مواضيع اليوم

ليبرالي متزندق

Riyad .

2017-06-29 04:34:34

2

 ليبرالي متزندق 

في المجتمعات العربية الكثير من الأعراف الخاطئة التي تحول بين المرء وفكرة وحريته ،فلو قمنا بعد تلك الأعراف لجفت الأقلام ولامتلئت الصُحف بذلك الهراء البشري الذي لا يسمن ولا يُغني من جوع ولا يرفع المرء درجه ولا يضعه من أخرى ، العقل العربي عقل بدوي متصلب متحجر في أصله لكنه مع تلاقح الحضارات والتواصل مع الشعوب خرج من منطقته لفضاءِ واسع فأنبهر وابهر وبلغ حداً لا يكاد يبلغه عقلُ بشري هكذا يُقال وهذا ما يخبرنا به تاريخ ابن الهيثم وابن رشد وغيرهم من العظماء الذين لم يستسلموا للواقع ولم يقبلوا العيش على طريقة واحدُ من الناس .
اليوم ليس كالأمس والزمن المتأخر ليس كالزمن الماضي رغم ان الماضي ليس جميلاً بالمُطلق كما يتوهم بعض الناس ففيه من المصائب مافيه لكنه افضل من الأزمنة المتأخرة التي باع فيها الفرد عقله بسوق الجهل والطاعة العمياء للعادات والتقاليد والمرويات التراثية ، الليبرالية فكر و الليبرالي صاحب العقل الذي فكر فهو  ليس بجاهل أو كافر أو زنديق هو إنسان يؤمن بالإنسان كإنسان بغض النظر عن أي تفاصيل جزئية لا تسمن ولا تغني من جوع ، هو بشر يحترم الحريات ويدافع عن الحقوق ويناضل من أجل السلام ، لا ينخرط في الصراعات ولا يدعو لها ، ولا يضع عقله تحت أمر أحدِ من الناس ، الليبرالي لم يهبط من السماء ولم يخرج من الأرض بل هو كائن بشري استفاد من عقله ومن تلاقح الحضارات فأنتج وأوجد مشروع فكري نهضوي هدفه وغايته الإنسان والمكان ، لماذا الليبرالي مُتهم ولماذا منبوذ في المجتمعات العربية والإسلامية ؟ السبب بسيط فوجود شخص ليبرالي يعني وجود عقل بشري يُفكر ويتساءل ويعني وجود أحلام ويعني وجود مطالبات وصوتِ عالي وكل ذلك يُزعج بعض الأنظمة وبعض رجال الدين فيسخرون كل شيء لضرب ذلك العقل في مقتل ولا يوجد سلاح اشد من التكفير الذي يضع المرء بقفص الموت وإن كان على قيد الحياة. 
تجريم الليبرالي يعني تجريم العقل وذلك ضد الأمر الرباني الذي امر البشر في 56 موضع بالقرآن الكريم بإعمال العقل والتفكير ، فالله لم يخلق البشر عبثاً ولم يمنحهم العقول عبثاً بل خلقهم ومنحهم العقول ليعمروا الأرض وذلك لا يكون بالقتل والظلم وإنما بالتعايش والتسامح والتفكير السليم والظن الحسن في الخلق والدفاع عن الحقوق والحريات والمشاركة وتحقيق السلام واحترام الأديان وكل تلك قيم ليبرالية يؤمن بها الأسوياء من البشر فالإنسان في آصله ليبرالي والظروف من تجعل منه شيئاً غير ذلك وتصنع منه بشراً منسلخ لا يعترف بالقيم الأصيلة . 
‎@Riyadzahriny



التعليقات (2)

1 - محنة الفكر

د.عزيز التميمي - 2017-06-29 14:55:27

تحية لك عزيزي الكاتب. أنت محق في كل حرف كتبته وانا متفق معاك تماماً، العقل العربي في محنة التحرر من قيود الدين والماضي، أتمنى أن لايطول الإنتظار.

2 - لا يمكنك الجمع بين الليبرالية و القرآن ، الليبرالية تعني التحرر و القرآن يعني التمسك بالقيود الإلهية

jhubhio@y.com - 2017-07-05 11:26:03

تقول في مقالتك \" iتجريم الليبرالي يعني تحريم العقل و هذا ضد الامر الرباني الذي امر البشر في ٥٦ موضع على اعمال العقل و التفكير \"\" ووهذا يعني انه من الصعب جدا و عبثا تحاولون التحرر ، تدافع عن الليبرالية و تستشهد بالمرد الرباني في القرأن ! هذا انفصام ؟ و ازدواجية و فقدان البصيرة ، الليبرالية يعني التحرر و الانعتاق ، و الانعتاق من القيود الذي يفرضها القرآن على العقل هي أولى متطلبات الليبرالية ، لا يمكنك الجمع بين الإيمان بربانية القرآن و الليبرالية ! ، أم تراك ستقول هذا كلام الله و لا راد له ؟ يعني ما سوينا شيء ، تتبعون نفسكم بلاش

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات