على ما يبدو، وكما قال العقيد، ليست ليبيا كتونس أو مصر، الثورة الشعبية تأخذ منحى آخر، قد يبدو في أحداثه اليومية أشبه بحرب أهلية، فالسلاح بيد الثوار، و الكتائب الأمنية تهاجم المدن ( المحررة) بغرض استردادها،من هم الثوار؟ مدنيون أم فيالق الجيش التي انحازت للثوار؟ في الحالة الأولى، وجود سلاح بيد الأهالي أمر خطير، و ترك الجيش مخازن السلاح مفتوحة للمواطنين، أمر قد تكون له عواقب وخيمة مستقبلا، فقد يسقط السلاح بيد حركات لها أجندة أخرى، غير أن الواقع يقضي بأن هجوم كتائب القذافي على مدن و ترويع سكانها لابد أن يجابه بنفس الكيفية، المظاهرات السلمية لم تعد وسيلة آمنة، لأن وسائل الردع تخطت بكثير ما تستعله أجهزة الأمن في دول أخرى، عموما يبدو أن الوضع في ليبيا تأزم، و الباد دخلت في حلقة قد تدوم طويلا، إلا إذا أزيح القذافي من داخل محيطه القريب، قتل ، إنقلاب.....المهم القذافي بات معاندا و خطابه اليوم يوحي بأن الرجل يجهز نفسه لمعركة الاسترداد، و لا يأبه بالعالم الخارجي، هو يعلم أن استسلامه قد يفضي به إلأى محكمة الجنايات، لم يعد له من الخيارات إلا القتال إلى آخر رمق كما قال، إلا إذا تمت صفقة في الخفاء، بها يخرج من ليبيا دون أي محاكمات، قد يفعلها الغرب إن إمتدت الأزمة، و حالو القذافي اللعب بورقة النفط، مع أن حقول البترول لم تعد تحت سيطرته، لكن توقف تدفق البترول قد يجبر الغرب على مساومة القذافي للخروج من ليبيا دون أن يتابع، الغرب يريد عوة ضخ النفط و الغاز و شرط ذلك وجود حكومة قوية قادرة على تأمين الحقول و نقل النفط و الغاز.
اليوم و إبان خطاب العقيد، حاولت قوات له استعادة مدينة البريقة شرق البلاد، غير أن محاولتها باءت بالفشل، خطوة تزامنت مع الخطاب، فهل كان ذلك إشارة لتقدم القذافي بغرض احتواء المدن " المحررة"، خطاب رفع العزيمة الذي ألقاه الزعيم لم يف بالغرض، فانتكس الجند، على الجانب الآخر، تحاول المعارضة تأسيس كيان لها بديل، المجلس الإنتقالي دعا اليوم لضربة جوية يقوم بها الأمم المتحدة ضد السلاح الجوي الليبي، على ما يبدو طلب غير موفق، سلاح الجو هو في الخاتمة سلاح الدولة الليبية، غير أن القذافي و للأسف يساعمله ضد المدنيين، فهل من حل يوقف هذه الهجمت دون تدمير سلاح الجو الليبي.
عربيا، الجامعة العربية رفضت أي تدخل أجنبي، قرار صائب، ماذا جنا العرب من تخل الغرب في الصومال و العراق، و سيناريو ليبيا قد يتكرر في دول كاليمن و الجزائر مثلا، فهل سيتدخل الغرب أيضا.
للأسف، النظام العربي حائر، و لا عي خطورة القادم من الأيام، و لا يريد الوقوف عند المشاكل الحقيقية لما يجري، هو أحد أسبابها، بل هو سببها الأول ، و الغريب ما فعله وزراء الخارجية حين قرأوا الفاتحة على شهداء الثورة، أي نفاق هذا؟
التعليقات (0)