مواضيع اليوم

لوجود المسيحي في نابلس

غازي أبوكشك

2012-02-20 13:52:40

0

 الوجود  المسيحي في نابلس

 يقول الاب  يوسف سعادة احد رجال السياسة في فلسطين 

 عن الوجود المسيحي ، فلا بد لي من التحدث عن فترتين الأولى للمسيحيين ، وهي تعود للكتاب المقدس الإنجيل وخاصة بالفصل الرابع من إنجيل يوحنا، والذي يتحدث عن أن السيد المسيح كان يقوم بجولات ما بين القدس بالجنوب والجليل بالشمال وقد قام بثلاث رحلات ، كانت فيها كل آياته وعجائبه وتعاليمه ، وفي الرحلة الثالثة تغيرت مسيرة الرحلة كانت تبدأ من القدس لتنتهي بالجليل ، وكانت الطريق تمر عبر الغور على ضفاف نهر الأردن شرقا وغربا إلى بيسان والتحرك نحو الشرق حتى لا يمر بمدينة طبريا ، لأن هذه المدينة بحسب اسمها بنيت نسبة إلى طيباريوس قيصر وسميت باسمه طبريا ، وثانيا أنها كانت مقبرة لليهود ، وبالتالي فإنه محرم على اليهود دخول هذه المدينة لأنها وثنية ، وثالثا لأنها نجسه مقبرة ، والعودة على نفس الطريق.

إلا أن السيد المسيح في هذه المرة خالف المألوف ومر في طريق عودته من الجليل إلى القدس عبر ألسامره والسامره أيضا محظور على اليهود المرور منها لوجود خلاف ما بين اليهود والسامريين ومع ذلك كما قلنا خالف المألوف ومر من ألسامره وفي إثناء السفر تعب من السير لذلك كان له لقاء بالسامره وكأنه على موعد مع أهل ألسامره والجلوس على حافة بئر يعقوب بالقرب من المدينة القديمة والمعروفة إلى اليوم تل السامره أو شكيم والتي منها أخذت نابلس اسمها القديم أما الاسم الجديد نابلس فهو من تأويل من اسم نيابولس او المدينة الجديدة وهو اسم روماني ، وعليه يمكن الرجوع إلى إنجيل يوحنا الفصل الرابع منه وقراءته حتى يتفهم الإنسان أهمية هذه الزيارة وتاريخها ، ومنذ ذلك الحين دخلت نابلس إلى طور جديد من الإيمان بالله ، من إيمان وثني إلى إيمان يهودي سامري والتزمت بالعبادة والتقاليد والذي لا يزال إلى يومنا هذا الإيمان حسب المفهوم المسيحي ، والذي لم ينقطع هذا الوجود منذ هذه الزيارة منذ ما يزيد عن ألفي سنه ، هذا وفي القرن الأول الميلادي ويعود ذلك إلى القديس فيلبس حيث كان يعيش في هذه المدينة ساحرا ، اسمه سمعان وقد سحر المدينة بسحره ، حتى جاء القديس فيلبس وأعاد للسامره إيمانها الحقيقي بالله بعيدا عن السحر والسحراء والشعوذة كما جاء في سفر أعمال الرسل الفصل الثامن من العدد الرابع إلى العدد 25 .

وهكذا مرت المسيحية بنابلس في أطوار متعددة قبل أن استقر بها المقام على عهد القديس يوستينوس النابلسي الذي استشهد دفاعا عن الإيمان بالله في روما في زمن الإمبراطور ادريانوس وهذا فخر لنابلس أنها بلد الدفاع عن الإيمان وعن الحق وعن الحرية وذلك منذ القرون الأولى للمسيحية ، والذي لم ينقطع منذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا .


أما الفترة الثانية فهي تعود إلى بداية القرن السابع عشر الميلادي ومجيء عائلات مسيحية من اليمن من أصل عدناني وغساني واستقرارهم بالكرك ، وهي حامولة مكونه من ثلاث أولاد وبنت وهؤلاء الأولاد هم هريم ، فودي ، ذيب والتي لا يزال غالبية المسيحيين ينتمون إلى هؤلاء الأولاد الثلاثة وأختهم رفيد ، وهجره هذه العائلة من الكرك إلى نابلس ، بعد أن تقدم ابن احد امراء الكرك بذلك التاريخ وطلب هذه الابنة للزواج منها وهو من عائلة العدوان ، ورفض الأب والإخوة الثلاثة تزويج هذه البنت من هذا الشاب للاختلاف الديني فيما بينهم ولا نهم لم يستطيعوا مقاومة عائلة العدوان ورفض الطلب صراحة اتجهوا نحو اريحا ومنها إلى رام الله ومن رام الله إلى نابلس وطلبوا حق اللجوء من آل طوقان وأعطوهم رفيديا لهم ولذريتهم من بعدهم ، ولأنها كانت أصلا هذه القرية مسيحية ولكن لا يوجد تاريخ يدون هذه الحقبة من الوجود المسيحي من القرن الثاني الميلادي إلى القرن السادس الميلادي ودخول الإسلام إلى نابلس في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب بعد الفتح الإسلامي لفلسطين سنة 638م ، وخول نابلس في واقع إيماني جديد الإسلام.


على كل حال وكما أسلفنا القول فإن الوجود المسيحي لم ينقطع من نابلس على الرغم من التطورات الإيمانية والسياسية والاجتماعية إلى يومنا هذا .


وعليه فإن المسيحيين بنابلس لا يختلفون في عاداتهم وتقاليدهم بشيء عن إخوانهم أبناء نابلس إلا في بعض الحيثيات الخاصة بالاحتفالات بالأعياد المسيحية فقط من عيد الميلاد وعيد الفصح ، وهي أمور ثانوية لا تمت إلى الواقع الاجتماعي بشيء.


يقول الاب إبراهيم نيروز راعي الكنيسة الأسقفية في نابلس ورفيديا، وصف وضع المسيحيين الفلسطينيين والعرب بـ"الإيمان المنسي" بفعل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تمنعهم من الوصول إلى الأماكن المقدسة والحج، ومعاناتهم في ظل الاحتلال التي لا يلاحظها أحد. 

وقال الأب نيروز  "كم هو قاس على قلوبنا ويشاركنا المسيحيون العرب الألم لعدم التمكن من الوصول إلى الأماكن المقدسة". 

ووجه الأب نيروز رسالة للعالم قائلا: كل الناس قادرة على القيام بفريضة حجها حسب ديانتهم باستثناء المسيحيين العرب المحرومين من الحج، والنقطة المنسية. 

وأضاف، مرتكزات الحج الرئيسة هي: كنيسة البشارة في الناصرة وكنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم، لا يكتمل حجنا بدونها؛ فلا نستطيع كمسيحيين عرب وحتى المسيحيين في الدول الإسلامية من ممارسة الحج بسبب الاحتلال الإسرائيلي ومعيقاته، فمثلا إذا أراد المسيحي الفلسطيني الحج عليه اخذ تصريح ويكون ليوم أو يومين وقد لا يأخذه، وكثير من الأسر تقدم لتصاريح فيرفض بعض أفرادها، ولا يمكن بالتصريح الوصول إلى الناصرة أو القدس.

موضحا أن الحج لا يجزأ، فمن الممكن أن يعطي الاحتلال تصريحا للوصول لبيت لحم والقدس ولا يسمح بالوصول إلى الناصرة، وبهذا الشكل لا يكتمل الحج، إضافة إلى أن هناك مكملات للحج غير المرتكزات الرئيسة وهي: نهر الأردن وكنائس بحرية طبريا، وكلها ممنوع من الحج إليها. فالحج هو عبارة عن تكامل دائرة والحج ليس بيت لحم فقط. 

ونوه إلى أن الحاج المسيحي إذا حصل على تصريح فانه يكون مبتورا، ولا يحصل عليه الجميع، فمثلا إذا تقدمت نابلس بـ 400 تصريح للذهاب إلى القدس يتم رفض 100 شخص. 

وأشار الأب نيروز إلى أن الحواجز الإسرائيلية والوضع الاقتصادي الصعب تجعل الناس تتغلب في الذهاب لاماكن الحج، فالحجاج يعانون على الحواجز ويتعرضون للإذلال والتنكيل والانتظار الطويل عليها، فالحج أصبح مكلفا نتيجة وجود الحواجز غير المبررة. 

وأوضح أن الحاج الذي يخرج من نابلس إلى القدس يمر عن حواجز عدة ويكون أبرزها حاجز قلنديا حيث يقف عليه لساعة من التفتيش والذل، وبعد الانتهاء من القدس يتجه الحاج لبيت لحم وهنالك يجد نفس المعاناة على الحاجز القريب من المدينة، ثم يتجه مرة أخرى للقدس وبعدها لنابلس ويتكرر معه نفس التعامل المهين. 

وطالب الأب نيروز أن تطرح معاناة المسيحيين الفلسطينيين على طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين، وتنقل صورة معاناتهم لدول العالم حتى يعلموا بما يتعرضون له من تقييد على حريتهم في العبادة. 

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس على المسيحيين ضغوطا ممنهجة للضغط عليهم للهجرة، والعالم لا يلاحظ وغير مدرك لمعاناتهم الحقيقية، "نحن نعيش تحت ضغط كبير. المسيحيون يهاجرون بسبب الضغط غير الملاحظ عليهم". 

وأشار الأب نيروز إلى أن عيد القيامة في القدس الذي يأتي في شهر نيسان لا يستطيع المسيحيون فيه الوصول إلى القدس لإقامة شعائرهم الدينية، وفي أوقات الاحتفال بعيد القيامة يصادف عيد الفصح عند اليهود، وفي هذه الأعياد يغلق الاحتلال الحواجز، وبالتالي تصبح التصاريح التي تم الحصول عليها بلا فائدة. 

وأضاف قائلا، أن التصاريح بحد ذاتها معاناة، فلا يتم الحصول على تصريح إلا تحت مسمى عيد، وهو محدود المساحة، أي أن حرية التنقل محددة، ويكتب في خانة سبب أخذ التصريح: عيد مسيحي. كما أنه من الممكن أن يتأخر إخراج التصريح أو يخرج في وقت لا يوجد فيه حج، فالحج له وقت يجب الالتزام به وأيام مخصصة حسب الروزناما الكنسية. 

وختم الأب نيروز بقوله، أن أجمل ما في احتفالات ليلة عيد الميلاد مشاركة إخواننا المسلمين الفلسطينيين لنا على المستوى الرسمي والشعبي، وحضور ممثلين عن المحافظة والبلدية والجامعات والمؤسسات المختلفة في مدينة نابلس، إضافة إلى حضور الرئيس محمود عباس الاحتفال بليلة الميلاد في بيت لحم، وهو ما كان يفعله الرئيس الراحل ياسر عرفات.انتشرت المسيحية في نابلس في القرن الرابع الميلادي وأصبحت مركز الأسقفية, وفي القرن الخامس بنى المسيحيون على قمة جبل جرزيم كنيسة تخليدا لمريم العذراء, وفي عهد الإمبرطور "جستنيان" بنى الرومان  المسيحيون قلعه مسورة بالقرب من كنيسة مريم لا تزال آثارها باقية إلى الآن.


ينسب إلى البلدة النابلسية كثير من العلماء والفقهاء والمحدثين والأدباء والشعراء والإداريين الذين كان لإنتاجهم في مجال اختصاصاتهم أثر بارز في النهضة الفكرية والأدبية والوطنية في فلسطين.
































































التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !