لن يسقط هيكل الصليب من احضان سيدة النجاة

رغم اني كنت من مشاهدي قناة البغدادية الفضائية(بغير انتضام) ومعجب بعدد قليل من العاملين فيها, الا اني دائما" كان لديّ التحفظ بالرايّ على خطّهــا (الاعلامي والسياسي)بشكل عام..والذي لايستهويني..! فهي متناقظة مشاكسة (لا تساير العصر) السياسي خاصة .. اي الايمان بامر الواقع..والتعامل معه بمرونة ودبلوماسية بعيدة عن الشكوك..وخاصة تجاه من حرر العراق من الدكتاتورية البغيظة والتسلط ومن كان يخنق كل الحريات التي تعارض مزاج رئيس النظام السابق ..وتوفير حرية الاعلام والمفروض قناة البغدادية جزءا" من جهات هذا الاعلام الجديد الذي وفرّ لهم المحررون (جازاهم الله الف خير) كل هذه الحرية في الاعلام وانتشاره والانفتاح وتسليط الاضواء على الساسة واخطائهم وفسادهم..ورغم كل هذه المزايا الايجابية التي حصل عليها الاعلامييون وباقي افراد الشعب نجد ان هذه القناة تصفهم (بقوات الاحتلال) ! لا اعلم هنالك خلل في المفهوم ..! امّـا لدى ولدى الملايين ؟ او لدى البعض ومنهم نهج ومفهوم العاملين في قناة البغدادية؟! وهذا التحليل ليس مني فقط ..وانما جاء وبتشخيص منطقي عقلاني من (مراسل قناة البغدادية نفسها في جنوب العراق ) خلال مداخلة حوارية مباشرة في احدى برامج السيد عبد الحميد الصائح الحوارية ..وعندما تطرق المراسل بالظبط كما ذكرته اعلاه , قاطعه الصائح .. وافتعل (اخذ فاصل .. ونواصل ..ولكنه لم يواصل مع نفس المراسل )..! والمنطق المنصف يقول ..كيف يوفر اناس جاؤا من اقاصي الدنيا (محررين) ومساعدين لشعبا" مظلوما" ليكون على حالة افضل وننعتهم ونعتبرهم محتلين ؟ فليس هذا ما يعبّر عن الوطنية..هذا تناقض واضح ..وغير منصف ..ويعلم كل العراقيين بعد ان كان الشعب يفتقد لربع هذه المزايا من حرية الكلام والتعبير والانتقاد للحاكم وزبانيته, عدا المستفيدين والسائرين بخط الحكم السابق من المنافقين والانتهازيين ..
وبعد ان تكررت مشاكل ومشاكسات قناة البغدادية الى ان تعمقت الهوةّ منذ الحادثة ( الغير اخلاقية وغير وطنية التي قام بها المراهق المعربد (م الزيدي)..وتلتها حالات اخرى من قبل صبية ومراهقي المحسوبين على الفن والاعلام .. ثم جاءت اســـوءها واكثرها اثارة للجدل ورغبة شعبية ورسمية لمعرفة حقيقة خلفية هذه القناة..!؟ واقصد هنــا الجريمة الجماعية الارهابية في صومعة كنسية ســيدة النجاة في منطقة الكرادة في بغداد, والتي اثيرت الاخبار والاحتمالات( لصلـة) بعض من عناصر قناة البغدادية الفضائية بالضباع التي قامت بتلك الفاجعة التي لازال المسلمون يتذكرونها ويخجلون منها ويستحقرونها قبل المســيحيين الذين هم كانوا الضحايا فيها..وربما ما قربّ الشكوك بصلة البغدادية بهذا العمل هو وحسب الظاهر للجميع عمق العلاقة بين عناصر هذه القناة وتبعيتهم لتيار (حبيبي) وجيشه الذي ادمى البلاد والعباد في الاعوام السبعة الماضية تحت مسميات مجاميع عجيبة غريبة..! والذي يكن للنصارى كل الح ب ..! والت مير..! ولكن على طريقتهم الخاصة ..!وعادت هذه الميلشيا مرة اخرى وبعد دعم قائدهم للمالكي (الذي اصرّ على البقاء كرئيس للوزراء باْي ثمن) والثمن كان تحالفه مع (حبيبه) والموافقة على كل طلبات لا بل اوامر حبيبه ,ثم حصل على دعمه واستمر كرئيس للوزراء ..ولم يعلم بان حبيبه له في هذا ماْرب كالحرباء وسيحرق ورقة المالكي شعبيا" وسياسيا" بافكاره وفتاويه العمياء الهوجاء والتي ستعيد البلاد عشرات السنين الى الوراء ..! وهذا ما يظهر الان من اجراءات التشدد الديني والاجتماعي وخنق الحريات العامة والخاصة ومنع كل اشكال التحضر والتمدن والثقافة والادب والفن .. والضحية القادمة لمغامراته ونزواته هي هذه القناة .
وبمناسبة اثارة الجدل حولها في مجلس النواب الجديد ..والمباشرة باتخاذ اجراءات تقصي حقيقة الموضوع .. اود هنا ان ابدي رايْ حوله وبشكل عام وبتجرد وحيادية كاملة .
انا مع اجراء تشكيل لجنة(تقصي الحقائق)حول موضوع غلق قناة البغدادية الفضائية وكذلك مع اجراء تحقيق مع الجهات الامنية التي حققت مع منتسبي القناة(المشكوك بامرهم)والجهةالتي قامت بغلق القناة..ولكني اجد عدم صلاحية وجدوى الاسماء التي طرحت كلجنة لتقصي الحقائق..! لان هذه الشخصيات حتما" ستكون غير حيادية او مهنية او صادقة في تقصّيها واظهارها للحقائق حول الاسباب( الحقيقية) لغلق القناة..كان من المفترض ان تشكل لجنة مستقلة وليس من اعظاء البرلمان والذين نعرف تبعية كل واحد منهم لاي فئة او حزب او قائمة او ميليشيا..! فالنتائج ستكون فاشلة وغير دقيقة(وبما ان اغلبية اعضائها من التيار الصدري فحتما سيكون تقريرهم لصالح اعادة فتح القناة) !..ولكن المفروض ان تشكل لجنة مشتركة من ذوي الخبرة والاختصاص في مجال (القانون وضباط التحري الجنائي والمخابرات ومكافحة الارهاب)لان القظية كبيرة ومدولة..وليس كما يشار الى السبب غير المنطقي وهو بسبب عرض البرنامج الغير ناجح تماما"( خلن بوكا) لاْ ..انا ومعي الكثيرين (والي نلكفها وهي طايرة) لانعتقد بان بسبب هذا البرنامج اغلقت القناة..وطوق مبناها ووضع عليها الحجر والحجز..! الموضوع اكبر واخطر من ذلك ولكن لايريدون ان يعلنوه للشعب لئلا تحدث فجوة طائفية دينية ولاسيما لدى اخوتنا المسيحيين..والامر العجيب وغير المهني هو مناداة منتسبي القناة بفتح ابواب القناة للموظفين والفنيين لاخذ حاجاتهم الشخصية وللفنيين لاخراج الاجهزة والمعدات ..! وهذا ليس من المعقول.. لان كماهو ظاهر من تشدد الاجهزة الامنية بتطويق مبنى القناة والسيطرة على محتوياتها هو جزء من العمل الامني والاستخباراتي المحترف لمحاربة الارهاب والجريمة..ويبدو ان مقر القناة كان مسرحا" لجريمة محلية وارهابية ايظا" والذي يوضح الصلة بين المجرمين الارهابيين الذين قاموا بفاجعة كنيسة سيدة النجاة وبعض العاملين في القناة والذين يبدو انهم كانو على علم ومهيئين لاستلام الاتصال الهاتفي(السريع)الذي اجراه الارهابييون معهم..!ثم التساؤل المنطقي ..انه في مثل هكذا اتصال ارهابي وتهديد الم يكن من الاجدر ان يبادر الذين استلموا المكالمة ان يتصلوا فورا" بالجهات الامنية وجهاز مكافحة الارهاب واعلامهم بفحوى المكالمة ثم اخذ الموافقة منهم لعرض (الخبر العاجل)لاثبات وطنيتهم وتعاونهم مع الدولة وبرائتهم من اي شكوك..لكنهم لم يفعلو هذا ولكنهم مباشرة اظهروا الخبر العاجل قبل ان يتصلوا بالجهات ذات العلاقة واستحصال موافقتهم باظهار الحدث كخبر عاجل؟ ام لا ؟!..ومساْلة تتكرار مناداتهم وتوسلهم (خلونا ندخل ناخذ غراضنا واجهزتنا التي اكلها التراب)! هذه ايظا" غير مهني امنيا" ..لان مادام قد استمر حجر القناة وتطويقها كل هذه الفترة الطويلة فاكيد بان الاجهزة الامنية(وليس دفاعا" عنها)اكيد قد توصلت بما لا يقبل الشك بان (هنالك ما يتوجب التحفظ عليه كليا"داخل مبنى القناة ) لاكتمال التحري والحصول على معلومات امنية دقيقة لذلك يجب السيطرة عليها لان( بناية القناة هي موقع ادارة الجريمة)..وهذا اجراء محترف من الجهات الامنية يحدث في جميع بلدان العالم ..وابسط مثال انه في اي بلد لو مثلا اكتشفت الاجهزة الامنية جريمة قتل عادية فانها فورا" تغلق الموقع تماما وتتطوقه وتمنع الدخول والخروج ضمن مجاله وفصله بشريط خاص..لحين اكتمل التحري والتحقيق ومعرفة الجاني والقاء القبض عليه.
واتمنى ان تظهر نتائج لجنة تقصى الحقائق بعدالة ان قناة البغدادية بريئة ولم يكن لها الصلة باي شكل من الاشكال بالارهابيين الجبناء الذين قاموا بابشع جريمة انسانية وهي قتل 60 مؤمنا" امنا" اعزلا" وبدون اي ذنب .. ويحافظوا على اخلاقية الصحافة والاعلام المستقل وعلى مشاهديهم من مختلف المذاهب الاديان.. وليس مستبعدا" بان تقوم مجموعة ارهابية اخرى من نفس التنظيم بعملية اجرامية اخرى ومشابه جبانة وخسيسة وعنصرية وضد نفس الديانة من الضحايا من الشعب العراقي ولكن بتكتيك اخر مختلف وذلك كمحاولة لارباك الجهات الامنية وتحقيقاتها وخلط الامور عليهم وكذلك لتبرئة قناة البغدادية من العملية الاولى واخراجها من كل التهم التي افقدتها جماهيرتها واخلاقية مهنتها ..( ولاسيما وان نفس الارهابيين قد وجهوا تهديدا" جديدا" واكثر شدة وحقدا"للاخوة المسيحيين , بنّيهم القيام بها خلال ايام اعياد الميلاد المجيد وراس السنة الميلادية الجديدة)..ولكن تبا" لهم وخسئوا.. وهيهات..ان ينالوا مبتغاهم باسقاط هيكل الصليب من تحت طوق النجاة والذي هو واجهة كنيسة ســيدة النجاة ( ام الطاك ..او ام الطوق )..