لما رأينا من عون الله لسيدنا عيسى حين طلب من ربه المائدة عرفنا أن الثقة بالله هى التي دفعته لطلبها...... والإيمان الكامل بقدرة الله على إنزالها هو الذي جعله يطلبها بغير تردد..... لأن معرفته بالله وثقت عنده إجابة الطلب...ولما رأينا سيدنا يونس يسبح الله قائلا لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وهو في بطن حوت.... كان على ثقة من النجاة لعلمه الخالص الوثيق أن الله ينجيه ...فأنجاه.....ولما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب بأهل الصفة ليتناولوا طعاما أعد لثلاثة أفراد علمنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام على يقين لا يتزعزع أن الله سوف يبارك في طعام القلة ليكفي جيشا من الناس ...وإذا فإن الثقة بالله تيسر وجود الأسباب وما وراء الأسباب...والفارق بيننا وبين الرسل, درجة الإيمان وسلامة الخلقة ....واتصال أرواحهم بمعرفة الله الحقة..... وخلو أجسادهم من كل دنس أو لقمة غير مستحقة .....ولو كانت صدقة...فلو كنا مثلهم وعلى درجاتهم لدعونا مثلما دعوا.. ولأجابنا الله كما أجابهم...... ولكن الله سبحانه أراد بعلمه وحكمته أن يدفع الناس إلى طلب الرزق بالأسباب مع التوكل..... وليس بالتوكل دون الأسباب.... لأن في ذلك صلاح الدنيا وصالح البشر
التعليقات (0)