وهذه مهلة ثلاثة أشهر أخرى... لهثت خلفها روسيا و نالتها لمصلحة نظام الزراطة و للأسباب التالية:
١- ضمان عدم حدوث ضربة عسكرية من الخارج للأراضي السورية بوجود ٣٠٠ مراقب أممي و مساعديهم المدنيين.
٢- تقزيم و اختصار الصراع من ثورة شعب ضد ديكتاتور إلى وقف إطلاق النار و إدخال مساعدات إنسانية.
٣- إبقاءالقرار الأممي ضمن البند السادس الذي ما زال يتطلب موافقة النظام السوري على كل شاردة و واردة بينما لا يحق للمعارضة سوى الإعتراضات الفارغة و الشكوى للله.
وهكذا أيها الأعزاء استطاع نظام الزراطة أن يفرض على بروتوكول عمل الخطة أن " يسحب قواته العسكرية الثقيلة إلى أماكن إنتشارها المؤقت" بدل العودة لثكناتها .. مما يعني بقائها حيثما يشاء النظام و استعمالها عند اللزوم... و اللزوم بتعريف النظام هو خروج المظاهرات غير المرخصة و طبعاً الترخيص للمظاهرات في سورية هو كما هو معلوم عملية إنتحارية لمقدميّ طلب الترخيص... فإذاً... لقد عدنا من حيث بدأنا... بعد ١٦٠٠٠ شهيد و ٢٠٠٠٠ مفقود ( على الأغلب شهداء بمعظمهم ) و أكثر من ٧٥٠٠٠ جريح أو معاق و ١٠٠٠٠٠ معتقل و ربع مليون نازح خارج سورية ( نعم ربع مليون فالأردن لوحده دخل له ١١٥٠٠٠ هارب سوري من بطش النظام ) و أكثر من مليون نازح بالداخل السوري دون مأوى أو مصدر لقوت العيش و عشرات الألوف من البيوت المدمرة و المحال المنهوبة و الآليات المكسرة.....بعد كل هذا عدنا من حيث أتينا... نطلب فقط وقف قتلنا و إعطائنا المساعدات الإنسانية مثلنا مثل الطفل الذي يعلن التوبة لأبيه و الطلب منه أن يتوقف فقط عن ضربه... يا لسخرية القدر و يا لفشل المعارضة السياسية المخزي التي أعطاها شباب و أطفال سورية من دمائهم و فيديوهات المذابح ما يكفي لإسقاط الأمم المتحدة كلها و لكنهم وقفوا عاجزين حتى عن توحيد أنفسهم و عاجزين عن إنتاج و لو رَجُلٍ واحد يلهم و يلخص الحقيقة ... بقوا كالمخصيّين لا يتورعون على الزواج و الإرتباط ببعضهم فأضاعوا على شعب سورية فرصة العمر... فرصة لا تتكرر لأجيال قادمة... كم أنا محبطة اليوم ... حالي كحال الملايين من السوريين الذين عاشوا هذه الثورة يوم بيوم.. ساعة بساعة...نشرة أخبار بنشرة أخبار...نبكي دون دموع..فهذه جفّت بعد الألف شهيد الأول ... فهل نحن كنّا نصطاد الأمل بشباك اليأس في بحرٍ ميتْ ؟ ( كما قال عمر الأدلبي منذ أيام ).
شاء القدر لنا أن تكون سورية مسرحاً يتقاطع فيه مصالح و حروب باردة عديدة كما كُتِب لنا أن يتظافر ضدنا ١٠٠ مليون من أبناء ولاية الفقيه بكل ما لديهم من مال و سلاح و نفط وتأثير على دولً أخرى و طرق ملاحة بحرية... الخ... بينما يقف معنا العالم كله معنوياً فقط... إذ أن كل حياة الملايين السوريين لا تساوي لدى هذا العالم ارتفاع سعر البترول بضع دولارات إذا تدخلوا و لا تعادل بنظرهم أهمية زعل أو غضب إسرائيل التي ترى أحد أحلامها يصبح واقعاً ينفذه بشار الأسد لها دون أي مشقة.
إنني أجزم لكم أن لن يحكّ جلدك إلاّ ظفرك... و أن طريق الشعب السوري الوحيد هو تنظيم صفوف الجيش الحر و شراء السلاح له من تبرعات السوريين و غير السوريين واستغلال بعض المساعدات المادية الأخرى ( إذا جاءت ) لتثبيت صمود شعبنا بالداخل و العمل بذكاء على طمأنة العالم بأن لا مكان للتكفيريين في سوريا ذات الشعب الطيب والمتسامح.
التعليقات (0)