مواضيع اليوم

ليبيا إنتفاضة أم صراع سلطة

Riyad .

2014-07-31 11:21:09

0

ليبيا إنتفاضة أم صراع سلطة

  منذ أن دخل حفتر اللواء الليبي المتقاعد على خط الأحداث المتسارعة تحولت ليبيا لمايشبة الحالة الصومالية , فحفتر أطلق العنان لطموحاتة السياسية والعسكرية فدخل بقواته ومليشياتة على خط الصراع السياسي بين مختلف القوى والحركات الليبية وتلك ظاهرة باتت متكررة في بلدان الربيع العربي التي حتى هذه اللحظة لم تتخلص من نظرية المؤامرة ولم تتجه نحو البناء والتعددية والتعايش ضمن أطر دستورية واضحة ,فكل قوة وحركة سياسية تنقل صراعاتها السياسية من داخل الأورقة الطبيعية "البرلمانات, الأحزاب , مؤسسات المجتمع المدني الخ" إلى الخارج والفضاء الإجتماعي العام محولة الصراع السياسي الطبيعي إلى صراع سياسي متطرف يكون فيه لصوت الرصاص وفوهة البندقية القول الفصل ؟ ليبيا التي باتت على شفير الإنهيار الكامل والشامل باتت أقرب ماتكون إلى الصومال العربي الأخر مشكلةً جرحاً نازفاً بالجسد العربي فسوريا جرح والصومال جرح قديم لم يندمل رغم المحاولات وليبيا جرح كبير وكأن الجسد العربي أعتاد على التقرحات والدموية تأقلم معها العقل الذي بات متهماً بتردي الحالة العربية ووصولها للدموية نظراً لما يحتويه ذلك العقل من حشوات إنتقامية وحشوات متطرفة دموية وحشوات طائفية وعنصرية وفئوية ضيقة ! دفعت ليبيا ثمناً كبيراً لتحررها من قبضة حديدية دموية , ودفعت ثمناً كبيراً لكي تصل لمرحلة الدولة المدنية الحديثة التي لم تتحقق رغم التضحيات فالثقافة الصحراوية حضرت بقوة داخل أروقة البرلمان وداخل المؤسسات الحكومية العرجاء فحملت كل طائفة السلاح لتصفية الحسابات السياسية وفرض الرؤى السياسية الإصلاحية بالقوة تلك الثقافة الصحراوية جزءً من النسيج الليبي خاصة والعربي عامة والعقل محرك تلك الثقافة واي محاولة لتغييرها أو وأدها لابد من المرور بالعقل وإعادة برمجته من جديد! تحولت ليبيا إلى منطقة صراعات مختلفة بين أقطاب وجماعات متعددة المشارب والطموحات , فتاره يتصارع الإسلاميون فيما بينهم وتاره يتحالفون لمقاتلة من يختلفون معهم في الأدلوجيات والأدبيات السياسية وتاره يتحالف الجميع لمقاتلة عابروا البحار ممن دخل إلى ليبيا لفرض رؤيته وتحويلها لنقطة إنطلاق لفصائل الإرهاب والتدمير, دراما ليبية عجز العقل الممتليء بالهموم عن فهمها أو تحليلها والسبب لكل ذلك الدمار والتدمير هو فشل الساسة والمؤسسات والأدوات الطبيعية "البرلمان, الأحزاب , الإعلام ,مؤسسات المجتمع المدني المختلفة" في إحتواء الثوار منذ أول يوم سقط فيه نظام معمر وفي إحتواء الخلافات والصراعات السياسية الطبيعية في بداياتها الغير طبيعية في تضخمها ووصولها لمرحلة دموية طائفية مناطقية عنصرية همجية غير إنسانية ؟؟ كانت النيران تحت الرماد حتى دخل حفتر على خط الصراعات فانثر الرماد وأشعل النيران من جديد , فأصبحت لبييا تحت اللهب تحترق كل شبر منها يتعرض للقصف والتدمير , وكل زاوية يتعرض فيها المواطن للتنكيل لأسباب سياسية أو دينية أو مذهبية , حفتر ليبيا برر دخوله بتطهير ليبيا من الأنجاس كما يقول ومن أصطف ووقف ضده برر وقفته وإصطفافه بمقاومة مشروع عسكرة ليبيا وإعادة الإستبداد ونسي حفتر وغيره من مؤيدية ومعارضية أن ليبيا لن تعود إلى الإستبداد من جديد وأن صراعات السياسيين وطموحاتهم وغياب مشروع الدولة الوطنية المدنية وموته برصاصة وبنادق ثوار الأمس لن يٌعيد ليبيا إلى العصور السابقة ولن يحقق لها الإزدهر بل سيحولها لمنطقة صراعات سياسية مسلحة ويحولها لنموذج تخريبي عنيف فما الحل إذاً ؟ الحل يكمن في إنتهاج الساسة الليبيون نهجاً أكثر ديموقراطية وإنفتاحاً ومدنية ولعل في الحالة التونسية المرضية نوعاً ما رغم ما يتعرضها من عوائق وتربصات نموذج يستحق التطبيق والتطوير لينسجم مع الحالة الليبية بتعقيداتها المختلفة , فالتوانسة "الساسة والحركات السياسية المختلفة" غلبت الوطن على المصالح والطموحات الفئوية فأستقرت تونس رغم بعض المحاولات المتطرفة والمتشددة والأدلوجية تلك الحركات أستفادت من مدنية تونس ومؤسساتها التي لم تنهار جراء الثورة لكن ذلك لا يعني عدم التطوير والتحديث بتونس ولا يعني عدم الأخذ بذلك النموذج وإستقراء الواقع بتفاصيله المختلفة ! الحالة الليبية المعقدة تعيش في تراكمات الماضي , فالدولة الليبية قبل الثورة كانت مجرد دولة حبر على ورق وبعد الثورة أصبحت دولة متناثرة ممزقة بين طموحات وعصبيات وفئويات متعددة , تلك التراكمات لن تزول بإستخدام السلاح أو بالتحول والإنتقال نحو التطرف والتشدد الديني والسياسي بل بالحكمة والتعقل والحوار ومأسسة الدولة من جديد "إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس مدنية حضارية ديموقراطية" وإعادة بناء المجتمع الليبي فكرياً ومؤسساتياً" بناء مؤسسات مجتمع مدني على أسس وطنية مدنية نقابات أحزاب جمعيات إتحادات عمالية وثقافية وفنية صحف الخ " فتلك المؤسسات "مؤسسات المجتمع المدني" ستسهم في بناء الدولة المدنية بعدما يتوافق الفرقاء والساسة فيما بينهم وبعدما تبدأ العجلة تدور في فلك بناء الدولة ومؤسساتها المختلفة على أساس وطني شعاره الوطن للجميع والثورة للتصحيح لا للإنتقام ! لا يمكن إعادة معمر القذافي من جديد عبر شخصيات تسعى لعسكرة ليبيا وتدمير ثورة شعبية قامت لأجل المستقبل وحفتر ليبيا عليه إدراك ذلك جيداً وعلى مقربية ومعارضية إدارك حقيقة أن التاريخ لن يرحم من يسعى لصوملة ليبيا أو الزج بها في احضان الإستعمار من جديد وعقلاء ليبيا يدركون مغبة الإستمرار في عدم التوافق وإستفحال حالة الإقتتال الدموي لأسباب سياسية ودينية ومذهبية وطائفية وفئوية وإنتقامات تراكمية ماضية فالمغبة تكمن في تمزيق ليبيا أكثر وتدميرها تدميراً كاملاً والأسباب طموحات وخلافات وإختلافات وتراكمات ماضوية؟ على الليبيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم العمل لأجل ليبيا لا لأجل فئة معينة وعلى عقلائها الذين حتى الآن بعيدون عن الواقع التحرك لتجنيب ليبيا شبح يتربص بها من كل جانب ذلك الشبح يتمثل في التمزيق والتدمير وإعادة إنتاج الإستبداد من جديد ويتمثل أيضاً في دخول قوات أجنبية شعارها حماية ليبيا من التقسيم وباطنها نهب الثروات وسكب الزيت على النار شبح مخيف مفجع يؤيده كثيرون ويخشاه كيرون أيضاً ولن يتبعد ذلك الشبح عن ليبيا الإ بالتوافق الشامل الكامل وتحقيق مكتسبات الثورة التي قامت والمتمثلة في الوطن للجميع بلا إستثناء وشرطه دستور وطني ومؤسسات وطنية ودولة مستقرة وحكومة وطنية تعمل لأجل ليبيا لا لأجل طائفة معينة أو طموحات ضيقة والكره بملعب الساسة والعقلاء وليبيا تنتظر أؤلئك العقلاء والساسة على جمر بدأت شراراته تحرق كل شبر بأرض عمر المختار . الذي يحدث بليبيا اليوم صراع على السلطة وليس إنتفاضة كما يتوهم البعض أطراف الصراع باعوا الثورة بسوق الطموحات والشعب يدفع ثمن تلك الصراعات الضيقة ولن تستقر ليبيا وتعود لمرحلة البناء الإ بتوافق الساسة فيما بينهم وفتح أبواب الحوار والمصالحة على مصراعية ووضع السلاح جانباً وهذا هو الطريق الصحيح لليبيا ولغيرها من بلدان العالم الثالث ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات