انهم ديكة حارتنا العربية الذي وصفهم نزار قباني في قصيدته "في حارتنا ديك" فمنعوا القصيدة وهاجموا كاتبها . قال نزار يومها
"في حارتنا ..ديك يصرخ عند الفجر كشمشون الجبار .يطلق لحيته الحمراء ويقمعنا ليلاً ونهاراً .
يخطب فينا ..ينشد فينا ..يزني فينا ..فهو الواحد . وهو الخالد
وهو المقتدر الجبار .
في حارتنا ..ثمة ديك عدواني ، فاشيستي ،نازي الأفكار .سرق السلطة بالدبابة ..ألقى القبض على الحرية والأحرار .ألغى وطناً .ألغى شعباً .ألغى لغة .ألغى أحداث التاريخ ..وألغى ميلاد الأطفال ..
كنت اخرج من سن الطفولة لأدخل عمر المراهقة فألتهم أبيات نزار قباني الغزلية
عندما اعطتني جدتي قصيدة بلقيس التي كتبها نزار لزوجته بعد مقتلها في انفجار السفارة العراقية في بيروت وقال فيها
قبائلٌ أكلت قبائل .. وثعالبٌ قتـلت ثعالب .. وعناكبٌ قتلت عناكب .. قسماً بعينيك اللتين إليهما .. تأوي ملايين الكواكب ..
سأقول ، يا قمري ، عن العرب العجائب فهل البطولة كذبةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخ كاذب ؟
إن نضالنا كذبٌ وأن لا فرق .. ما بين السياسة والدعارة !! سأقول في التحقيق : إني قد عرفت القاتلين
وأقول : إن زماننا العربي مختصٌ بذبح الياسمين..
جرتني بلقيس الى الاعمال السياسية لنزار قباني فقرأتها وحفظتها وردتها سرا وعلنا حتى امس وقبل امس هذه الايام الاخيرة التي تعيشها الحارات العربية وينفش فيها الديكة ريشهم ..
اكره السياسة منذ بلقيس وانا اكرهها منذ ان قتل من قتل من اهلي واصدقائي واهل مدينتي وبلدي وامتي العربية
التي يغيب عنها نزار اليوم ويبقى شعره حاضرا :يذهب ديك .. يأتي ديك ..والطغيان هو الطغيان .
يسقط حكم لينيني ..يهجم حكم أمريكي ..
والمسحوق هو الإنسان ..
جدتي لماذا لم تتركيني اغرق في ابيات نزار الغزلية واجرف منها الحب والعشق والحياة لماذا جعلتي من بلقيس قصيدة حياتي المحورية جرتني الى نزار واعماله السياسية عرفت فيها ان النضال كذب ولا فرق ما بين السياسة والدعارة واننا قبائل تأكل قبائل وديكة تحكمها ديكة .
كنت من ذلك الجيل الذي خاطبه نزار فقال له
وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمه..
لا لسنا الجيل الذي سيهزم الهزيمة لاننا مثل جيلكم يا نزار جيل الدجل والرقص على الحبال
منخورونَ ..منخورون كالنعل...مثل قشرة البطيخ ، تافهونْ والديكة في الحارة ,في الحواري ينفشون ريشهم ويتمخترون..وان يسقط حكم لينيني او يهجم حكم اميركي فالمسحوق هو الانسان..
كم كنت اتمنى ان تتركني جدتي مع ابيات نزار الغزلية وتعفيني من اعماله السياسية..
التعليقات (0)