مواضيع اليوم

لهذه الأسباب يخطيء نزار النهري دائما

مصعب المشرّف

2011-10-14 14:02:26

0

لهذه الأسباب يخطيء نزار النهري دائماً

لم أكن أنوي التعليق على ما يكتبه الزميل نزار النهري ضد الإسلام بوجه خاص ؛ وعلى إعتبار أنها مشكلته الخاصة به التي تحكم توجهاته في إذدراء الأديان والحط من قدرها وقيمها . والإستهزاء بالرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام . وسوف يسأله الله عز وجل يوم الحساب وقد يعاقبه فيدخله نار جهنم وقد يتوب عليه ويدخله الفردوس . فالنار والجنة من أملاك الله عز وجل ..... وهذه أمور ليس لنا فيها دخل نحن البشر. لن يوثق وثاقه أحد ولن يعذب عذابه أحد.
تحدث الله عز وجل فقال في محكم تنزيله عن أمثال نزار ( يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) – 32 التوبة.
وتحدث في سورة الواقعة عن (أصحاب المشئمة) والنار والعذاب الذي ينتظرهم بما يغني عن مزيد من شرح. وأنصح الأخ نزار أن يقرأ الآيات من رقم (41) إلى (74) في هذه السورة لبتحسس مواقع قدميه في الدنيا والآخرة بدلا من اللهث والبحث عن مواضيع غير موثقة ولا ترتقي إلى درجة الإستعانة بها كمصادر ومراجع ذات قيمة فيما يتعلق بالشأن السوداني البالغ التعقيد على العامة ومن ليس بمتخصص في مجال التاريخ والجغرافية والسكان والواقع المعاش داخله.
..................
والذي يلفت النظر أن نزار النهري وفي الوقت الذي يحرم فيه على الناس الكتابة في أمور الدين ونشرها تحت تصنيفات (ثقافات وآداب) و (آراء وأفكار) و (إقتصاد) و (منقولة) خوفا من أن يقرأها عدد كبير من المتابعين لمدونات إيلاف . والإكتفاء بدلا من ذلك أن يسارع بالشكوى . ويفرض في تعليقاته على مثل هؤلاء الكتاب أن ينشروا مواضيعهم هذه تحت تصنيف (عقائد وأديان) التي لا يتم نشرها في الصفحة الرئيسية أو المواضيع المختارة ..... الذي يلفت الأنظار أن نزار النهري نفسه هو أول من يخالف هذه التعليمات فنراه بنشر كتاباته في العقائد والأديان تحت تصنبفات أخرى ليضمن نشرها في المقدمة وبقرأها بالتالي أكبر عدد ممكن .... وهو ما قد يغذي الإنطباع بأنه مجرد "صائـــــد" لصفحة "آخر الموضوعات إضافة" . ولاهث وراء الإطلالة من على  شاشة
"المواضيع المختارة"

وبالطبع فمثل هكذا تحايل منه يدل أول ما يدل على أن نزار النهري لا يثق في موضوعية ما يكتبه هو أولاً ... ويخاف من ما يكتبه الآخرون في الإتجاه المعاكس ثانيا ....

لا يريد نزار النهري أن يقرأ الناس لأحد غيره في مجال العقائد والأديان . ظنا منه أن مثل هكذا منطق سيجعله قادرا على إقناع غيره بسفاهاته والجدل البيزنطي العقيم.
.................
الشئ الذي يؤسف له أن نزار النهري ليست لديه المقدرة ولا العلم الفقهي الذي يؤهله لمهاجمة الأديان السماوية والإسلام بوجه خاص . ولأجل ذلك نراه يتصيد الجزئيات من بين سياق المحتوى العام ليهاجم الإسلام ....
على نزار النهري أن يدرك أنه وبمثل ما هو (ذكي) أن لدى الآخرين القدر وأكثر من الذكاء ... ومن ثم فإن تجريد حدث ما من سياقه العام والإتيان به كشاهد ودلالة لن يفيداه في شيء ، لاسيما وأن حجته واهية غير مقنعة إلا لأمثاله ....

...............
إذا كان هذا ما إختاره نزار النهري لنفسه فهو وما يختار .... ولكن أن يقحم السودان تاريخه وواقعه . ويستغل كل ذلك لمصلحته وأهوائه الشخصية فهو ما لا نرضاه .....
آخر ما تفتقت عنه ذهنية نزار النهري أنه نقل موضوعا كتبه أخ مصري عن مسألة إنفصال جنوب السودان عن شماله . هذا الموضوع الذي ظن فيه كاتبه المصري أن مشكلة جنوب السودان وإنفصاله قد كانا بسبب تطبيق الشريعة الإسلامية في عهد حكومة عمر حسن البشير الحالية .....
.....................
وبالطبع ما كان لنزار أن يلجأ لنقل هذا المقال سوى أنه سيحقق له مراده الأعمى في الهجوم على الإسلام ..... وربما لو كان نزار النهري على ثقافة ودراية بدرجة أ ب ت ث بالسودان وتاريخ السودن لما لجأ لنقل مثل هذا المقال الساذج الغير صحيح والإستشهاد به إبتداء على علاته .....
..................
مشكلة ما يسمى (جنوب السودان) ومطالبتهم بالإنفصال عن الشمال لم تبدأ بوصول الأخوان المسلمين للسلطة عام 1989م . مشكلة الجنوب بدأت منذ عام 1955 حكم السودان خلالها نظام ديمقراطي علماني من 1956م حتى 1958م برئاسة إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل .. ثم حكمها نظام عسكري ديكتاتوري علماني منذ نوفمبر 1958م وحتى 1964م برئاسة الفريق إبراهيم عبود ... ثم حكم السودان نظام حزبي ليبرالي علماني منذ عام 1964م وحتى 1969م برئاسة إسماعيل الأزهري والصادق المهدي وعلي عبد الرحمن ومحمد أحمد محجوب على التوالي . ثم حكمها نظام شمولي على نسق النظام الناصري من عام 1969م حتى 1983م برئاسة المشير جعفر نميري ... ثم تحالف جعفر نميري ونظامه العلماني الشمولي مع الأخوان المسلمين (برئاسة البروفيسور حسن الترابي) من عام 1983م حتى 1985م أعلن خلالها جعفر نميري تطبيق الشريعة الإسلامية بقرار أحادي وتعلق التطبيق بالحدود فقط .. ثم وجراء إنتفاضة شعبية في أبريل 1985م سقط نظام نميري وعاد السودان ليحكمه نظام ديمقراطي ليبرالي علماني حتى يونيو 1989م برئاسة الصادق المهدي .... ثم وفي يونيو 1989م حدث إنقلاب المشير (حاليا) عمر حسن البشير ...... إذن يكمننا القول أن النظام الإسلامي الذي تبناه عمر البشير لم يكن هو السبب في نشأة مشكلة جنوب السودان ... جنوب السودان وشعبه لم يكونا في يوم من الأيام أرضا وشعبا تابعان للشمال وإنما جرى غزوه إحتلاله وإستعماره بواسطة الخديوية المصرية وعلى حساب خزينتها العامة بقيادة ضباط بريطانيون مرتزقة وفق ما دأبت عليه الخديوية المصرية حتى عام 1952م .... وكانت له إدارة وحكم مستقل مثله مثل الصومال من تلك البلاد التي إستعمرتها الخديوية المصرية من نسل الحاكم الألباني محمد علي إبراهيم أوغــلـــــو التي تسمى لاحقا بمسمى (محمد علي باشا) ليستر عورته كحاكم أجنبي لمصر هو ونسله حتى تخلصت منهم مصر على يد (الراجـل أبو عيون حمرا) جمال عبد الناصر رحمه الله ........ ولعلمك فإنه وفي عام 1947م أثناء مفاوضات مندوبي مؤتمر الخريجين والأحزاب السودانية لنيل الإستقلال من الإستعمار البريطاني فقد فضل الإنجليز ضم ما يسمى بإقليم جنوب السودان أرضا وشعبا إلى شمال السودان على إعتبار أن الجنوبيين وقتها لم يكونوا مؤهلين لحكم أنفسهم ولم تكن بريطانيا راغبة في الإحتفاظ بمستعمراتها جراء ذيول الحرب العالمية الثانية ........
..............
يا أخ نزار أنصحك أن تأخذ الحقيقة دائما من أفواه أصحابها . ورغم إحترامنا للأخوة المصريين وتقديرنا لحبهم وإرتباطهم العاطفي والتاريخي العميق بأراضي السودان وماء النيل . إلا إنهم ليسوا على دراية كاملة بالسودان . بل ولا يعلمون شيئا عنه لأسباب مرتبطة بالسياسة المصرية تجاه السودان بعد إختيار السودان الإنفصال عن مصر من داخل البرلمان ....... وتعامل مصر مع السودان كملف أمني في المقام الأول والأخير .. بل ولا تحتوي مناهج التاريخ في وزارة التربية والتعليم المصرية حتى تاريخنا الحالي عن أية إشارة للسودان كدولة مستقلة منفصلة عن مصر ويعتبرون أن تاريخ مصر هو تاريخ السودان .
..................
من جهة أخرى واضح أنك يا أخ نزار تبحث عن أخطاء البشر لتعلقها فوق شماعة الدين الإسلامي الذي يشكل بالنسبة لك عقدة خوف مزمنة ..... إذا كنا نحن ابناء السودان فرحين ومبسطوين وطايلين السماء بأيدينا فرحا بسبب تخلصنا من مشكلة الجنوب. فلماذا يغضب غيرنا من غير أهل السودان؟ وأين كانت مصر وشعبها يوم فتحت القاهرة ذراعيها لجون قرنق بعد غزو العراق للكويت ووقوف حكومة البشير إلى جانب العراق ؟ ثم عمدت مصر إلى فتح مكاتب إتصال تنفق عليها من جيبها بإسم الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق عقب محاولة إغتيال حسني مبارك الفاشلة في أديس أبابا وإتهام المصري للسوداني بتدبير وتمويل المحاولة. ... ثم إذا كانت مصر حادبة على مصلحة السودان وعرب السودان فلماذا تحتل الآن مثلث حلايب ؟ ... فاقد الشئ لا يعطيه.
...............
وأود أن يعلم نزار النهري أن العقيد جون قرنق أعلن تمرده على نظام جعفر نميري عام 1983م بحجة أن جعفر نميري أصدر قرارا بتقسيم الجنوب إلى عدة أقاليم إدارية منفصلة تراعي التباين العرقي والقبلي بينهم . وأن جون قرنق الذي ينحدر من قبيلة الدينكا ذات الأغلبية في دولة جنوب السودان وزمرته لم يرضيهم هذا القرار لأنه يحجم سلطات وهيمنة قبيلة الدينكا على الكثير من مناطق الجنوب وقتها ......
ثم جاء في حيثيات تمرد جون قرنق رفضه لشق قناة جونغلي التي كانت ستؤدي إلى تسريع إنسياب مياه النيل نحو مصر وبالتالي حصول مصر على فائض مائي أوفر. ومن ثم فلا ندري ما هي الحكمة التي جعلت نظام حسني مبارك بحتضن مثل هكذا إنفصالي موتور ؟هل هو لمجرد تنفيس الحقد والغل على حكومة عمر البشير وبروفيسو حسن الترابي ؟ ربما ولم لا ؟ فحكوماتنا العربية تتعامل دائما بأمزجة فراعنتها وبردود الأفعال والعواطف بدون تخطيط ولا تفكير .
...................
بدأ جون قرنق عام 1983م شيوعيا ماركسيا وكان يشكو من التفرقة العنصرية والرق والتهميش ويتلقى إعاناته وسلاحه من الإتحاد السوفيتي .... ثم وبعد إنهيار الإتحاد السوفيتي توجه جون قرنق إلى المحافظين الجدد في الولايات المتحدة وللصليبية في النرويج والسويد والفاتيكان والصهائنة . وخرج على العالم بمقولة تطبيق الشريعة الإسلامية ذرا للرماد في العيون ولكسب التعاطف الديني الأعمى المتمثل في توجهات الأصولية المسيحية..
...............
واقع الأمر أن مشكلة جنوب السودان هي في البداية والنهاية كانت تتعلق بأمور تنموية وإجتماعية تلقفتها الصليبية والأصولية العالمية وحولتها لمصلحتها على أمل تحويل هذا الشعب المتخلف إلى دولة مسيحية علما بأن سكان الجنوب خليط ما بين 10% مسيحيين (إسما) و 17% مسلمين (إسماً) والبقية الباقية مجوس ولا دينيين. .. والجنوبي بوجه عام لا يهتم بالدين ولا يشكل بالنسبة إليه مصدر إهتمام أو دافع للثورة بقدر ما تبقى القبلية هي المحرك الأساسي لجميع إنفعالاته وردود أفعاله وشرارة حروبه الأهلية.
صحيح لم تكن هناك تفرقة عنصرية بين الشمالي والجنوبي لكن العلاقة الإجتماعية بين الطرفين كانت ولا تزال معدومة ..... فنحن في الشمال نأنف من الإختلاط بهم . ولا نزوجهم بناتنا ولا نصادقهم ولا نجلس إلى جوارهم ولا يزوروننا ولا نزورهم .... إلخ . نحن والجنوب شعبان منفصلان لا نمت لبعضنا بصلة أو حضارة .... وربما كان السبب الوحيد الذي يسمح للجنوبي والجنوبية (ولا يزال وسيظل) بدخول بيوت الشماليين عامة والعرب خاصة هو العمل كخدامين وخدامات بأجر شهري أو يومي داخل هذه البيوت .. هذا هو الواقع الممارس بكل أمانة ...... وهي حالة نجدها في كافة المجتمعات العالمية وبالذات الغربية تجاه المهاجرين . وكذلك العربية الفقيرة والمتخلفة . ومنها على سبيل المثال مصر التي يتم فيها الإستعانة بالفلاحات المسلمات والقبطيات ورقيقات الحال في أطراف المدن كخادمات في البيوت المصرية ..... فما هي المشكلة هنا؟ وما هو دخل الدين هنا؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات