مواضيع اليوم

لهذه الاسباب يتهم الصحاف بقتل والد صفية السهيل ؟

د.علي الجابري

2009-04-17 22:30:18

0

لهذه الاسباب يتهم محمد سعيد الصحاف بقتل والد صفية السهيل ؟


د. علي الجـابـري


محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام العراقي خلال الحرب الامريكية التي ادت الى غزو العراق والشخصية الاكثر شهرة خلال تلك الحرب ، والرجل الذي ابهر العالم بخطاباته ومؤتمراته التي كان العالم يترقبها كل يوم من ايام الحرب . حتى انه فاق بشهرته شهرة الرئيس الامريكي جورج بوش او الرئيس العراقي صدام حسين خلال الحرب .. رجل شجاع ومثير في كل الاتجاهات ، لمحبيه ولمعارضيه ، لمن اتفقوا مع خطابه او من اختلفوا عليه وظنوا انه كان يفبرك المواقف العسكرية والسياسية حتى بعد ان انكشفت الحقائق؟
اذكر اني وصلت العاصمة الاردنية عمان بعد احتلال العراق بشهرين ، كل من يصادفني حينها كان يبادرني بالسؤال : اين الصحاف؟ هل مازال في العراق ؟ هل هو على قيد الحياة ؟ كان الجميع يريد الاطمئنان عليه اكثر مما يريد الاطمئنان على اي شخصية اخرى ، حتى وان كان صدام حسين؟
الرجل كان وزيرا للاعلام ووزيرا للدفاع ووزيرا للخارجية وناطقا باسم العراق المحارب .. كان دولة بمفردة خلال الحرب وماكينة اعلامية لم تهدأ ولم تتخوف من التنقل بين شوارع بغداد وصولا الى مقر فندق فلسطين حيث مقر المركز الاعلامي ليوجز الموقف للصحفيين..
في الايام الاخيرة خلال الحرب لم نعد نحن الصحفيون في المركز الصحفي نرى ايا من المسؤولين في الحكومة العراقية الا الصحاف والصحاف والصحاف؟؟ كان رجلا في وقت تلاشت فيه الرجال وصوتا في زمن الصمت ، وبغض النظر عن الموقف مما كان يقوله الصحاف فعلى الجميع ان يعترف له بالشجاعة والبطولة ..
دارت الايام وانتقل الصحاف الى ملاذه الاخير (ابوظبي) التي فتحت ابوابها لجميع العراقيين بمختلف اطيافهم وتوجهاتهم السياسية ، وانزوى الرجل ، لم يطعن باحد ، ولم يساوم على اخلاقه ومبادئه .. وعلى الجميع ان يحترم فيه هذه الخصلة.. فهو لم يتلون كما تلون غيره، ولم يساوم على اسمه بملايين الدولارات التي عرضت عليه مقابل ان يخرج ويتكلم في الاعلام ، او ان يستثمر اسمه للدعايات الاعلامية التي عرضتها عليه كبريات شركات العالم؟؟
ومنذ ذلك الحين حتى اليوم احترم الصحاف تقاليد الضيافة في دولة الامارات ولم يمارس عملا سياسيا مضادا للحكومة العراقية الحالية ، ولم يظهر للعلن في اي مكان في اية مناسبات سياسية ولم يكن طرفا في كل المفاوضات التي جرت بين حزب البعث والامريكان ولا الحكومة العراقية ؟؟
اذن ما الداعي لان يحشر اسم الصحاف في قضية اغتيال طالب السهيل والد البرلمانية العراقية (صفية السهيل)؟؟ بذريعة انه كان وزيرا للخارجية وقت اغتيال والدها في بيروت عام 1994؟؟ سبحان الله هل علينا ان نحمل هوشيار زيباري مسؤولية دم كل عراقي قتل في الخارج لكونه وزيرا للخارجية ؟؟ ولماذا تثار هذه القضية بعد خمسة عشر عاما منها وقد سبق للقضاء اللبناني ان نظر فيها واتخذ الاجراءات الضرورية وقتها ؟؟ وهل ان السيدة السهيل تبحث عن قاتل والدها فعلا ام انها تريد الصاق التهمة باي كان لتحقيق مصالح ودوافع سياسية ومصالح ضيقة وتتناسى قاتل والدها الحقيقي؟ إن كانت تبحث عن الثأر العشائري فعلا ؟؟
القريب والبعيد من قضية طالب السهيل لن يشك للحضة بعدم وجود علاقة بين الصحاف وبين اغتياله ، وليس من المنطق اتهام الصحاف لمجرد انه كان وزيرا للخارجية؟؟
هل تريدون ان تجعلونها سُنّة ؟؟ كل عراقي يقتل في الخارج يتحمل مسؤولية دمه وزير الخارجية ، ومن يقتل في الداخل يتحمل مسؤولية دمه وزير الداخلية ؟؟ واذا كانت كذلك فالله في عون وزير الداخلية الحالي ومن سبقه لانهما سيتحملان مسؤولية اغتيال مئات العلماء والسياسيين واساتذة الجامعات والاطباء والصحفيين وعامة ابناء الشعب الذين سقطوا ضحية اختراق الوزارة من قبل الميليشيات التي كانت تغتال وتقتل بسيارات الدولة ابان وزارة صولاغ سيئة الذكر ؟؟
ان وضع اسم الصحاف في هذه القضية يهدف الى :
1- دعاية انتخابية تسبق الانتخابات البرلمانية القادمة من شأنها خدمة صفية السهيل وزيادة شعبيتها بالافادة من شهرة الصحاف ، فهي تريد ان تكون سببا في اعادته الى العراق ومحاكمته لمغازلة المعارضين له ولمواقفه والذين لن يرتاحوا الا بعد ان يجدوا كل اعضاء النظام العراقي السابق تحت المقصلة ؟؟
2- النائبة صفية السهيل فازت في الانتخابات الماضية ضمن القائمة العراقية التي يتزعمها الدكتور اياد علاوي ، لم ينتخبها الشعب لانها صفية السهيل المناضلة ابنة المناضل!! وانما لكونها ضمن قائمة علاوي لا اكثر ، فالناخب العراقي كان ينتخب رأس القائمة ولا يبالي بمن معه ، اما اليوم فالسهيل خرجت من القائمة العراقية واختلفت مع قيادتها وتعلم انها لن تتمكن من البقاء في البرلمان الا في حالة انضمامها الى قائمة اكثر تاثيرا ، لذا فانها تحاول مغازلة اشد المتشددين من النظام السابق بحشرها اسم السيد محمد سعيد الصحاف في القضية لارضاء كل الرافضين لدعوات المصالحة مع النظام السابق. لعلها تجد لها موطئ قدم في البرلمان القادم!!
3- تشكل هذه الخطوة محاولة لاحراج الدولة التي تستضيف الصحاف ، وربما لتخلق مشكلة بين العراق والامارات في حالة عدم تسليمها للصحاف .. وهنا نجد ان دفعا خارجيا لها يمكن ان يكون هو المتسبب ، خاصة من لا يريدون علاقة وطيدة بين العراق والامارات التي تعززت باعادة فتح السفارة الاماراتية في بغداد ، وخطوة الامارات الجريئة بشطب كامل ديون العراق .

من هنا يبنبغي القول ان على القضاء العراقي والحكومة العراقية ان لا ينجرفوا وراء هكذا خطوة.. في وقت تسعى الحكومة لاقرار المصالحة وخاصة مع الذين لم تتلطخ اياديهم بدماء الشعب العراقي ، والصحاف واحد من هؤلاء بالتاكيد ، لان الرجل لم يعمل الا في قطاعي الخارجية والاعلام ولا علاقة له بالاجهزة الامنية ، ولا بطالب السهيل ولا صفية حتى !!
لكن السؤال هل يعي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان هناك اطرافا حكومية وبرلمانية تريد التراجع عن دعواته للمصالحة وللم الشمل ؟ والى متى يبقى العراق متخما بالثارات وتصفية الحسابات مع القتلة والابرياء على حد سواء ؟؟ الا يوجد فيكم رجل رشيد ؟؟


dr_aljabiri2@yahoo.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات