في آخر خطاب للقذافي لبنغازي، هدد المجرم الذي كان يسيل لعابه دماً بأنه يريد أن يجعل من مدينة بنغازي خراباً، وسيهدمها على أهلها حيطاً حيطاً، إذا لم يستسلموا لربهم الأعلى، ويلقوا أسلحتهم ويخرجوا إلى الشوارع، وأن ما قام به أهل بنغازي ما هو إلا مكر مكروه في المدينة الهادئة ليخرجوا العبيد من عبادته، قبل أن يأذن لهم، وهنا جاء القصم من الله من العزيز الجبار المتكبر، فسلط عليه من كانوا حلفائه بالأمس وشركائه في القضاء على حركات الجهاد، والتي كاد إجرام القذافي أن يكشف أكاذيبهم للعالم أجمع، فاعملوا على إهلاكه هو وجنوده واستهدفوا قواته وطائراته ومضاداته، وألقوا الرعب في قلبه، وسط تقدم أهل ليبيا نحو معقله في طرابلس، وحديث عن محاولة لتهريبه خارج أرض ليبيا وإضاعة الدماء التي أزهقها هذا المجرم.
ورغم هذه النهاية إلا أن هذا المجرم ما زال مصراً على إكمال إجرامه، وقصف مصراتة والزنتان وتقتيل أهلها، واغرب ما في الأمر أن يتحدث هذا الفرعون عن تسيير قافلة سماها لم الشمل، تتجه إلى بنغازي، فالبارحة وأنا استمع إلى قناة هذا الفرعون وهم يتحدثون عن تسيير هذه القافلة، تحدثت امرأة أدعت أنها من المغرب وتريد أن تشارك أهل ليبيا هذه القافلة، واليوم وأنا استمع لأقوال الصحف على الجزيرة، كانت إحدى الصحف تنشر تقريراً حمل عنوان "مقتل مصريين وارتريين لرفضهم العمل مع كتائب القذافي" وأكدت جريدة الأهرام أن المجرم القذافي يستخدم المصريين دروعاً بشرية في مدينة مصراتة، فعلمت عندها كيف قدمت هذه المرأة ومن معها من هؤلاء الليبيين البؤساء!! ثم تحدث أحدهم وهو يحذر الليبيين من أن الأعراض ستنتهك إذا دخلت هذه القوات الغربية إلى بلدنا، بالرغم من أن الدول الغربية قامت بعمل حظر للطيران دون أي تدخل بري.
ولم تمر على هذه الأكاذيب ساعات إلا وصعق العالم أجمع بقصة المحامية إيمان العبيدي التي اقتحمت الفندق الذي ينزل به الصحفيون في طرابلس لتروي لهم كيف تم اعتقالها على أحد نقاط التفتيش، ومن ثم احتجازها بعد أن علموا أنها من بنغازي واغتصابها من قبل خمسة عشرة مجرماً، وحدث صراع بين جهاز الأمن في الفندق وبين الصحفيين وتم أخذها من بين أيديهم بالقوة واقتيادها إلى مكان مجهول، وجاء الرد الليبي بأن هذه المرأة مختلة القوى العقلية، وأنها كانت تتحدث وهي تحت تأثير الكحول، فإذا كان الشعب الليبي؛ الذي قتل الفرعون أولادهم، قد ثاروا وهم تحت تأثير المخدرات فلا عجب أن تكون هذه المرأة التي انتهك هؤلاء المجرمون شرفها تحت تأثير الكحول!؟ وإذا كان هذا المجرم يتكلم عن لم الشمل بصدق فلماذا لا زال إلى هذه اللحظة يرتكب أبشع الجرائم في مصراته والزنتان، ولماذا يقوم هذا الطاغية بشراء المرتزقة من دول افريقية!؟ وكيف للشمل أن يجتمع وهو لا زال يقتل الأولاد ويستحي النساء!؟
تسليط الله الظالمين على الظالمين وإخراج عباده من بينهم سالمين غانمين؛ سنة من سنن الله تعالى، يقول ابن كثير في تفسير الآية " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون": كذلك نفعل بالظالمين نسلط بعضهم على بعض، ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم من بعضهم ببعض، جزاء على ظلمهم وبعيهم" ويقول عبد الرحمن بن اسلم: "نسلط بعض الظلمة على بعض فيهلكه ويذله، وفي هذه الآية تهديد للظلمة بأنّ من لم يمتنع من ظلمه منهم سلط الله عليه ظالماً آخر" وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد في" زوائد الزهد" عن مالك بن دينار قال: " قرأت في الزبور: إني انتقم بالمنافق من بالمنافق، ثم انتقم من المنافقين جميعاً" وقال فضيل بن عياض: "إذا رأيت ظالماً ينتقم من ظالم، فقف وانظر متعجبا".
وفرعون عند غرقه آمن بما آمن به بنو إسرائيل، ولكن هذا المجرم ما زال يرتكب جرائمه ويذبح ويقتل، لأنه يعلم أنه سيخرج من هذا بدون محاسبة، هذا المجرم قد انتهى وأذله الله واخزاه، وما هي إلا أيام وينتهي ملكه وسقط عرشه وهو الآن يحاول أن يجد مخرجاً له، لذا يا أهل ليبيا الأبطال لا تسكتوا عن الجرائم التي ارتكبها بحقكم، ولا تسكتوا عن أعراضكم التي انتهكها هذا المجرم وأذنابه، وإياكم أن تضيع هدراً. وقل ربي احكم بالحق وأنت خير الحاكمين.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)