سيّدتي الأرض ،
أو سلـّة آدم المعلـّقة
فـي جنائن الوهم
سأعرّيك .. وآخذك فاكهة جميلة
أكوّرُك ثمّ أركـلك ،
وبجرّة سيف أفسخ نسلك .
يا كعكة الألـم الأبديّ ا
يا فردوس الآثام ا
سأجوبُ خطوط العرض
وخطوط الطـّول ،
أقف في خـّط الاِستواء ، وأستريـح
كالجالس يأسا على صخرة عائمة .
لوكان لي ما شئتُ ، سيّدتي ،
لمحـوتُ تاريـخ الخليقة كـلـّه
ولو أستطيـع ، محوتُ
اللـّغات ، والأجناس ، والألوان
محوتُ الرّسالات ، والأديان ،
والأعراق ، والأعراف ..
ومحوتُ الحضارات والأوطان .
أعدتُ كتابة بغيك بزوجيْ
حذاءٍ ، ويد من صديد ،
( ألستِ سيّدتي ، من عبث ،
ومن عدم وجنون ؟ )
لو أستطيـع ، سرقتُ أسرارالنّار
وسوّيتُ إلاها ليعدلَ بين الأمصار
وبين النّاس ، ليُعيد ترتيب بحارك
وسهولك ، وأنهارك ، وجبالك ،
وليرسمَ بالأزرق والأخضر
خرائط شاسعة ، لكنّه ، حتما ،
لن يرسم خارطة " أمريكا "
فما حاجة الأرض لنسل عقيــم
ولعولمة بائسة . ما حاجة الأرض
للحكماء ، للأنبياء ، للفقهاء ،
للأمراء ، للأولياء ، وللوسطاء
ما حاجة الأرض للنّفايات
النّوويّة ، والبشريّة ما حاجة
الأرض لهذا البكاءِ؟
لو أستطيع، عشقتك ، سيّدتي ،
لأنّك تحتضنيـن " الفرات"
ومجد " العراق ".
لو أستطيع استنبـتّ من آثامك
أجنحة للهذيان المرّ وللـّطيران
حتّى أجوبك شرقا وغربا
جنوبا ، شمالا ،
وأفقا وعمقا ..
وأرقصُ .. أرقصُ ..
أرقصُ فوق خرابك
لكم أنت مرعبة وغانية ا
لكم أنت فاتنة وغاوية ا
يا " كعبة " الأحلام
يا ملكوتَ الأشواق
ولوْ .. أستطيـع ، أخذتكِ ،
وكوّرتكِ ، ثمّ ركلتكِ أيّتها
الكرة الأرضيّة ، وألقيتُ
بكِ في قمامة الأموات.
لو لا " هولاكو" ولو لا " المغول "
لكنتُ عشقتكِ ، سيّدتي الأرض .
التعليقات (0)