ليبيا ميدان رمايه الناتو ..
ينعقد في العاصمه الإيطاليه روما إجتماع لما يسمي "مجموعه الإتصال الدوليه" وهو الثاني من نوعه حيث عقد الأول في الدوحه , والمجموعه بالمناسبه عباره عده دول من حلف الناتو هي فرنسا وبريطانيا والمانيا وإيطاليا بالإضافه الي أمريكا بالطبع و قطر ودول الخليج الأخري والأردن وتركيا ثم ممثل عن جامعه الدول العربيه والإتحاد الأفريقي ثم ممثلين عن المجلس الوطني الإنتقالي الحاكم لنصف ليبيا ..
وذلك "لبحث مستقبل ليبيا وتقديم الدعم للمجلس الوطني الليبي" وهو أقل ما يوصف به يعد تكريسا لتقسيم ليبيا الي دولتين ولكن لنوضح بعض النقاط أولا :
إندلعت الثوره في ليبيا مثلما إندلعت في جارتيها تونس ومصر "سلميه" وتواترت الأنباء عن سقوط بنغازي في يد الثوار وبدأت المدن الليبيه الأخري تنتقل إليها الثوره ويتوالي سقوط المدن ولكن وكما حدث في سوريا والبحرين واليمن والجزائر بل وفي مصر , إستخدم القذافي القوه المفرطه والسلاح لإخماد الثوره وهنا تصاعدت الأصوات العربيه مطالبه بإجتماع للجامعه العربيه لبحث مجازر القذافي ضد شعبه , وبسرعه تم إتخاذ القرار "بتفويض مجلس الأمن الدولي بإتخاذ اللازم لحمايه الشعب الليبي" ..
وهذا التفويض العربي كان بمثابه الفرصه الذهبيه لأمريكا وحلف الناتو لا لإنقاذ الشعب الليبي ولا للقضاء علي القذافي ولا حبا في الإنسانيه ولكن لتحويل الأرض الليبيه الي ميدان للرمايه للتدريب العملي علي الحروب في الأراضي الصحراويه المنبسطه وفي المدن ..
بناء علي التفويض العربي لمجلس الأمن أصدر مشكورا قرار "بكبح جماح القذافي وكتائبه" وهو القرار الذي يحمل في ظاهره الرحمه وفي باطنه العذاب ..
سارعت أمريكا كالعاده وإحتلت الصداره فهي أكثر دوله تريد تدريبا عمليا لقواتها وأرسلت سفنها الي قباله السواحل الليبيه لتتبوء الصداره وتنفرد ب "الدعم اللوجستي والحرب الإلكترونيه" بمفردها وتحرم الباقين منهما ..
بل وأكثر من هذا إستعملت أحدث طائراتها وأحدث قنابلها وصواريخها في تدريب عملي علي دك الدفاعات الأرضيه الهزيله وتدمير مرابض الرادارات الليبيه والتي لم تكن تمتلك رادارات بالمعني التقني لكلمه "منظومه" ..
ولكن الدول المشتركه في حلف الناتو لم يعجبها هذا الإستحواز الأمريكي فإعترضت وتذمرت , فتراجع الطيران الأمريكي قليلا ليفسح المجال لطائرات دول الناتو لتنال قسطا من التدريب العملي ولكن بالدعم اللوجستي الأمريكي والحرب الإلكترونيه الأمريكيه , وأخذت كل دوله نصيبها من التدريب علي أهداف ليبيه حتي الطائرات بدون طيار الإسرائيليه هي الأخري أخذت نصيبها من التدريب علي الرمايه في ليبيا ..
ولكن عمليات التدريب هذه باهظه الكلفه وليست مجانيه لوجه الله وأمريكا والناتو وإن كان التدريب والرمايه بالذخيره الحيه علي أهداف حقيقيه فرصه ذهبيه إلا أنهم ليسوا علي إستعداد لدفع التكاليف , ولماذا يدفعوا طالما هناك من هو مستعد للدفع الفوري ..
فإنعقد إجتماع مجموعه الإتصال الدوليه الأول في الدوحه برعايه قطر وها هو المؤتمر الثاني ينعقد في روما والثالث سوف ينعقد في تركيا وفي كل إجتماع يتقدم الإخوه الأمريكان والأوروبيون بالفواتير ويدفع الإخوه العرب في الخليج القيمه عدا ونقدا ..
وهكذا تتأرجح العمليات العسكريه كرا وفرا بين كتائب القذافي من جهه وقوات المجلس الوطني الإنتقالي المدعومه من قوات حلف الناتو من جهه أخري تبعا لسرعه وبطئ سداد الفواتير ..
وأخيرا إستمرار القذافي في الحكم بل وعلي قيد الحياه مطلبا حيويا للناتو وأمريكا
وبالمصري "أرزاق يا دنيا" ..
مجدي المصري
التعليقات (0)