مواضيع اليوم

لهذه الاسباب .. العراق مقبل على ايام سوداء

د.علي الجابري

2009-04-30 00:51:44

0

لهذه الاسباب .. العراق مقبل على ايام سوداء

 

د. علي الجابري

 

ليس اعتباطا او محظ صدفة تردي الاوضاع الامنية في العراق خلال الاسابيع الماضية ، فالجهات التي تقف وراء العمليات الارهابية الاجرامية الجبانة التي عادت لتستهدف ابرياء العراق ، لها ماربها واهدافها التي ستدفعها خلال الفترة القادمة الى تصعيد عملياتها الجبانة ضد العراقيين لغرض في نفوسهم المريضة ..

السياسة في العراق قذرة ، والسياسيون اغلبهم امتهنوا القتل والرقص على جثث الشهداء والضحايا ، وتفننوا في إلصاق التهم بغيرهم لتحقيق اهداف شتى .. لكنها اهداف قذرة .. تحاول الابقاء عليهم في واجهة المشهد السياسي وتدفع الناس الى الاعتقاد بالحاجة الماسة اليهم رغم انهم هم اساس البلاء ومنبع الخراب وراس الفتنة؟؟ وهم ايضا يهدفون فيما يهدفون اليه الى اقصاء منافسيهم ، وابعاد الوطنيين والمخلصين الذين يحاولون – ولو بطريقة خجولة – الى تغيير المعادلة في العراق.

انهم يقتلون ويدمرون و(يقلبون عاليها اسفلها)!! كلما تضررت مصالحهم وتراجعت اسهمهم في بورصة السياسة .. ولست هنا بصدد ان احدد للعراقيين من هم هؤلاء ؟ ومن اين جاءوا وما هي اهدافهم .. لكنني اشير الى ان تلك العمليات القذرة ستتصاعد خلال الايام المقبلة وربما الاشهر المقبلة بناءا على الاجندة العراقية المقبلة التي ستحدد المشهد العراقي الجديد وطبيعة القوى والتحالفات التي ستبقى والتي سترحل غير مأسوف عليها !!

من هنا ستنشط في العراق في قادم الايام الميليشيات والعصابات والمجاميع المسلحة وفرق الموت والغدر والخارجين عن القانون ومخترقي وزارات الداخلية والدفاع واللصوص و (السلابة) و (المستكلبين ) و (المتوحشين) و(المسترجلين) و(المتنكرين لبلدهم واهلهم ) بالاضافة الى تنظيم القاعدة الارهابي – سيئ الصيت- حتى بعد ان دخل ابوعمر البغدادي قفص الحكومة ؟؟  فمن صنعه صنع غيره الكثير، و ربما يكونوا اشد فتكا واكثر خطرا طالما ان هناك اهداف مازالت تقع على عاتق القاعدة وغيرها من المجاميع القاتلة المسمومة في البلاد.

البلاد مقبلة على مزيد من القتل والدمار والانتقام وسفك الدماء البريئة لتكون ذريعة للبعض لتمرير مخططاتهم لاسباب عديدة منها :

1-    ان المعادلة التي افرزتها الانتخابات الاخيرة لابد ان تتغير وتعود الى مربعها الاول ، اما بالتحالفات الطائفية التي دمرت البلاد والعباد ، او من خلال فوز الذين خسروا الانتخابات الماضية ولابد ان يعودوا للواجهة مهما كان الثمن ؟؟

2-    صعود المالكي المدوي في الانتخابات الماضية وسيطرته على مجالس المحافظات لا يعتبره البعض تجربة ديمقراطية فحسب يمكن لهم ان يغيروها بالديمقراطية ايضا .. لان بعض المحافظات التي سيطر عليها المالكي كانت خطا احمرا بالنسبة الى بعض القوى السياسية .. وتجرؤ المالكي وحزبه عليها لن يمر من دون عقاب .. والعقاب لا يكون عن طريق مواجهة المالكي وحزبه رجل لرجل ؟؟ وانما باعادة الوضع الامني الى المربع الاول لتتصاعد النقمة على المالكي ، لكي لا يتمكن من تحقيق ما حققه في انتخابات المحافظات في الانتخابات البرلمانية القادمة !!

3-    خارطة الطريق التي وضعها المالكي (( او وضعها الامريكان له ))  لتحقيق المصالحة الوطنية  يجب ان تصل الى طريق مسدود ، لان المصالحة ستضعف اطرافا سياسية عديدة في الحكم لصالح اطراف جديدة ستدخل ورصيدها الشعبي في تنامي لانها بدأت تستفيد من الاخطاء التي وقع فيها حكام العراق الجدد.. لذا ينبغي ايقاف اية مشاريع للمصالحة الوطنية الحقيقية ، والابقاء عليها شكلية فقط !! هذا من جانب ومن جانب اخر فأن بعض الاطراف تريد ضرب المالكي ومشروعه الجديد بحجة انه يسعى الى اعادة البعثيين، وتناست ان المالكي نفسه من وقع حكم الاعدام على الرئيس العراقي السابق صدام حسين !! وتهدف بذلك الى التاثير على شعبيته التي ((اكلت من جرفهم)) !!

4-    العراق مقبل على استفتاء شعبي يصادق او يرفض الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة الامريكية ويمهد لانسحاب امريكي ممنهج من البلاد .. والتلاعب بالوضع الامني يؤثر كثيرا في ارادة ومزاج الناخب العراقي الذي سيقول كلمته في الاتفاقية الامنية ؟

5-    كركوك الرقم الصعب في المعادلة العراقية مازال مصيرها متارجح بين العرب والاكراد ومزاج الحكومة المركزية وحكومة الاقليم .. وكلما تصاعد الخلاف وأشتد الوضع الامني وتدهور ، فمن شأنه ان يرفع من اسهم هذه الجهة او يضعف من موقف تلك ؟

6-    اعادة الموصل تحت سيطرة الاغلبية العربية لن يمر دون عقاب ، وكلما تدهور الامن في اعالي الشمال كلما ازداد نفوذ بعض القوى على حساب اخرى انطلاقا من مبدأ (( البقاء للاقوى)) ؟؟

7-    ابرز ما في المعادلة العراقية وما يتحكم بالوضع الامني والسياسي فيها هي الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ينتظر ان تجرى في نهاية العام الحالي .. وهناك تنافس محموم على البقاء في دائرة السلطة من قبل البعض او الصعود اليها من قبل البعض الاخر .. وذلك لن يتحقق من دون اللعب على الورقة الامنية صعودا او هبوطا !! لذلك سيكون المواطن العراقي ضحية لصراعات بين كتل واحزاب وكيانات تراهن على البقاء في دائرة السلطة من خلال التحكم بمزاج الناخب العراقي واعادته الى الاجواء التي سبقت الانتخابات الماضية للبرلمان .. اي صعود الصوت الطائفي على الصوت الوطني لانه الكفيل بالابقاء على هؤلاء في مكانتهم التي وصلوا اليها وفقا لانتمائهم المذهبي والطائفي !! لذا فالحرب الطائفية التي لجمها الحكماء والخيرون من ابناء البلد لابد ان تعود من جديد مهما كان الثمن والا فالكثير من القوى والاحزاب الطائفية سيكون مصيرها الزوال !!

وما ذكر اعلاه الا جزء من الصورة في العراق ، وهي التي تدفع الى القول ان الوضع الامني في العراق سيتدهور للاسف ليكون المواطن العراقي البسيط هو الضحية من جديد !! لكنني ادعوكم لمراجعة الاسباب التي سقتها اعلاه لتكتشفوا ان المستفيد من الانهيار الامني في العراق ليست جهة واحدة كما يحاول البعض اختصارها ، وانما هناك جهات عديدة في السلطة ربما تكون السبب الابرز في كل انهيار امني يحصل في العراق .. لكن المؤكد ان كل تلك الجهات تحمل اجندات خارجية مريبة ومدمرة للعراق والعراقيين .. واذا ما استمروا في نهجهم ومخططاتهم من دون ارادة وطنية جادة وحازمة تضع حدا لاستهتارهم بأمن العراق ، فأن الوضع سيتردى اكثر فأكثر ؟؟

ورغم تعدد الجهات المستفيدة من تدهور الاوضاع الامنية في العراق واختلاف اجندتها ومذهبها واهدافها وطموحاتها فانها تلتقي في الاهداف ، وربما يكون الممول لها طرف واحد يمسك باوراق اللعبة في الخفاء ويحرك كل منها على حدة بعلم الاطراف الاخرى او من دون عِلمها ؟؟ والعاقل يفهم !!

 

dr_aljabiri2@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات