أكد الناجي الوحيد من بين خمسة وعشرون معتقلاً في مدينة بنغازي قبل سقوطها بيد الثوار، ما تعرض له من تعذيب على أيدي قوات المجرم القذافي، الأمر الذي جعله قعيداً لكرسي متحرك، وقد صرح الناجي "علي" لقناة العربية أنه تم ضربهم على وجوههم بالحبال وعلى سائر أنحاء أجسامهم أثناء اعتقالهم في السابع عشر من الشهر الماضي، وكان معهم مسنون تجاوزوا الخامسة والسبعون وتعرضوا لنفس الضرب، وأنه تم ضربهم على أعضائهم التناسلية وأماكن حساسة أخرى، قائلين لهم: أنتم تريدون قلب الثورة أنتم مساكين، ويعاودون الضرب على هذه الأعضاء، قائلين: من أجل أن لا تنجبوا ذرية فاسدة مثلكم، وكان يتم سحبهم من أعضائهم التناسلية من مكان إلى آخر. ويتابع: " ثم جلبوا جهازاً يوضع على العضو والظهر والعمود الفقري ويشغلونه بواسطة الكهرباء، فتهتز أجسادنا، وعندما يتوقف نقع على الأرض، ولم يكن باستطاعتنا أن نتحرك، وبعدها يبدءون بضربنا بحبال كهربائية على أنحاء الجسد حتى نصاب بالدوار" ثم يؤكد أنه تم نقلهم ووضعهم فوق بعضهم البعض، بعضهم ميت والآخر حي، وإغراقهم بالبول ورميهم على البحر، ويختم حديثه من فوق كرسيه المتحرك: " رجلي اليسرى لا أحس بها، الرجل اليمنى إذا لمستها أشعر وكأن هناك من يضربني بالكهرباء، أعضائي التناسلية انتهت، أعصاب معدتي مشدودة دائماً من شدة الضرب، عظمة رقبتي مكسورة، قالوا لي أنها ستعود إلى مكانها بمفردها".
وما أكده الناجون من مدينة "اجدابيا" يثبت اقتراف مثل هذه الجرائم بحق الشعب الليبي، بل وما ذكره الثعلب اوباما في خطابه الليلة الماضية يؤكد أنه يتم خطف الناس من المشافي والبيوت، والتخلص منهم، وهذه هي طبيعة المجرمون في كل آن وحين، يرتكبون جرائم لا تمت إلى الضمير الإنساني بأي صلة، بعيداً عن الأخلاق والأعراف، وسط مشاركة الغرب والعرب جميعاً بسكوتهم عن هذه الجرائم مدة شهر مضى.
ورغم إجرام هذا المجرم وتركه للمدن قاعا صفصفا، إلا أنه عجز في دخول المدن الكبرى عجزا تاماً، الأمر الذي جعل الدول الغربية تأتي صاغرة إلى مجلس العدوان والظلم، وإصدار قرار حظر الطيران مع استخدام أي طريقة تمنع من تقتيل المدنيين ما عدا الاحتلال العسكري، وسط تصريح فرنسي بأن طائراتهم ستتحرك خلال ساعات.
رافق هذا إعلان من المجرم القذافي بترحيبه بالقرار الدولي، وإيقافه لعملياته العسكرية، في الوقت الذي كانت قواته تحاول دخول مدينة مصراتة المجاهدة، وتقصفها بالطيران والمدفعية الثقيلة، وتصل قواته إلى مدينة بني غازي وتدكها بمثل ما دكت به المدن الليبية الثائرة وترتكب بها أبشع الجرائم، هذا ولا زالت الساعات التي أعلنت عنها فرنسا لم تنتهي، بالرغم من استخدام القذافي لطيرانه، وزحفه نحو المدن الصامدة، بل وما يثبت أن هذه الدول بالرغم من مسرحيتها وقرارها صباح الجمعة، تقوم بإعطاء السفاح القذافي فرصة جديدة حتى ينهي ثورة الشعب الليبي، من خلال إعلانه عن قمة تعقد في باريس مساء السبت، وسط تصريح فرنسي جديد بأن طائرته ستتحرك بعد ساعات، لمنع القذافي من قصفه للمدنيين.
لم تكن فرنسا ولا بريطانية ولا الثعلب الأمريكي ولا هذا الغرب المجرم ولا الحكومات العربية الخانعة في يوم ما صديقة للشعوب المسلمة، فهم ينتظرون أن يتم جعل الشعب الليبي كحال هذا الشاب ثم بعدها يتدخل، وكما قالها الثعلب اوباما في خطابه الأخير بأنهم تدخلوا مباشرة، ولكن لتهنئة هذا المجرم بإجرامه وتقتيله لأبناء شعبه.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)