مواضيع اليوم

ليبيا هل ستكون فيدرالية

Riyad .

2013-10-26 18:02:54

0

ليبيا هل ستكون فيدرالية
اقليم برقة بقوة دفاع وأربع محافظات وحكومة فيدرالية أول أقليم بليبيا ما بعد القذافي , فليبيا تتجه نحو التقسيم الفيدرالي الذي ينذر بكارثة مستقبلية فالفدرالية بالعقل العربي تشبه فهمه للديموقراطية , فكما فهم الديموقراطية على أنها الوصول إلى السلطة عن طريق الانتخابات وبسط النفوذ على كل شيء باسم الشرعية فهم الفيدرالية خطاء فهي الطريقة الوحيدة للاستقلال التام الذي لابد أن يسبقه ارتباط جزئي مع الدولة الأم حتى ينخدع الشارع البسيط ويدعم الفيدرالية كخيار تنموي ونهضوي يقضي على مشكلات البلاد المتراكمة , المصيبة الكبرى تكمن في عقل السياسي العربي الذي حتى هذه اللحظة لم يتحرر من عٌقد الماضي ولم يستشرف المستقبل حتى مع صدمة الربيع العربي وتغيراته الهائلة, ومن خرج من رحم الربيع العربي كسياسي لم يولد بعقل جديد بل بقي بعقله القديم لأنه من صنع وإنتاج الماضي الذي زرع بالعقل مفاهيم ونظريات كثيرة لن يسقطها الإ صوت العقل والضمير وليس صوت رافعي الشعارات الغارقين بالأحلام .
الفيدرالية الليبية تعني تقسيم ليبيا حتى وأن حاول البعض التقليل من حجم تلك الكارثة التي ستغير المعادلة السياسية والجغرافية والديموغرافية بكثير من البلدان العربية إن نجحت ولو بشكل جزئي في ليبيا , من حق الليبيين التحول من النظام المركزي الشمولي إلى النظام اللامركزي الذي يأخذ في الاعتبار الوحدة الوطنية والتنمية المتوازنة والإنتاج والمشاركة الشعبية بصنع القرار , لكن أظن أن ليس من حق أي مكون سياسي بليبيا وبغيرها تقسيم الوطن بدعوى التنمية أو بدعوى الفيدرالية التي يقول عنها مؤيدوها أنها نجحت بدول كأمريكا مثلاً , فنجاحها بأمريكا مرتبط بثقافة وبتاريخ تلك الدولة وهذا ما يغفل عنه من يؤيد ذلك , فثقافتنا العربية والإسلامية تدعو للوحدة وتدعم الإتحاد والتعاون وترفض التقسيم مهما كان أساس ذلك التقسيم , ولا ننسى أن بصفحات التاريخ حروب دموية كانت شرارتها رفض المركزية بأسلوب أكثر حده كما هو الحال بأقليم برقه , كان الأولى على القائمين بأقليم برقة الدعوة إلى التحول إلى النظام اللامركزي وإعطاء الولايات ومجالسها صلاحيات تنفيذية وتشريعية لتسهم في إزالة واقع أغبر تراكم على مدى سنوات غابرة , لكن سلوك أقليم برقه مسلك الفيدرالية التي يرى من قام عليها أنها الحل الأمثل لمشاكل ذلك الأقليم ما هو الا صورة مصغرة على الوضع بالداخل الليبي من الناحية السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية فانتشار السلاح وكثرة المليشيات المسلحة والتي تجاوز عددها 200 مليشيا مسلحة ليست خاضعة لسلطة الدولة وتردي الحالة الأمنية والفشل السياسي الذي يعصف بالبلاد وتردي الحالة الاقتصادية يدعم مثل تلك المشاريع الاستقلالية أدارياً والتي ستصبح في المستقبل كيانات مستقلة سياسياً وذلك يعني دويلات داخل محيط جغرافي واحد , وفي ذلك كارثة يتمنى البعض أن تحل فالتقسيم سيكون على أسس طائفية وعنصرية وهذه ما يقوم عليه أي تقسيم جغرافي وسياسي في أي رقعة جغرافية في العالم ....
لست ضد الفيدرالية كنظام إداري لا مركزي يعمل ضمن منظومة متكاملة أساسها الأرض والوحدة والمصير المشترك هذه هي الفيدرالية الحقيقية التي غفل عنها البعض والنموذج الأمريكي قائم على ذلك /والهدف الحقيقي من الفيدرالية التنمية والمشاركة الواسعة للشعب في الإدارة السياسية هدف غفل عنه البعض واستبدلوه بفكرة التمهيد للانفصال وهنا الكارثة / , لكنني ضد استخدام الفيدرالية كنظام مرحلي يمهد لحق تقرير المصير كما أستخدم من قبل في بعض البلدان كالسودان مثلاً , أتمنى أن يٌعيد الليبيين قراءة الواقع والتاريخ جيداً , وأن يعيدوا الأمور إلى نصابها فكما تخلصوا من حكم حديدي مستبد بإمكانهم تجاوز تراكمات ذلك الحكم الغابر والدخول بكل فخر في صفحات تاريخ مشرق قائم على الوحدة والمشاركة والتنمية والإصلاح الشامل الذي لا يغفل عن وحدة الأرض والمصير المشترك عندئذٍ لن نخاف من أي نظام سياسي إداري يتم العمل به لأنهم صاغوا ذلك النظام على أسس لن تحيد بهم أبداً ....
رصاصة :: مشكلة أمتنا العربية لا يمكن اختصارها في جزئية معينة , لكن نستطيع أن نضع حول عناصر تلك المشكلة دوائر ومن ضمن تلك الدوائر الفهم الخاطيء للمصطلحات , فهم قاد ويقود إلى الكوارث , فهم استند على تفسيرات وأحلام خيالية قضت على جمال تلك المصطلحات ومثاليتها العميقة , فهل هناك أمل بصحوة عقل تعيد الأمور إلى نصابها وتعيد لتلك المصطلحات عظمتها عند القراءة وصمودها وروعتها عند التطبيق .. ...



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات