مواضيع اليوم

ليبرالية بني يُعرب

Riyad .

2017-10-08 07:53:39

0

 ليبرالية بني يُعرب

تنقسم الليبرالية الى ليبرالية سياسية واقتصادية واجتماعية غايتها الفرد في أي زمانِ ومكان ، الليبرالية ليست ديناً ولا مذهباً مُقدساً هي مجموعة من الأفكار والرؤى هدفها النهوض بمستوى حياة المجتمعات وسيادة العدالة والمساواة وتحرر المجتمع من قيود العبودية السياسية والهيمنة الدينية والاجتماعية ، لكن هل الليبرالية في عالمنا العربي يهمها الفرد بالمفهوم الشامل أم انها تهتم بأشياء بسيطة لا تنقل مجتمع من مساحة لأخرى ؟

 

ليبرالية العالم العربي نشأت بأحضان السلطة مثلها مثل أي فكرة اجتماعية أو دينية فالسلطة في العالم العربي تهيمن على كل شيء ومن أجل تحقيق التوازن في الشارع احتضنت الحركات والأطروحات اليمينية واليسارية لتُقدم ما يناسب المرحلة وتُخفي ما يناقضها وهذا هو المعمول به في عالمنا العربي منذ بزوغ مفاهيم الدولة القُطرية والدولة الحديثة والمعرفة والتنوير والإصلاح والصلاح ، ليبرالية العالم العربي اجتماعية فقط يسعى منظروها ومؤيدوها إلى تغيير كثيراً من المفاهيم المرتبطة بالشأن الاجتماعي منادين بالتحرر من القيود الاجتماعية التي تحد من حرية الفرد خصوصاً حرية المرأة التي تتجاذبها مختلف التيارات ، اليبرالية العربية حصرت نفسها في الشأن الاجتماعي فقط وهذا يقودنا لتساؤل هل لليبرالي كفردِ أو مجموعة دور في ذلك الحصر ؟  بالتأكيد نعم فعندما تقوم مجموعة من العقول بتبني شأن معين وتهميش شؤون بالغة الأهمية فإن هناك خلل ما فإما أن تكون تلك العقول لم تفهم الليبرالية بشكلِ جيد أو انها تركض خلف شيء معين لمطامع ومصالح معينة ؟

الليبرالية حلقاتها مترابطة لا يمكن فصل شأن عن أخر ولا تقديم ملف على أخر وهذا ما يتجاوزه دعاة الليبرالية في عالمنا العربي ، قوة تلك المجموعة تبرز عندما يكون الخصم ضعيف أو مُخالف في الأيديولوجيا كأن يكون الخصم رجل دين مثلاً أما قضايا الفساد والاستبداد والمواطنة والتهميش والتمييز فهي ليست بذات أهمية ولا تكاد تسمع لتلك الفئة همساً تجاه تلك الملفات ، الليبرالية كفكرة تناضل من أجل الفرد الذي هو نواة المجتمع لكن إذا كان ذلك الفرد خصماً لليبرالي العربي وتعرض لإنتهاك حقوقي   فإن الليبرالي لا ينهض ويدافع عنه كإنسان بغض النظر عن الخصومه الفكرية مثلما تقول مبادئ الليبرالية بل يقفز فرحاً بما حدث له و يدعو لمزيدِ من العنف تجاه ذلك الخصم ولسانه يُردد تطبيق القانون ياسادة ، الفرح ليس بتطبيق القانون كما يزعم بل بسقوط خصمه في ملاحقات قضائية تفتقد لأدنى درجات الإستقلال لتخلو له الساحة وهذا مبتغاه والدافع  لطلب المزيدِ من التضييق ، الشخصية الليبرالية العربية تشن الهجوم على مخالفيها لا تعترف بحق الاختلاف وإن ادعت ذلك ولا تحفظ للمخالف حقه في ممارسة ما يراه ويعتقده صواباً طالما لا يضر أحداً ، هي شخصيات ابعد ما تكون عن الليبرالية والوقائع والشواهد على تلك السقطات كثيرة .

الليبرالي العربي تخجل منه الليبرالية لانه شخصية منبطحة للظلم والإستبداد وقمع المخالفين ، الليبرالية ليست ما يطرحة دعاتها بعالمنا العربي هيّ اسمى وأكرم من تلك التُرهات التي يخجل منها العقل السليم ، الليبرالي العربي كالعاهرة التي تدعي الشرف وهي ابعد ما تكون عنه فإلى متى وليبرالية العرب تعبث بخيارات الأفراد وتشن هجومها على المخالفين وتشوه كل شيء جميل وتتجاهل ملفات وحقوق وحريات لا يتجاهلها عاقل كالإصلاحات السياسية والحقوقية والاقتصادية وسيادة القانون وشيوع الحريات والخيارات للأفراد بغض النظر عن الإتفاق والإختلاف من زاويةِ فكرية تنويرية أو أيديولوجية ضيقة ماضيها أكثر من حاضرها  .

 ‎@Riyadzahriny




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات