لوحة فنية

تخيل للحظات أنك رسّام عالمي
قمت برسم لوحة رائعة ، تعبت عليها كثيراً
أرهقت فكرك وريشتك ومحبرة الوانك

ثم أهديتها بائع خُضار
من الطبيعي جداً أن يلف بها ما يبيع من خضار !!

حاولت ثانية
وأهديتها ربة منزل بسيطة
من المؤكد أن تفرح بها لتلف بها الورقيات داخل الثلاجة !!

حاولت ثالثة وهي كما يقال هي الثابتة
منحتها صاحب مطعم شعبي على طريق ريفي
لن يختلف عن سابقيه كثيراً عندما يجعلها سُفرة طعام !!

ستتبرم كثيراً وتلقي باللوم عليهم وتبرا نفسك !!

لا تيأس وخذها لمعرض عالمي للوحات الفنية
ستجني من ورائها الملايين

دائما ما نسيء الاختيار ونتهم البشر بالجهل وعدم التقدير
بينما في الحقيقة نحن من أساء التصرف !!!

لا أدري لم لا نعترف بالحقائق إذا كانت غير متوافقة مع رغباتنا ؟
إلى متى سنرمي فشلنا على الآخر ؟
متى سنتحرر من الأعذار المعلبة حتى انتهت صلاحيتها ولا نزال نستخدمها بعدما رشينا مفتش البلدية ؟!

إنها الكرامة العربية المحنطة داخل قالب زجاجي نعرضها للزوار لكي يروا كم كنا سادة الماضي !!

وكلمة (( كان )) لمن يجهل العربية : فعل ماضي ناقص (( ناسخ )) مبني على الفتح !!
والحمد لله أن العرب هم من خلق لها التعريف ولست أنا !!
فلله در من عرّفها فقد صدق !!!!

توقيع

في طريق عودتي من المدينة وعن طريق الصدفة قابلني أعمى سألني عن أحوال الطقس فقلت السماء ملبدة بالغيوم والبرق والرعد يحيط بالمكان
تركني وانصرف ضاحكاً وهو يردد لا مطر فأنا لا أثق برسائل الصحراء!!