لوحة مصر المسروقة .. خشخاش !

عندما أعلنت انتخابات" اليونسكو" سقوط "فاروق الثقافة المصرية " وفوز البنت البلغارية "إيرينا بوكوفا" بمنصب مدير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة .. خاف الشعب العبيط على الحاج فاروق من الإحباط أو يلعب بيه الشيطان ويروح يرمي نفسه من فوق كوبري عباس!! ..

لكن الحاج فاروق كان في قمة معنوياته ومبسوط على الآخر لأن الرئيس قال له لما سقط .. انت عندنا أحلى من ألف يونسكو .. ( ولا يهمك يا فاروق .. إرمي ورا ضهرك)!! ومن يوميها والحاج فاروق كل ما تقابله حاجة يرميها ورا ضهره .. رمى الآثار ورا ضهره لغاية لما طمع الحرامية والمهربين يسرقوا آثار وتاريخ مصر عيني عينك.. أي والله..

كمان كانوا عايزين يشرعوا قانون يبيح سرقة وبيع وتداول وتهريب الآثار عيني عينك وكله بالقانون .. والبلد بلدهم ياعم .. وقام الحاج فاروق ورمى برضه الثقافة والمسارح والأدب والكتب والكل كليلة ورا ضهره .. الراجل بيعمل بالوصية .. وبعدين دي مش أي وصية . دي وصية غالية ..

وأخيراً فوجئ الشعب العبيط بالحاج فاروق رمى " متحف محمود خليل" أحد أهم المتاحف في مصر ورا ضهره .. مش ضهره هو وحده لأ كمان ورا ضهر وزارته كلها ..

علشان كده واحد (حرامي ) لما شاف الحاج فاروق والوزارة كلها مصدرين ضهرهم للمتحف..  راح الحرامي وبكل مشاعر الأمان والامتنان التي ملأت جوانحه وقف أمام إحدى أغلى وأشهر لوحة فنية في العالم (لوحة زهرة الخشخاش) للفنان العالمي الهولندي الأشهر (فان جوخ) .. تساوي قيمتها55 مليون دولار تقريباً .. سال أمامها لعاب الحرامي ..

 قام الحرامي بسحب(( كرسي)) من المتحف .. ووضعه تحت اللوحة .. ووقف عليه جهارا نهاراً في أمان الله وأمان الحاج فاروق ووزارته .. وحين أصبح رأسه في مواجهة اللوحة أخرج الحرامي (المشرط) وقام بقطع اللوحة من بروازها .. ونزل الحرامي من على الكرسي طاوياً اللوحة تحت إبطه .. ثم خرج من المتحف تصحبه السلامة والدعوات له بأطيب الأمنيات ..

اختفى الحرامي باللوحة ..  بينما الحاج فاروق لسة مصدر ضهره للمتحف وللشعب العبيط ..

لغاية لما العامل راح يقفل (الخرابة) بص مالقاش لوحة الخشخاش في مكانها في الخرابة قصدي في المتحف .. يالهوي .. يالهوي وقعد الولد يلطم على صداغه .. فيه إيه يا وله ؟! .. اللوحة اتسرقت يا وكيل أو ل الوزارة ..رد عليه وكيل الوزراة : 

 وإيه يعني ياوله !! بتعيط ليه !! .. انت مش عارف إن شعارنا ( ولا يهمك يافاروق.. إرمي ورا ضهرك)!!

إرمي يا وله ورا ضهرك .. عقبال ال207 لوحة الباقية لما تتسرق هي كمان علشان نخلص .. دى حاجة تقرف ..

شد ياواد تلفون لعمك الحاج فاروق بتاع اليونسكو بلغه وإوعى ياوله تكشر في وشه ولا تزعله .. بلغه الخبر كده بشويش وبالراحة ...

عم الحاج فاروق راج مأجر عربية نص نقل وعليها ميكرفون وبدأ يذيع بعد الفطار .. والدنيا انقلبت .. اهتمت الصحافة ووكالات الأنباء العالمية ممن يقدرون مكانة وأهمية اللوحة المسروقة .. وبدأت التحقيقات .. واكتشف الشعب العبيط أن واحداً من أهم ثلاثين متحف في مصر تضم كنوزها وتراثها وتاريخها جميع كاميرات المراقبة فيه خربانه وغير مؤمن بأي من نظم التأمين والحماية وغير مجهز بأي حراسة على مستوى أهمية المكان .. يعني سداح مداح زي كل حاجة سداح مداح في حياة هذا الشعب العبيط الذي يرقد الحاج فاروق على خزانة ثقافته وتاريخه أكثر من ربع قرن .. نعم ربع قرن ..

وزير يظل في الوزارة ربع قرن شهدت مصر فيها على يده أسمى لحظات اندحارها .. وأغلى لحظات انهيارها .. وأجمل أوقات خرابها . . وأعلى درجات انحطاطها .. كل ذلك لم يهز منصب الحاج فاروق شعرة واحدة .. ثابت كما الطود الشامخ أو الشارخ لافرق ..

المهم أحلى حاجة في فيلم عم فاروق الجديد بتاع لوحة الخشخاش.. إن عم فاروق بلغ( الرئيس ) إنه قفش الحرامي ومعاه اللوحة .. وإن الحرامي طلع واد طلياني صعلوك كان ناوي يشرخ بيها من مطار القاهرة "الدولي" يا دولي يادولي عليه !! و خبر العثور على اللوحة انتشر على لسان الحاج فاروق في جميع أنحاء العالم ..

لكن يا فرحة ما تمت خدها الحاج فاروق وطار !!.. أعلن الحاج فاروق إنه مكسوف من نفسه لأن الأخ وكيل أول وزارته والمسئول عن المتحف ضحك عليه وعمل عليه تمثيلية وإن مفيش واد طلياني ولا حاجة وإن الحرامي لسة شارخ باللوحة بتاعة الخشخاش مش عارفين له قرار .. ولقد نما إلى علم الشعب العبيط إن الدنيا مقلوبة في وزارة عم الحاج فاروق .. وإن الحاج فاروق ثائر وغاضب عمال يرغي ويزبد بل وتوعد كل رجالته في الوزارة ورجالته في المتحف وهددهم كلهم بالسجن بل وقام بإبلاغ النيابة العامة التي قامت بحبس وكيل أول الوزارة اللي ضحك على الحاج فاروق بحكاية ضبط الواد الحرامي الطلياني ..

بصراحة الشعب العبيط اندهش للهوجة والهبة والثورة العامة بتاعة الحاج فاروق وأعوانه .. واستغرب لموضع حبس الراجل بتاع الوزارة لأنها حاجة غير معتادة في عشرات مئات آلاف السرقات والجرائم التي تمر مرور الكرام .. إشمعنى المرة دى !!
فقام واحد من رعايا الشعب العبيط وتوجه إلى الحاج فاروق الثقافة المصرية بسؤال مضمونه :
سيدي الحاج فاروق المعظم .. شعبنا العبيط يتساءل مندهشاً عن سبب القبض وحبس مساعدك و الرجل الكبير في وزارتك .. هل لوحة الخشخاش المسروقة مهمة وغالية لدرجة أن تضحي في سبيلها بأحد أهم رجالك ؟!!
أجاب الحاج فاروق على سؤال الشاب العبيط بقوله ...
هذه فرصة طيبة وهذا سؤال مناسب لعرض الحقائق كاملة أما م شعبنا العبيط ..
إحنا مش قبضنا على رجالتنا وحبسناهم علشان لوحة زهرة الخشخاش المسروقة ..
ولا علشان قيمتها المالية او أهميتها الفنية أو مكانتها التاريخية ..
ولا علشان كون اللي رسمها فان جوخ من أشهر فناني العالم ..
لكن حبسناهم علشان الحرامي لما كان بيسرق اللوحة سحب (كرسي) من المتحف ووقف عليه علشان يقص اللوحة ويسرقها .. (الكرسي) ده اختفى ومش لاقيينه .. الكرسي ده عهدة .. ومال عام .. واختفاؤه يعتبر جريمة .

أما اللوحة المسروقة  فلها رب يحميها .. لكن الكرسي ده ملك الوزارة  يا ولد عمي  ..

والناس المهملة دى اللي راح منها الكرسي هاتفضل محبوسة لغاية لما (الكرسي) يظهر ويرجع مكانه في المتحف تاني ..

                                                                   فهمت يا عبيط !!!