مواضيع اليوم

ليبيا التعدديــة ؟!

عبدالسلام كرزيكة

2011-11-23 15:15:22

0

 هنيئا للشعب الليبي بالإنتقال من جماهيرية الفوضى إلى دولة المؤسسات .. وهنيئا له بالديمقراطية الوليدة، وبفسيفساء التعددية التي تضم حتى الإخوان المسلمون ؟!..

صِدقا، مَن كان يتصوّرُ أن في ليبيا القبضة الحديدية للقذافي ـ الذي كان يُحلل لليبيين بحسب هواه ويُحرّم عليهم حتى تعدّد الزوجات وحج بيت الله الحرام مثلا ـ  كان يتواجد تيارا (إخونجيا) مُستكينا لتلك السطوة الآدمية الضعيفة، وخاضعا لها ويخشاها أكثر من خشيته للحق تبارك وتعالى ؟!.. فنحن وحتى وإن سلّمنا بعدم مقدرة الليبيين على أداء مناسك الحج لضعف مواردهم المالية التي ينفقها عليهم القذافي كصدقاتٍ بحساب، فإننا لن نسلّم قطعا بشرعية إنتهاك قانون إلهي بآخر وضعي .. فما معنى أن يُحل الله لعباده الزواج بمثنى وثلاثى ورباعى، لمن شاء منهم أو يرى في نفسه القدرة المادية والمعنوية على ذلك، ويُحرّم القذافي عليهم ذلك، فيطيعون القذافي ويُحرّمون معه ما أحل الله ؟!..

سيقول قائل ما أدراك أن الشعب الليبي ليس شعبا مزواجا، ولا يولي العلاقات الجنسية كل ذلك الإهتمام، لذلك إنسجم مع قانون القذافي !..

لوكان ذلك صحيحا لما تعالت أصوات الليبيين (مباشرة) وبالتزامن مع صعود روح القذافي إلى بارئها، مُنادية ببطلان قانونه الجائر الذي كان يحول بينهم وبين رغباتهم الدّفينة في النساء، وأجّل أفراح زيجاتهم الثنائية والثلاثية والرباعية، أربعين عاما !..

نعم لقد كان ميلاد التعددية الزوجية ـ في ليبيا الدولة ـ قبل ميلاد التعددية الحزبية، وحتى قبل وضع أسس وقواعد مرحلة ما بعد القذافي !.. والأمر لايعيب الليبيين إذا ما نظرنا إلى حجم دولتهم الكبير وإلى طاقاتها وغناها بالموارد الطبيعية، مقابل تعداد السكان الذي لا يتجاوز العشرة ملايين !.. فهم يستطيعون ـ دون أدنى شك ـ إعالة أسرهم حتى لو بلغوا في ذلك الرّباعية !..

هي إستفاقة على وقع الثورة التي أطاحت بالديكتاتور المُتأله، جعلت الليبيين يُدركون أن القذافي كان يمنعهم من التكاثر، فقط ليسهل عليه التحكم في أعدادهم الضئيلة !..

فهنيئا إذن مرّة أخرى، للأشقاء الليبيين بحكومتهم الإنتقالية التي تمّ تشكيلها بشق الأنفس، لوجود إعتراضات على بعض أعضائها، ووصفها من طرف البعض (بالحكومة المُستوردة) !.. ولا أدري معنى ذلك بالضبط ؟!.. أمعناه أن الوزراء إطارات (كفؤة) كانت مٌغتربة بالخارج، وعادت لإعمار وطنها وتقديم خدماتها للنهوض به ؟!.. أم أن الخارج هو مَن إقترح على المجلس الإنتقالي أسماء أعضائها بالتالي هم عملاء ومندسّين ؟!.. ومهما كان الأمر، فيجب على الشعب الليبي أن يُعطي تلك الحكومة فرصة، وما (8) أشهر أمام (40) عاما قضاها القذافي في الحكم، ولا أحد كان يعترض على سياساته حتى تلك المُتناقضة مع الشريعة السماوية ؟!..

يكفي الليبيين في الوقت الحالي مكسب التعبير عن الرأي بحرية، خصوصا لتيار الإخوان الذي لم يُخجله صمته الماضي، فكان سبّاقا إلى لمّ شمله وعقد مؤتمره التأسيسي الأول في زمنٍ لاتكميم ولاإضطهاد فيه .. هو زمن (الإسلاميون) !..

فـ[الإسلاميون قادمون .. SOON] .

23 . 11 . 2011 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات