مواضيع اليوم

لوحة البؤس!

سفيرة الاخلاق

2010-03-08 23:28:09

0

 

من أنا ؟

يقولها والحسرة تملأ قلبه

إنني صاحب أسوء وجه لديهم .. مظلم وشاحب وبغيض

إنني الحشرة التي لا يترددون في سحقها بأي لحظة يشاؤون

أبدو وكأنني عبدا خلق لخدمتهم فقط .. !

وهم في دنياهم يلعبون ويضحكون غرورا ..

أنا الفقير بين الأثرياء

أنا من قهرته الظروف للتعايش مع أولئك الوحوش البشرية ...

أنا من خلت جيوبه من رموز الهيبة ॥ ولكن فؤاده ممتلئ بحب الخير والجمال

فأين الجمال في هذه الدنيا الغريبة البائسة !

وأين لوحة العدالة بين لوحات رسامي المجد والحرية ؟!

وأين أجد رساما ينصفني من صورتي المشوهة المرمية في سلة المهملات ؟!

هل عرفتموني ؟

أنا الخادم الذي أعمل في منزلكم ، أنا السائق ، أنا الطباخ ، أنا المزارع ، أنا "الفرّاش" الذي يكنس

شوارعكم ، العامل الذي يوصل طلباتكم ، أنا هذا وذاك ، وجوه متشابهة لديكم ولا قيمة لها  

ولكنها أيضا قلوب تنبض كما تنبض قلوبكم تماما بحب الحياة والرغبة في التمتع بها .

إننا مستضعفون ولاصوت لنا .. ولكننا أقوياء جدا في تحمل الحياة ومصائبها ..

نحن لا نخاف من أن تسرق أموالنا لأنها قليلة جدا ، ولا نقفل أبوابنا لأننا "لا نملك" اكثر مما

"نملك"

تركنا أهلنا من ورائنا ، وتغربنا لأجلهم

استبيح تغريب أمهاتنا وأخواتنا وأبنائنا وزوجاتنا وإذلالهم وتحقيرهم وسلب كرامتهم ..

عُذبنا فلا نوم كاف يحفظ أجسادنا من الهلاك

ولا علاج يحمينا من آلام المرض -التي لا تطاق- عندما يصيبنا

ولا دفء يحمي أجسادنا من برد الشتاء

ولا برودة تنعشنا ونحن تحت أشعة الشمس نعمل ونلهث وكأننا في الصحراء !

من يسمع نداءنا غيرك يا الله ..

من يرحمنا ممن أصبحت الأموال "نظاراتهم" التي يلبسونها ويرون من خلالها الآخرين !

أين أتجه لأشكو الظلم الواقع علي وأنا الغريب الفقير الخائف المتعب الضائع في بلادكم المشرقة !!!

ولكني وبالرغم من كل مصائبي التي لا يقدر على تحملها أحد منكم ... فأنا سعيد بما ذكر في هذا

الحديث الشريف : يقول صلى الله عليه وسلم: "يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام"

رواه الترمذي.

 وسعيد أيضا بأن أجري كبير عند الله ، وقيمتي عنده سبحانه لاتقدر بما في جيبي من أموال

 وأنني مظلوم ولست بظالم لأحد فبالي مرتاح جدا

 ولايمزق فؤادي إلا حبي لأهلي وخوفي عليهم مما قد يصيبهم به الفقر من موت أو مرض أ

و انحراف ...

والحمدوالشكر لله رب العالمين أنه أعطاني مما لم يعط لأحد قط من خير ، وأنه دوما سميع

بصير ...

قالها هذا الفقير ، وابتسم ... وانصرف ليكمل مشوار الحياة ...

فيا أغنياء -اقصد من يملك الطعام والشراب والملبس والمنزل والسيارة والخادم- لا تنسوا الزكاة ،

فهي فريضة عليكم ...

 ولا تنسوا الصدقة ، فهي تطوع يثري أنفسكم ويبارك لكم في أموالكم .. 

ولاتنسوا الرحمة ، فهي مصدر رئيسي للرضى عن النفس، ورصيدك الذي لايفنى في دنيا تسير

نحو الزوال ...

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !