يعيش المؤمنون هذه الأيام الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام الحسين (ع) في أول مجزرة انسانية رهيبة تحدث في التاريخ الاسلامي على أيدي الامويين والتي لم يسلم منها حتى الاطفال والنساء, وأستخدمت فيها كل الاساليب الهمجية في القتل والترويع والانتقام, ولهذا تستوجب الوقوف وقفة جادة على احداثها المؤلمة والاهداف النبيلة المبتغاة منها، برغم عدم تكافؤ العدة والعدد بين طرفين متحاربين, فجيش يزيد بن معاوية " لعنه الله" تجاوز الـ70 ألف مقاتل وجيش الإمام الحسين (ع) 77 فردا من أهل بيته وأصحابه المؤمنين حقا بالرسالة الاسلامية المحمدية السامية.
ولكي نستمد من الذكرى بريقها التاريخي لا بد من الاشارة الى أهم الاهداف التي أعلن من أجلها الامام الحسين (ع) ثورته:
1_ أن الثورة الحسينية لم تكن ثورة قطرية أو أقليمية, وأنما كانت ثورة عالمية بكل معنى الكلمة ضد أنظمة الظلم والجور والطغيان والفساد والضلالة, وأن دماءه التي عطرت ثرى كربلاء مازالت مشعلا ينير الدروب لكل المناضلين الشرفاء على مر التاريخ, مستلهمين من أفكاره منهاجا لعملهم ونضالهم في التحرر والانعتاق من العبودية, فهذا غاندي يعلن مقولته الشهيرة (تعلمت من الحسين (ع) كيف أكون مظلوما فأنتصر) .
2_ العطاء الذي لا يعرف الحدود من خلال تضحيته بأولاده واخوانه من الرجال والنساء ونفسه الزكية وصحبه الميامين الكرام لأحياء الحق وأماتت الباطل .
3_ الشجاعة والحمية ورباطة الجأش وثبات الايمان في المعركة, حيث لم يبالِ وأصحابه من كثرة جيش يزيد, ولم يرتهبوا لجعجعة سلاحهم, وذادوا بكل شرف ورجولة عن حرائر النبي وآل بيته من الاطفال والنساء.
4_أن جيش الامام الحسين (ع) برغم قلته تجسدت فيه للإنسانية جمعاء مظلوميتها وكيفية المطالبة بحقوقها, فنجد في جيشه الحبشي الاسود اللون والتركي والنصراني, وكلهم مخيّرون وغير مجبرين على القتال, حيث طلب منهم ولاكثر من مرة الرحيل عنه, لان جيش يزيد يطلب دمه وليس دم أصحابه, وبهذا يعطي درسا في الحرية, وأن الانسان يولد حرا ويموت حرا من دون كره وأجبار .
5_ الاصلاح والعدالة والمساواة للمجتمع الاسلامي, حيث أن الإمام الحسين (ع) أعلن ثورته بعدما جارت البلدان الاسلامية من ظلم وجور يزيد والانحراف عن المبادئ الاسلامية التي جاءت بها الرسالة المحمدية, ومقولته الشهيرة في ساحة المعركة (أني لم أخرج أشرا ولا بطرا, وإنما خرجت ....
التعليقات (0)