مواضيع اليوم

ليبيا وجيرانها

mos sam

2012-02-21 21:05:45

0

 
جيران ليبيا يشعرون بالتعالي عن أخوانهم الليبيين والليبيون يشعرون بعقدة النقص أمام جيرانهم . سكان ليبيا كانوا يعرفون بالطرابلسية  في دول الجوار .  سواء في تونس او مصر أو بقية العالم  العربي والليبيون إسم حديت منذ أعاد الطليان اسم ليبيا القديم  بدلا من طرابلس الغرب لكن لا يستعمله عامة الناس  . وإسم الطرابلبسية في تونس أصبح محرجا لأنه أطلق على عائلة زوجة الرئيس السابق بن علي .  لا شك أن كل ليبي مرت عليه تجارب  مع جيران ليبيا .  فالتوانسة دائما يعتبرون  أنفسهم متحضرين أقرباء من الأوربيين ، ويعتبرون الليبيين جميعا عرب صحراء أجلاف متاخرين مهما كانوا متعلمين أودكاترة أو مواطنين عاديين ، وهم يتنذرون بقصص عن سلوكهم الأخلاقي في تونس ويعتبرونهم  كأثرياء الحرب الذين جاءتهم الثروة فجاة ولم تغير من تربيتهم البدوية البدائية شيئا  كسكان دول الخليج . وصفت  سيدة  تونسية  الليبيين  بأنهم هوايش  جمع هايشة وهي الحية السامة العنيفة . في الماضي  كان القذافي يفتح  الحدود بين تونس وليبيا  ويغلقها كلما أختلف مع حكام نونس ،  ولما تفتح الحدود يقول التونسيون جاء العبطاء الليبيين فمن له بضاعة فاسدة يعرضها ومن له شقة شاغرة يعرضها للأيجار  ومن له نادي  ليلي يغتنم الفرصة  . وحتى في المعاملات الرسمية تشعر بالتعالي التونسي كما نقول (شر وعنطزة ) ولهذا فالليبي المتعلم وغير المتعلم  لدى التونسي  دائما متأخر يمكن الضحك عليه وإستغلاله في التجارة وفي العمل  وفي السهر وفي الرفقة . اذكر شابا ليبيا  دكتورا  تخرج من أمريكا والسويد يعمل في الأمم المتحدة في جنيف مع زملاء له من تونس وفي إحدى المرات كان معهم موظف فرنسي فبدأ الليبي يتكلم معه بالفرنسية فاستغرب زملاؤه التوانسة وصاحوا واو واو ليبي ويتكلم فرنساوي ! كأن ذلك معجزة لم تحصل من قبل ويحصل هذا من طبقة المتعلمين  .  كل هذا يحدث رغم ان نسبة كبيرة من التوانسة من أصل ليبي ناجحين في المجتمع التونسي .  وأذكر مرة كنت مع السيد محمود المنتصر رئيس وزراء ليبيا في زيارة رسمية لتونس ، ودعينا إلى مأدبة غذاء على مائدة  الحبيب ابورقيبه . وبعد الغذاء أدخلنا الرئيس التونسي إلى مكتبه في البيت  ، وكانت  صور والدة تملا جدران الحجرة ، وأعطانا نبذه عن والده  وهوليبي  مصراتي الأصل وكيف هاجر إلى تونس وعاش فيها . وعند ئد تذكر وأشار إلى رئيس وزرائه الباهي الأدغم الذي كان حاضرا وقال وحتى سي الباهي ليبي مصراتي . وكان ذلك مجاملة لمحمود المنتصر الليبي المصراتي أيضأ  .وقال ذلك أمام الوزراء التونسيين بكل شجاعة وإفتخار ، ولكنه في الختام أضاف مجاملا للوزراء التوانسة ،  ولكننا أنا وسي الباهي توانسة وبلدنا تونس قبل كل شئ  وفضلها علينا لا ينسى .
أما إخواننا المصريين فلديهم سكان المنطقة الغربية نسخة من الليبيين في لباسهم وعاداتهم ولكنهم يعتبرونهم بدوا أو شيوخ عرب بمقارنتهم بالمصرببن الحقيقيين الذين يعيشون على النيل . ولهذا إذا كنت ليبيا فأنت شيخ عرب كسكان مرسى مطروح أو عرب الخليج  سواء كنت متعلما إفنديا أو ليبيا عاديا  وزيرا او تاجرا.  حتى الوزراء  المصريين عندما يجلسون مع وزراء ليبيين تشعر بأستهزاء داخل نفوسهم ولكنهم يحاولون بدبلوماسية إخفاء شعورهم .   ولهذا فالليبييون مهما كانوا متعلمين فهم من بدو مرسى مطروح والصحراء الغربية  وشيوخ عرب .  أذكرعندما كنت دبلوماسيا في القاهرة كلما ركبت تاكسي وذكرت له بأني ليبي أصبح يخاطبني بشيخ العرب . وهو نفس الأسلوب الذي خاطبني به سائق التاكسي وأنا خارج  من مؤتمر دولي  في القاهرة عندما ذكرت له انا من ليبيا  ، وهو نفس اللقب الذي يخاطبني به المصريون اليوم عندما أذهب في سياحة  بدلا من بيه وباشا التي يخاطب المصريون بها الافندية منهم  . هذا يدل على أن سائق التاكسي المصري يعتبر نفسه أعلى مستوى مني ، ويعتبرني بدويا بدائيا متأخرا مهما بلغت من شان وهو يعتقد إني لست في المستوى لافهم ما يعنيه بشيخ البلد لأن كثير من الليبيين يعتبرون كلمة شيخ العرب لقب تبجيل  بدلا من تعبيرللإستهزاء .  لما كنا طلابا في الجامعة ينكت زملائنا المصريين  أن فلان الطالب الليبي  إشترى حمارا ليوصله للجامعة . والسفير الليبي قي القاهرة إشترى دراجة وعلق عليها يافطة هيئة دبلوماسية  . أويسالوننا  برضه عندكم كهرباء  وتلاجة . حتى في الجامعة لما جاء ترتيبي الأول في الأمتحانات قال أحد الأساتذة   إنه لم يصدق عندما صححت الأوراق أن هذا الليبي الصامت الخجول ، وكان يقصدني ، هو صاحب أحسن الأجابات .  وقد شعرت بالغضب لانه إستكتر علي هذا الشرف  لاني ليبي  وكيف أفوز على أذكى الطلبة المصريين في الفصل .   هذا التعالي كنت أشعر به من أخواننا المصريين حتى مع الأصدقاء رغم محاولاتهم الاحترام  والدبلوماسية  اثناء تعاملهم معي. ولي ولاصدقائي قصص لا تحصى عن معاملة تعالي  المصريين ، رغم أن بعض الليبين لا يفهمون هذا  لانهم لم يعايشوهم في مصر فترات طويلة  ويعتبرون لقب شيخ العرب شرفا وليس إستهزاء .
هذا من جانب دول الجوار  أما الجانب الليبي وشعورهم  بالنقص من جيرانهم  فان الليبيين لم يشعروا بعقدة النقص مع التونسيين  إلا في عهد القذ افي  حيث شعروا بالفارق الحضاري.  قبل ذلك كان التونسي فلاح الليبيين وأصبح دكتورهم  وأستاذهم ومستشارهم  والسفر الى تونس للعلاج والراحة  أصبح أمنية الليبين مع أن شواطئنا خير ألف مرة من كل مصائف البحر المتوسط ولكنها مهملة .
أما بالنسبة لشعور الليبيين بالنقص نحو اخواننا المصريين نسميه نحن إحتراما مجازا ، فقد نشأ منذ عهد الأباء بعد تخلص ليبيا من الأستعمار الأيطالي .  فقد أصبحنا نقرأ صحفهم ونعشق كتابهم  وكلنا إعجاب بممثليهم ومسرحهم وموسيقاهم وعلمائهم العالميين وأطبائهم . وأصبحوا مستشارينا ومعلمينا وأساتذ تنا  حتى تجارنا ومحامينا ومحاسبينا لا بد ان تجد معه مصريا يقوم بالعمل نيابة عنهم ولن يوظفوا ليبيا لأنه متأخر أو جاهل أو غير أمين و غير أهل للثقة  . ولهذا يعتبروننا المصريون اناسا بدوا متأخرين بس عندهم فلوس و من سخريات القدر أن يضطروا الى خدمتنا وإحترامنا . 
إني أعرف إن ما إقوله هو حقيقة يعرفها الجميع ، لكننا نريد  الأن أن نستيقظ  فلدينا العلماء والخبراء  ما يكفينا ، فلماذا نعتمد دائما على أخواننا المصريين في كل شئ  . هناك الخبرات الدولية من كل الجنسيات  يمكن الأستعانة بها . لسنا أقل حضارة وتقدما من المصريين والتوانسة ، حتى تاريخنا يطغى على المنطقة . وأقول هذا لساستنا  الجدد الذين دخلوا نفق السياسة  من نهايته ، ألا ينخدعوا بما يقال عن خبرات جيراننا  إنهم مثلنا يستعينون بالخبرات والشركات ومكاتب المهن والاستشارة  الأوربية  ونحن نستعين بهم أي نحن نستعين بخبرة من الدرجة الثانية  . إن هذه الزيارات من دول الجوار وهذه الندوات والأتفاقيات  بين ليبيا والجيران ليست بقصد المساعدة أو المشاركة في الأنشطة الأقتصادية  مشاركة الند للند . ولكنهم يقولون بين أنفسهم هؤلاء البدو شيوخ البلد عندهم فلوس فدعونا نبيع لهم قطار الحكومة  فهم مغفلون .  ولنجعل بلادهم مرتعا لعمالنا وسوقا لمنتوجاتنا  وخبراتنا  زادا لشركاتهم ومكاتب رجال إعمالهم وأصحاب المهن عندهم و مجالا لتوظيف ما عندنا من  متعلمين عاطلين،  فهم بالنسبة لليبيين أساتذة إخصائيين وسيسيطرون على مجالات الأقتصاد والتنمية والمهن الحرة ومكاتب الوزراء والوكلاء والمدراء  ونستطيع أن نجد في نفطهم ملادا  لخلاصنا من الفقر والتخلف  . لهذا لا نستغرب هذه الزيارات لكبار المسئولين العرب ، وعقد الأتفاقيات  قبل أوانها  مع سلطات غير مخولة ، وتصريحات
الترحيب من المسئولين الليبيين وإعتبارها أنجازات وفتح أبواب البلاد أمامهم  قبل تنظيم بيتنا في الداخل
بشير السني المنتصر     
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !