المشهد الذي ظهر به الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وولديه، وهما يحملان القران الكريم وإلى جانبهم والدهم المسجى على سرير متنقل، داخل زنزانة المحكمة، جعلني أتخيل أن لو كان هؤلاء قد عملوا بهذا القران فحرما حرامه وأحلا حلاله وطبقا حدوده، وأقاموا العدل وانتصفوا للمظلوم من الظالم، أكانت هذه هي نهايتهم؛ أن يزج بهم داخل الأقفاص لما ارتكبته أياديهم الأثيمة بحق الشعب المصري، طيلة ثلاثين سنة مضت، في انتظار أن يقول العدل بهم كلمته؟! ولو كان هؤلاء قد طبقوا هذا القران الذي يحملونه، هل كانوا اليوم بحاجة لحمله، وهم يقفون موقفهم هذا وقد ملئهم الذل والعار؟!
هذا ما كنت أتخيل حدوثه وهو أن حكامنا قد أدوا الأمانة إلى أهلها وحكموا بين الناس بالعدل وساووا بين الجميع، ولكن للفراعنة منطق آخر غير هذا المنطق، فاستبعاد للعباد وجعلهم شيعا وطوائف يقربون من شاءوا ويذبحون من شاءوا، إلى أن يؤول بهم الحال إلى ما آل إليه حال فرعون مصر المخلوع وولديه، فهم لا يدركون أن الله مالك الملك ونازعه ممن يشاء، إلا بعد أن تغرق مراكبهم، فيكون حالهم كحال فرعون الغارق عندما قال: " آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" يونس90، وكحال مبارك وولديه الذين حملوا القران، بعد أن أهانوا أهله، وحاربوهم وزجوا بهم في السجون وحبسوا أنفاسهم وصادروا الكلمة من أفواههم، وفتحوا صدورهم لإخوتهم من يهود، وزودهم بالغاز وغيره بسعر بخس، وحاصروا أهل غزة جهدهم، ووصل الأمر بالمخلوع حسني زمن حرب غزة الأخيرة؛ أن يطلب من اليهود أن يستلموا معبر رفح، خوفا من أن تسيطر عليه حماس!!
وهذا ليس من الشماتة بشيء وإنما هو واقع حال لنهاية الظلمة ونزع الملك منهم، فإذا كان هؤلاء قد تابوا حقيقة فباب التوبة مفتوح للجميع، ولكن يد العدالة يجب أن تنزل بهم، جراء ما اقترفوه من جرائم وقتل للأنفس، وما بقي بينه وبينه ربه عز وجل.
ولعدم إنزال العقوبة بكل مفسد ومجرم فإن طاغية الشام ما زال يصب جام غضبه على مدن سوريا الأبية مدينة تلو أخرى، وقرية اثر قرية، وسط صمود أبطال سوريا الذين تخلى العالم عنهم، مؤكدين أن الله مولاهم ولا مولى لهؤلاء الفراعنة، وسائليه أن يجعل هذا الشهر الفضيل شهر فرج ونصر لهم، ونزع لملك فرعونهم، لينال جزائه العادل كما سيناله فرعون مصر بإذن الله، وان يريهم في بقيتهم يوماً اسوداً، فسبحان المعز المذل، الخافض الرافع، نازع الملك عمن يشاء، والعاقبة للمتقين.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)