مواضيع اليوم

ليبرالي مشتهي ومستحي

Riyad .

2017-03-06 06:13:33

0

  ليبرالي مشتهي ومستحي

الليبرالية لا تُعارض الدين ولا تصطدم بالعادات والقيم ولا تحول بين المرء وقلبه ولا تقف مع المُستبد ولا تقتل إنسانية الإنسان ، هكذا يرد بعض من يخشى البوح بليبراليته عندما يتناقش مع شخصِ يظن باليبرالية ظنوناً سوداء.
الظن السيء الذي أحاط باليبرالية ينم عن جهلِ وسوءة تفكير ، الأفكار الجديدة تواجه الإعتراض وهي كغيرها من الأطروحات يتلقفها المجتمع ويُعيد بناءها بما يتماشى مع قيمه ومُسلماته ، مفهوم الليبرالية في الغرب كمفهومها بالوطن العربي وبلدان الخليج لا يوجد أي إختلاف بينهما لكن هناك من يقول هناك فجوة عميقة بين المفهومين ، في الحقيقة لا يوجد فجوة بين المفهومين فالمفاهيم مشتركة وثابتة الإختلاف فيما بين ليبرالية الغرب وليبرالية الشرق يكمن في الممارسة وطريقة التعبير والظهور ،الليبرالي الغربي لا يخجل من ليبراليته لأنه نشأ وترعرع في بيئة تعددية تقبل الأخر أياً كان عكس الليبرالي العربي والخليجي فالخجل من ليبراليته واضح والمراوغة عند سؤاله عن إيمانه الفكري جلي ، الليبرالي الغربي لا يستدعي السلطة ضد خصومه في الطرح ولا يوزع صكوك الإتهامات ولا يتصيد الأخطاء كل همه هو التعددية والتعايش وتبادل الأفكار ومناهضة العنف الشعبي والرسمي وتعزيز القواسم المُشتركة ، أما الليبرالي العربي الشرقي والخليجي فهو في حالة صدام وبكاء دائم "البعض" وكأن جُل القضايا تُحل بالصدام يستدعي السلطة ضد مخالفيه يُصفق للإستبداد ويفرح بالظُلم ، يُعيب على التيارات الدينية فرض الأراء وسطوة النص ويقع فيما وقعت فيه تلك التيارات بشكلِ واضح وفاضح لا يُقيم للخيارات أي وزن ولا يدع العقل المجتمعي يُفكر فيما يراه صواباً ، هذه فروق واضحة بين الغربي والعربي غيض من فيض ليست خيالاً ولا حديث نفس بل هي واقع بشواهد ولعل مواقع التواصل الاجتماعي تُهدي الرافضين لتلك الحقائق هدايا مُغلفه بالشعارات الرنانة والوقائع المُخجلة .
الليبرالي العربي الشرقي والخليجي وتحديداً السعودي مشتهي ومستحي ولكي نكون أكثر دقه بعضاً من متلبسي الليبرالية الذين هم في الحقيقة ليسوا ليبراليون بل مُدعين لها ، تلك الفئة البشرية تُريد وتُريد وتُريد لكنها تخشى البوح بليبراليتها خوفاً من سياط المجتمع وعصى التفسيق والتكفير اللتي يستخدمها بعض من يعيش عقله في الماضي وجسده في الحاضر ، الليبرالية قيمه إنسانيه وفكرية لا مثيل لها ، هي ليست عقيدة روحية بل هي أكبر من ذلك تُخلص الفرد من التراكمات وتُطلق سراحه من غياهب الماضي ، تجعله يُحلق في الفضاء ويستشرف المستقبل دون قيود أو عوائق ، المشكلة ليست في الليبرالية بل فيمن جعلها رجساً من عمل الشيطان وحولها لسوط عذاب تضرب كل من يخالفها بشدةِ وحده ، وحولها لعار لا يمحيه الزمن ، هذه هي إشكالية الليبرالية سعودياً وخليحياً وعربياً فلا قيمة للأفكار إذا لم تُعزز القواسم المُشتركة وتفتح النوافذ للعقل والروح ولا قيمة لها إذا لم تُدافع عن الإنسان حتى وإن كان عدواً أو مخالفاً في حالة تعرضه للإقصاء أو الظُلم أو أُنتهكت حقوقه ،لا حياء في الفكر ولا حياة من دونه هكذا يجب أن نقول بصوتِ مُرتفع دون حياء أو خوفِ من أحد فاليبرالية ليست ضد أحد وليست مع أحد هي مع الجميع طالما آمنوا بالإنسان وحق الإختيار والتعدد والتسامح والتعايش وعمارة الأرض .
‎@Riyadzahriny




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات