يسقط القذافي .. عاشت ليبيا حره ...
شعارات رافقت ثورة ليبيا وترددت في أرجاء البلاد ، وتم اسقاط القذافي كما أراد الثوار ولكن بمعونة قوات حلف شمال الأطلسي
وعلى ليبيا وشعبها دفع فواتير المساعدات الدولية لها ، والكل يعتقد أن الفواتير ستدفع من نفط ليبيا الذي يسيل له لعاب الغرب
ولكن مع مرور الوقت يتضح أن هناك فواتير أخرى على ليبيا الحره الديموقراطية الجديدة أن تدفعها ...!!
لأصحاب شعارات الحرية والتعددية والديموقراطية في ليبيا أو في بقية الدول العربية الثائرة .. هل يعتقدون أن إيمانهم الشفوي بما يرددوه من مباديء كافي ..؟!
لابد من تمحيص لمَ في قلوبهم لمعرفة درجة إيمانهم بما يرددون ، وهاهي أولى الإختبارات التي تواجه الشعب الليبي وقادته الجدد
وصول أول يهودي ليبي إلى بلاده (ليبيا) بعد غياب 44 عاماً ، عاد ديفيد غيربي لمسقط رأسه طرابلس عازما على إعادة افتتاح االمعبد اليهودي وإعادة الحياة إليه
وهذا يعني أن اليهود الذين فروا من ليبيا في الفترة ما بين 1948م و1967م والمقدر عددهم 40 ألف يهودي في ذاك الوقت قد يعودون أعداداً مضاعفةً إلى ليبيا ويطالبون بممتلكاتهم العقارية
هذا اختبار صعب للمجلس الوطني الإنتقالي يتم من خلاله مقياس لمباديء التعددية وعدم التمييز التي ستنتهجها سياسته الجديدة
إذا علمنا أن المجلس يتكون من ليبراليين تلقوا تعليمهم بالغرب ويميلون للعلمانية ومن إسلاميين يؤكدون حرصهم على الديموقراطية ، والتعامل مع مسألة اليهود في المنفى ستكون اختبار لقوة أو هشاشة المجلس
وليس من المستغرب أن يكون اليهود هم أول من يستغل الفرص ويصطاد في الماء العكر ، فقد اختاروا توقيت جيد لتحقيق مصالحهم
فوضع ليبيا ليس مستقر سياسياً ولا أمنياً ومازالت البلاد تعتمد على العون الدولي وهذا يؤثر على قرارات المجلس الوطني حتى في الشؤون الداخلية للبلاد ، فهي بمثابة جزية تقدمها ليبيا للغرب.
وأخيراً : إن كان حكم القذافي وقف في وجه المد اليهودي في البلاد العربية فأهلاً بألف حاكم قذافي.
منيرة حسين
التعليقات (0)