فلسفة خاصة جميلة سمعت بها سابقا وبقيت عالقة في رأسي احاول ان اطبقها في حياتي لأستقبال الاناس الجدد.مختصرها تشبيه صاحبك الجديد كـ لوحة بيضاء صافية نقية خالية الا من نكتة سوداء موجودة على الهامش ...
وبمرور الوقت وباضافته لتأثيراته واحداثه الدرامية او الستاتيكية والتي تؤثر علينا وانفعالاتنا واستجاباتنا وردود افعالنا ,يتحرك صاحبنا الجديد هذا ليعطي لوحته خصوصية تعكس جماليته او قبحه الداخلي او سواده الداخلي ,ويبدأ بخط لوحته بافعاله وتصرفاته واستجاباته لأنفعالاتنا..
فهذا قد رسم لوحة جميلة خط عليها اجمل الكلمات والذكريات التي لم يرسمها على لوحته فقط وانما حفرها كنقش موسوم في قلوبنا ,يمضي الزمان وهي باقية ما بقينا.
وذاك قد ترك لوحته بيضاء وانصرف لزمنه يشاغله عمن احبوه ينتضرون منه رسمة حب او وردة وفاء او كلمة ذكرى تُخط ,لكنه ذهب ونسي ان هناك لوحة تخصه في مكان ما...
واخر لم يرسم ولم يكتب ولم يمسك أي لون سوى اللون الاسود وراح يوسّع من نَكتة لوحته البيضاء يمد بها خطوطا سوداء طولا وعرضا يمينا ويسارا مائلا بكل الزوايا حتى باتت لوحته سوداء لامجال لأي فسحة حب فيها, فندير ضهرنا عنهم لفعالهم هذا وليس لنا خيار اخر , بعضهم لانأسف عليهم ,وبعضهم ناسف عليهم فقط , وبعضهم نبقى نحاول ان نبحث عن فراغ ابيض نأمل به الحسنى ولكن وحتى الظن الحسن تُراهم يخسروه ...
وبين هذا وذاك وبين الاخرين وبعضهم هناك من يرسمون لوحتهم بابهى صورة ,تنفتح اسارير حياتنا لها ونطابقها على لوحاتنا ولكنّا نصدم بقلمهم الاسود اللون وهويرسم اقواسا وخطوطا عشوائية ونكتتهم المهمشة تلك تتوسع لتشوه جمال لوحتهم...
وتبقى تشوه ,تبقى تشوه حتى ينفذ حبراقلامهم او حتى تتعب ايديهم او حتى تتمزق لوحتهم .ونحن ورغم تمزيقهم وتشويههم اياها نبقى نحتفظ بذاكرتنا باول لوحة رسموها ,نغفر لهم خطوطهم وسوادهم ونكتتهم ولكن هم من لاينسون قدرتهم الفائقة على تشويهها وبجدارة سعيدين بانجازهم غير ابهين للوحتهم ولالذكراها....
اوجه تساؤلاتي لك الان: كيف هي لوحتك في عيون الاخرين؟ وماكبر نكتتك السوداء فيها؟ وهل لك القدرة في ان تكون لوحتك الصافية انعكاسا لباطنك وحقيقتك ؟ام هي بهرج خدّاع زائف هي قناع لباطنك ...؟
انزع قناعك وقيم نفسك ولوحتك وحاول تعديلها امام محبيك قبل فوات الاون ......
التعليقات (0)