ليبيا أهم من حفتر
يعمد النظام القطري وعبر آلته الإعلامية تشويه ما يقوم به الجيش الوطني الليبي من عمليات عسكرية ضد تنظيمات ومليشيات الإسلام السياسي اللتي ومنذ سقوط نظام القذافي وهيّ تعبث بالتراب الليبي ، ذلك التشويه ليس بمستغرباً على نظامِ يقف بصف المُخربين متستراً بستار الحقوق والحريات ، التشويه بلغ سقفاً عالياً فآلة ذلك النظام ربطت بين حفتر والسعودية و الإمارات وما يقوم به ذلك القائد من تصدي للإرهاب والمليشيات والمرتزقة ،حفتر مواطن ليبي ضابط ومعارض سابق وجد نفسه وسط كومة من المشكلات والكوارث فقدمه الشعب الليبي ليقوم بواجبه تجاه وطنه الذي طالما ناضل من أجله ،السعودية لا يهمها حفتر كشخص يهمها وحدة وسلامة الأراضي الليبية ، فليبيا يجب أن تستقر وتبدأ دورة الحياة من جديد ، السعودية لا تصنع متطرفين ولا تدعم قادة من أجل شخوصهم بل من أجل شعوبهم وهذا ما لا يفهمه نظام قطر الذي لا يهمه إلا التخريب وتحقيق مكاسب سياسية حتى وإن كانت على الورق ، الشعب الليبي وقع ضحية للمال القطري والدور الاستخباراتي التُركي فكانت النتيجة حكومة تسقط وأخرى تقوم وتهتك للنسيج الوطني وانتشار كبير للمليشيات التي تدعي النضال وتطبيق الشريعة وهي أبعد ما تكون عن ذلك ، داعش والقاعدة من أكثر التنظيمات حضوراً بالمشهد الليبي ووجودها يعني وجود خطر دائم على الشعب وعلى دول الجوار وبالتالي لابد من وجود مقاومة تُعيد تلك الجرثومات الخبيثة لجحورها ومن ثم القضاء عليها ، أكثر شيء أصاب المشهد الليبي بالانهيار هو وجود جماعة الإخوان المسلمين فالشعب الليبي العربي المسلم كان يحلم بنظامِ سياسي مدني يقوم على الشريعة الإسلامية الوسطية لكنه تفاجأ بعصباتِ وشخصيات إجرامية تُدير المشهد بالسر والعلن فما كان منه إلا أن قام للمواجهة وهو يلعن تلك الجماعة التي خدعت الشعوب العربية منذ عقود عبر شعارها الخادع "الإسلام هو الحل " .
وجود حفتر بالمشهد يعني وجود مقاومة لتيارات الإسلام السياسي وهذا ما لا يروق لقطر وتركيا اللتانِ تحاولان تضليل الرأي العربي العام وحرف البوصلة عن مسارها الصحيح ، لم يحمل ذلك القائد السلاح إلا بتوافق ليبي ليبي والسعودية لا يهمها إلا استقرار بلدِ طالما انتظرته ليكونا جنباً إلى جنب فالقضية هي ليبيا سواءً قاد المرحلة حفتر أم غيره من الليبيين الذين لا يسجدون لقطر وتركيا فثمان سنواتِ عِجاف كافية بالنسبة لليبيين وللعرب الذين ضاقوا ذرعاً بتنظيماتِ متطرفة تُظهر الإسلام وتُبطن الكُفر والتكفير .
التعليقات (0)