مواضيع اليوم

لولا اشتعال النار فيما جاورت!!

 تأبى بعض النفوس المريضة إلاّ أن تعمل جاهدةً من أجل تخلف المجتمعات وتقهقرها، ونشر الرذائل والموبقات والفساد فيها، وكأن أيّ نجاح يحققه الناس في هذا المجتمع أو ذاك، هو طعنةُ نجلاء تصيب تلك النفوس في الصميم، ومن هنا يأتي حرصها على محاربة أسباب النجاح في المجتمع، وحرصها على محاربة الناجحين من الناس بشتى الوسائل والسبل، كي يبقى المجتمع مسرحًا لعبث هؤلاء الفاشلين، وتفاهتهم، وحماقاتهم، وعللهم، وأمراضهم، وتسلطهم، وتجبرهم وتحكمهم بالناس، واتجّارهم بمصائرهم، ومستقبل أبنائهم على هذه الأرض.. من على خشبته يمارسون بثّ سمومهم وأحقادهم، ومن على خشبته أيضًا يمارسون دورهم المشبوه في تحطيم المجتمع، وتدميره، وقديمًا قال العقلاء: "ألف عدو خارج البيت ولا عدو واحدٌ داخله" ... وإذا قُدر لك أن تحاور أحد هؤلاء الفاسدين المفسدين، وأن تطلع على حقيقة ما يضمره، وعلى حقيقة ما يعلنه أيضًا، تبين لك أنك أمام إنسان يبحث عما يستر به فشله، ويواري به خيبته، ويغطي به تفاهاته وحماقاته وانحرافاته، فلا يجد أمامه إلا هذا المجتمع الذي أنبته، وأحسن إليه، فيمعن فيه هدمًا وتحطيمًا، ولا يجد أمامه إلا الناجحين من الناس، فيمعن فيهم تسفيهًا وتجريحًا، ويصرّ على محاربتهم حتى يغيروا اتجاهاتهم، ويعدّلوا مساراتهم، ومداراتهم، لأنه ومعه كل من هم على شاكلته من الضالين المضلين لن يسمحوا لهذا المجتمع أو ذاك أن يفلت من قبضتهم، ولن يسمحوا لهذا المجتمع أو ذاك أن يعرف طريقه نحو النجاح، ونحو النهضة والتقدم والازدهار والانعتاق من قيود الأسر والتخلف والتسلط؛ فالمعركة مصيريةٌ، وهي معركة حياة أو موت! وهي إما أن نكون، وإما أن لا نكون!! وإذا كان الأمر كذلك، فنحن مَن نكون، وغيرنا هو الذي لن يكون، ولدينا من الوسائل، ومن الحلفاء والأصدقاء والقوى ما يضمن لنا ذلك!! فإذا قال قائل لهؤلاء إنهم مخطئون، وإنهم واهمون، وإن الناس لا يحاربونهم، وإن لهم ما يريدون شريطة الكف عن الفساد والإفساد، وشريطة الكف عن العبث بالقيم والثوابت والأعراف ثارت ثائرتهم، وراحوا يرغون ويزبدون، وراحوا يتهددون ويتوعدون ويلوحون بالويل والثبور وعظائم الأمور كما يقولون، وراحوا يفتشون وينبشون، ويهرفون بما لا يعرفون، ويتوهمون، ويخمّسون، ويسدّسون، ويتهمون، وراحوا يؤلفون ما يؤلفون، ويدونون ما يدونون، من كل ما "تجود" به قرائحهم، وما توحي به أمزجتهم وأخيلتهم وأهواؤهم، وراحوا يسددون اللكمات، ويوجهون الضربات، ويشددون القبضات، ويكيلون الشتائم، ويطلقون التهديدات والإشاعات والافتراءات، ويمارسون كل أشكال البهلوانيات وألوانها في محاولات يائسة لتغيير كل هذه الحقائق الثابتة والأدلة الدامغة، وفي محاولات يائسة بائسة لحجب نور الشمس، وقرصها الملتهب بالغِربال.

إن هؤلاء، ومن هم على شاكلتهم في هذه المجتمعات والتجمعات ممن يُرثى لحالهم هم الذين يقيمون الدليل على أنفسهم، وهم الذين يدينونها ويدمغونها بالفساد والإفساد والفشل والكذب والتزوير وخداع الآخرين وممارسة الافتراءات بكل أشكالها وصورها، وهم الذين يحكمون على أنفسهم، وعلى نفوسهم قبل أن يحكمَ غيرهم من عباد الله عليها، ومن عجب أن هؤلاء من حيث يشعرون أو لا يشعرون هم الذين ينشرون فضائل خصومهم، وهم الذين يشحنون الرأي العام، ويعبئونه، ويجندونه للوقوف في معسكر هؤلاء الخصوم، لقد صدق من قال: وإذا أراد اللهُ نشَر فضيلةٍ // طُوِيَتْ أتاح لها لسانَ حسودِ. لولا اشتعال النار فيما جاورتْ// ما كان يُعرف طيبُ عَرفِ العودِ. نفعنا الله بإيجابية الحسد هذه التي خلدها هذا الشاعر المجيد، ووقانا شرور الحسد، وشرور الحاسدين، وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !