لا يفرّق الفكر الإسلاميّ بين القدوة في التنظير وبين القدوة في التطبيق، وقد يجمع الاثنين، ولا يوجد ما يمنع؛ لذا تـُعرَّف السنة المطهّرة بأنها: قول المعصوم، وفعله، وتقريره.
قول المعصوم تنظير، وفعله عمل، والتقرير موقف وإقرار، وهو عمل؛ لذا نجد بشكل واضح المزج المتكامل بين النظرية والتطبيق.
الإنسان بطبيعة حاله عندما يأخذ فكراً ما فإنه يريد أن يعرف كيف يطبّقه، فلابد أن يقتدي بأحد سبقه من أبسط الأمور إلى أصعبها، وفي كل الاختصاصات، فعندما يريد أن يتعلم السياقة يأخذ الأسس النظرية في السياقة، ولا يعطونه السيارة مباشرة إلا إذا جلس إلى جانبه سائق، ينظر إليه، ويعلمه؛ إذن نحن نلتقي على مستوى المصداقية بالقدوة في الكثير من مجالات حياتنا، وقد وُلِد بشكل شعوريّ وغير شعوريّ، فالولد يقلد أباه، والبنت تقلد أمها، والطالب يقلد المعلم، والطالبة تقلد المعلمة، وهكذا.
التأسّي والتقليد ليس نقطة ضعف، بل هو نقطة قوة، لكن طبيعة القدوة تختلف إذ توجد قدوة كمال أو أسوة..
أعتقد شخصياً أن من يريد أن يبدع عليه أن يبدأ بعد انتهاء شوط التقليد، فلا يجوز لك وأنت لم ترتق ِإلى هذا المستوى أن تحاذي المعطي، أو تسبقه؛ لذا أعتبر أن الإبداع يبدأ عندما ينتهي شوط التقليد الذي لابدّ منه.
لمشاهدة وقراءة وتحميل الحلقة .... أنقر غلى الرابط التالي
http://al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=1144
التعليقات (0)