أنا لا أريد رحيلا..
لأن الحدائق تحتــّج حتما
تعيش العذاب
فكيــّا و كــيّا
و كلّ العصــافير ِ
كل ّ الفراش..
سيحزن حتمــا ً..
لأن الحدائق تنمو..
بهدب العيون و في مقلتيا
إلى أين أرحلْ؟
و سرب الفراش أتاني بشوق..
يقول أريد اللجوء لقلـبك حتى..
أقاوم برد الشتاء
فحـنـّي علـيّا
إلى أين أرحلْ
و جنـّاتُ عطــر ٍ أتت ْ يا "صديقي"
زرعتُ بها من ورودٍ
سقيت ُ السنابلَ
صارت حقولا ً على شفــتّيا
إلى أين أرحلْ؟
و هذي البحار ستهتاج ُ حزنا..
و حتى التلالُ و حتى الجبالُ..
ستحضنني..
ثم تبكي مليّا
إلى أين أرحلْ؟
و حرفي ..
و شعري..
تدلّى عناقيد حسن..
تغنّي و ترقصُ
بين يديـّا
إلى أين ارحل؟
و هل ستزورُ الحدائق بَعدي؟
و هل ستشـّم ُ العبير لـبـُعدي؟
و هل ستراني بحلمك
حلما هنـيـّا
و هل ستنام على قصة
و كلّ الحكايات ماتت
فما عادتِ الأمهاتُ لتحكي
لأبنائها حين تأتي العشيه
أنا لا أريد رحيلا..
ولا لا تعوّدت أشكي..
ولا لا تعوّدت أبكي
ولا لا تعودتُ أجثو
على ركبـتـّيا
أنا يا "صديقي"..
شموخ ٌ و عز..
صفاء ٌ و فجرٌ
نقاء ٌ و عطرٌ
و صدق ٌ.. قد بدى للعوام جليا
أنا لا أريد هجاءً..
ولا لا أريد عداءً..
أنا يا "صديقي" أريد حروفا
تغنـّي و ترقص بين يديـّا
و حين سأهجو
سأهجو خفافيش ذات الظلام..
و ذات الكلام القبيح القبيح
الذي..
أعاف التحدّث عنه
فشعري سيبقى نقيا نقيا
فقل لي إلى أين أرحلْ؟
جهنـّم أغلقت بابها..
جحيم سيبرد فعلا..
إذا ما رآني..
فحتما سأحيا بها
تكون سلاما و بردا علــيـّا
التعليقات (0)