلا من أن يتستعجل رجال الإطفاء في قدومهم لهذا العمارة المنكوبة أو حتى أن يساعد جيرانه المنكوبين للخروج من هذه الأزمة أو على الأقل أن يدعوا لجيرانه بأن ينجيهم ربهم من هذا البلاء الذي ألم بهم و يطمئنهم باقتراب الفرج ببث روح الأمل والتفاؤل - خصوصا عند الأطفال الذين أحرقهم الرعب أكثر من النيران ذاتها - أو أنه صمت و رحل .. بدلا من أن يفعل أي شيء مما ذكرناه أخذ ينثر البانزين و المواد القابلة للاشتعال حول هذه العمارة لتزيد بذلك النيران و عيونه ( العاكسة لواقع الحريق ) تشُع شرارا و حنقا عليهم و اشمئزازا منهم و من حالهم الميؤوس منها في نظره !! وبعد أن انتهى من جريمته البشعة الغير مبررة هذه أدار ظهره لسكان هذه العمارة و عاد أدراجه و كأن شيء لم يكن !!
أطيب المنى ..
التعليقات (0)