مواضيع اليوم

ليبيا بين خطر المليشيات وأنتشار الســــــــــــــلاح

 

 مرت ليبيا طيلة الفترة الماضية ، التي امتدت من سقوط الطغيان إبان ثورة السابع عشر من فبراير ، بتحديات جسام شكل الهاجس الأمني منها التحدي الأساسي والخطير ، ارتفعت حينها الحناجر بإسقاط من على سدة الحكم من إفراد وأحزاب ، وتكتلات سياسية ، حتى وصل الأمر إلى المناداة بإسقاط المؤتمر الوطني العام .

وبعد ذالك استمر مسلسل التوتر الأمني  الذي يعلو فوق كل المشاهد الديمقراطية الصغيرة  التي تحاول المؤسسات الاجتماعية والحقوقية في المجتمع المدني الليبي تطبيقها على الأرض ، متصارعة في ذالك مع قوى المليشيات التي تتبع سياسة البندقية وتحتكم الى ديمقراطية الفوهة إن صح التعبير ، تلجأ اليها لتحقيق مطالبها والضغط على السلطة المتمثلة في المؤتمر الوطني العاجز عن الصد لها ، الأمر الذي جعل السلطة في ليبيا بعد الثورة لمن يملك أكبر قدر ممكن من السلاح ، والقرار أخيراً لمن يمتلك قواته الخاصة على غرار بعض المناطق التي جعلت من منافذها ومخارجها منظومات الكترونية ، وكأنها دولة داخل دولة؟!.

وها نحن اليوم نعيش تداعيات إقرار قانون انتخاب الهيئة التأسيسية الذي اعتمده رئيس المؤتمر الوطني العام الامازيغي الأصل نورى بو سهمين بمدينة البيضاء ، والذي اعتمد في نظامه الانتخابي بالنسبة للمكونات الثقافية على (الكوتة) وهو ستة مقاعد للأمازيغ ،  والطوارق ، و التبو بالإضافة إلى ستة مقاعد للمرأة 5+1 ، وهو  ما يعبر عن تهميش وواضح وجلي لتلك المكونات الثقافية التي تعتبر العمود الفقري للوطن وجذوره الشيء  الذي يبشر بنشوء دكتاتورية جديدة في ليبيا تحت عباءة الثورة ، وهو ما تعتبره الاثنيات الثقافية بمثابة صب الزيت على النار ، ولا يزيد الوضع في ليبيا إلا تأزماً .

فعدم دسترة اللغة الأمازيغية قد يقود البلاد إلى انقسام وتجزئة  يسل لها لعاب الغرب المتربص وتستثمره جهات أممية لتحقيق أهداف   ليست بخفية على أي شخص مطلع ، وكذالك تهميش السلطة والقوى السياسية في ليبيا لهذا الاستحقاق الوطني  وثمرة من ثمار الوطن  بمثابة ولادة طاغيا جديد ، ويشجع المكونات الثقافية كذالك للانضمام إلى الصف المعارض وهو ما حدث فعلاً في الأيام الأخيرة حيث انضم المؤتمر الوطني الامازيغي إلى المعارضة ببريطانيا وأعلن عودته للنضال السياسي حتى تحقيق مطالب المكونات الثقافية.

وهذا يدل على استخدام المؤتمر الوطني للنموذج القذافي في استغلال القبلية ، وتأثيرها على الخصوم السياسيين ، فليبيا عادت أخيرا الى المربع الأول ، حيث اسم القبيلة هو الأداة وليست الوطنية أو الوطن.

فهل ستلجأ المكونات الثقافية  بعد العصيان المدني المقرر من 23 تموز / يوليو الى القوة ؟ لتحقيق مطالبها؟ هذا ما ستبديه الأيام القادمة ؟  

وهل سيتجنب أحرار ليبيا وسياسيوها ؟ تحول الوطن إلى أجزاء ؟ والدخول في صراع على الثروة؟ بعدما كان الليبيون  مثل الرجل الواحد في محاربة نظام القذافي؟

وأختم أخيراً بكلمة لسيناتور الأمريكي جون ماكين  في خطابه أمام الكونغرس ، حول إحداث القنصلية الامريكية في بنغازي (بعد أن عرفنا أن اللاعب الحقيقي في ليبيا ، هي القبائل الليبية ، أرجو أن لا ينسى الليبيون أنهم تحت البند السابع ).... 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !