تحمل زيارة وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان إلى أذربيجان دلالات ورسائل سياسية كبيرة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولم تقتصر الزيارة والتي جاءت في إطار الاحتفال بذكرى مرور عشرين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وأذربيجان، وإنما ستتناول الملف النووي الإيراني وسبل التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وخصوصاً أن هناك تقارير نشرتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية تفيد بأن إسرائيل اشترت من أذربيجان مطاراً عسكرياً يطلق عليه مطار أذربيجان وهو مطار قريب من الحدود الإيرانية، وتخشى الإدارة الأمريكية من أن يستخدم كقاعدة جوية إسرائيلية في حال قررت الأخيرة توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
الملفت للانتباه أن أذربيجان دولة إسلامية يبلغ تعداد سكانها ما يقارب ثمانية ملايين نسمة، 80% منهم مسلمين شيعة (اثنا عشرية)، وتجاورها إيران بحدود يبلغ طولها 756 كيلو متر.
فما هي الأسباب التي تدفع أذربيجان بالتحالف مع إسرائيل على حساب إيران على الرغم من التقاطع الأيديولوجي بين البلدين...؟ وكيف تستثمر إسرائيل النزاعات والخلافات الدولية لصالحها...؟
تتلخص الأسباب التي تدفع أذربيجان بالتحالف مع إسرائيل على حساب إيران على الرغم من التقاطع الأيديولوجي بين البلدين، هو دعم إيران اللامحدود لأرمينيا (المسيحية) في صراعها مع أذربيجان على إقليم ناغورني كرباخ، حيث خسرت أذربيجان المعركة عام 1994م.
وهنا لابد من معرفة أن آخر الإحصائيات تشير إلى أن ثلث سكان إيران من الأذريين، ويبلغ عددهم ما يقارب العشرين مليون نسمة، يتحدثون بلغة مشتركة مع سكان أذربيجان وهي اللغة التركية، وتربطهم تقاليد وعادات وثقافات مشتركة وتفصل بينهما الحدود.
ومن هنا يأتي دعم إيران لأرمينيا على حساب أذربيجان حتى تبقى الأخيرة في حالة استنزاف دائم، لأنه في حال امتلكت أذربيجان القوة فإنها تستطيع تحريك ورقة الأذريين في إيران وتطالب بضمهم إلى الدولة الأذربيجانية، وينحدر بعض زعماء المعارضة الإيرانية إلى أصول أذرية ومن أبرزهم مير حسين موسوي.
وهنا تأتي العقلية الصهيونية التي تلعب دائماً على المتناقضات وتستثمرها لمصالحه القومية، وفعلاً بدأت إسرائيل تقوية نفوذها في أذربيجان، حتى استطاعت أن تمتلك مطارات عسكرية وعلاقات ثنائية واقتصادية، وينسجم الفكر الاستراتيجي الصهيوني مع ذلك كون أذربيجان تشكل خاصرة ضعيفة لإيران بحكم الجغرافيا والتاريخ، ومن هنا نقرأ أهمية زيارة وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان لأذربيجان حيث تريد إسرائيل في وقت واحد توصيل ثلاث رسائل:
الرسالة الأولى: إلى الشعب الأذري وحكومته بأن إسرائيل جاهزة لدعمه في كل المجالات، وأن عشرين عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ستجني أذربيجان ثمارها قريباً.
الرسالة الثانية: موجهه إلى إيران، بأن توجيه ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية قد ينطلق من أذربيجان، وأن إسرائيل لها اليد الطولى في منطقة القوقاز.
الرسالة الثالثة: موجهه إلى تركيا، ومفادها بأن إسرائيل تدعو تركيا إلى عودة العلاقات الثنائية، فالمصلحة مشتركة بين البلدين، وأن تجربة علاقات إسرائيل بقبرص وانعكاساتها على تركيا قد تتكرر مع أذربيجان.
HOSSAM555@HOTMAIL.COM
التعليقات (0)