مواضيع اليوم

لن يتخلى الشعر عن دوره الريادي حوار مع عبد الوهاب الملوح

عبد الوهاب الملوح

2009-11-08 18:17:34

0

تقديم :
عبد الوهاب الملوح واحد من أكثر الشعراء التونسيين تميزاً ونشاطاً في المشهد الشعري التونسي ،علاوة على تواصله مع العديد من الشعراء العرب ، وقد صدر له العديد من المجاميع الشعرية ، منها : أنا دائماً هكذا . رقاع العزلة الأخيرة . سعادة مشبوهة .الواقف وحده الغائب . كما كتب الرواية والمسرحية . التقيناه في ليبيا ، وأجرينا معه هذا الحوار :

1 : أنت يابن الجنوب ترى ما هو اسمك الشعري ؟
عبد الوهاب : في الحقيقة لا اسم لي ، نحن نولد ويتم اعطاءنا أسماء لا دخل لنا فيها . هل لابد من اسم شعري ؟ دع القصيدة هي التي تسميني .
2 : ماذا يعني الشعر لعبد الوهاب الملوح ؟
عبد الوهاب : إنه حالة قلق دائم لانبحث لها عن استقرار بل تندفع نحو طورها المشاكس للحياة وكسر لحظة الموت فيها . وحش يتحول من وديع إلى شرس كلما استنفرته الرؤى ، لعله الذهاب نحو الأقاصي لاختراق الصمت في الضجيج . ياصديقى ليس للشعر من هوية غير أنه شكل من أشكال الاقامة المتمردة في الوجود .
3 : ترى هل لقب " الملوح " له علاقة سوسيو ثقافية بقيس بن الملوح ؟
عبد الوهاب : علاقة سوسيوثقافية بالمجنون نعم . لن أتحدث عن حالة عشق تحولت إلى هبل ولكن ألسنا بمعنى ما ملوّحين تحت لفح شمس تجلدنا بسياطها . قيس بن الملوح جدّي الأول، جدي الذي خنته بتوظيف الشعر ليس من أجل ليلى ولكن من أجل ليلى أخرى أنت تعرف معناها في القواميس .
4 : مارأيك في المشهد الشعري عموما ؟
عبد الوهاب : المشهد الشعري في حالة خصب أكثر من أي وقت مضى ومن يتحدث عن أزمة فإنما لعدم اطلاع كاف على هذا المشهد . فهذا الحراك الذي أحدثه الصراع بين جماعة شعر التفعيلة وشعراء قصيدة النثر المستفيد منه هو الشعر . الشعر الذي أصبحنا نرى تجارب متعدده ومختلفة ومتطورة منه . الشعر العربي بخير في ظل عزوف القارئ عنه . طبعا خسرنا كبارا مثل محمود درويش وبسام حجار ... الخ ، ولكن ، هؤلاء قبل أن يرحلوا تركوا مشاتل انزرعت أسئلة في حقول الكتابة النصية .
5 : عزوف الجمهور عن قراءة الشعر والاستماع له ما سببه في نظرك ؟
عبد الوهاب : كنت انتظر مثل هذا السؤال المخدوع ! ياصديقي القارئ العربي وفي ظل هجمات الإنترنت والفضائيات ووسائط الميديا المتعددة أصبح أكثر ذكاء وأكثر انتقاء وما عاد يقبل من يستغبيه بساعة من المديح أو الهجاء أو الرشاء أو التعبئة المجانية . هات شعرا جيدا سيأتي إليه القارئ والمستمع و المتلقي . طبعا هناك عزوف طالما أصبح الشعراء تجارا . المتلقي شعر بنفسه بضاعة في هذاالصدد هذا جانب . والجانب الآخر " شوف " ما تصنعه الهبات الحكومية بالشعر وكتب الشعر وفضاءاته لقد تفّهت الشعر الحقيقي وأقصته وأعلت من مكان الشعر السادج الذي يمجدها وهذا سبب آخر ، ولأمر عزوف الجمهور العربي عن الشعر أسباب أخرى منها المناهج الدراسية ، غياب الملاحق والدوريات الشعرية ، انعدام التثقيف الأدبي والشعري بالأساس ... الخ . هذا موضوع يستدعي ندوات كاملة .
6 : وثمة تأثير للعولمة وثورة الإتصالات وطغيان الصورة على تهميش الشعر ؟
عبد الوهاب : بالعكس كان الأجدر أن تكون العولمة ومنظوماتها وقودا لتأجيج الشعر على اعتبار أن الشعر ضد رأسمالية الأفكار وضد تبضيع الأنسان والشعر لا يزدهر إلا في ظل هذه الظروف . للأسف الشعراء مازالوا ينفخون في جمر منطفئ وقلة هم أولئك الذين اهتموا بقضايا العصر ودقائقها .
أما عن ثورة الاتصالات والصورة فاعتقد أنه كان من الضروري استغلال هذه الوسائط واستثمارها من أجل الشعر الذي هو في حاجة لمثل هذه التقنيات ، وهنا أيضا للأسف استغل الشعراء هذه الوسائط لأغراض لم تخدم الشعر ولم تفده كثيرا فليس يكفي التخزين وسرعة النشر ، ولكن من فوائد ثورة الاتصالات خلق موتيفات جديدة وتيمات مغايره للنص الشعري ، هذا عدا ما أقامته الانترنت من إمكانيات النص التفاعلي .

7 : هل هناك خوف على ديوان العرب من العولمة وآثارها ؟
عبد الوهاب : لست وصيا على الشعر كي أتحدث عن خوفه أو أمانه فالشعر الحقيقي يدافع عن نفسه بنفسه .
8 : كيف تقيمون أعمال المؤتمر الرابع والعشرين لاتحاد الكتاب العرب في دورة القدس ؟
عبد الوهاب : بالنسبة للمؤتمر الرابع والعشرين لاتحاد الكتاب العرب كنت انتظر أن يعالج حقيقة مشكلة الكاتب العربي والكتاب العربي في ظل ما يحدث الآن لكن .......
9 : هل فقد المثقف العربي دوره الطليعي لمصلحة السياسي ؟
عبد الوهاب : نعم هناك شريحة كبيرة فقدت دورها الطليعي ذلك لأنها تعاملت مع الواقع من منظور ايديولوجيات حاولت أن تطوع الواقع لها ، وفقدت دورها لأنها تنازلت عن الثقافة لحساب مصالح ذاتية ضيقة ، ولكن هناك شريحة مختلفة ولها وعيها المختلف بالمسائل والقضايا وهي تناضل على طريقتها .. وليس من أجل مكسب آني ولكن من أجل التحرر كقيمة إنسانية عليا تم الاستيلاء عليها .
10 : ما هي مشاريعك القادمة ؟ سواء في النشر أو الكتابة عموما .
عبد الوهاب : هناك كتاب سيصدر عن دار النهضة قريباً وكتاب هو ترجمة لبعض أشعار هنري ميشو .
11 : كيف هو تعاملك مع الأنترنت وهل كان ذا أثر إيجابي عليك ؟
عبد الوهاب : أنا أتصل عبر الانترنت يمعدل أربع ساعات يومياً وأفدت منها كثيرا من حيث تخزين المعلومات والاطلاع على تجارب الآخرين وربط علاقات صداقة مع شعراء كان يمكن في غياب النت أن لا أتصل بهم ، نعم كان تأثيره إيجابي من حيث أنها خففت من حالة الاغتراب التي أحياها هناك في الجنوب التونسي .
12 : ماذا تقول في التواصل الثقافي بين الشرق والغرب ؟
عبد الوهاب : مهم جدا إلى أبعد حد ، والغرب لو لم يكن هذا التواصل معنا إبان العصر الذهبي للعرب ما كان له شأن الآن ، فما نراه الآن من مد جسور التواصل مع الغرب مهم على أن لا يكون ذهابنا إليهم بالكامل بل نأخذ مايفيدنا ، أعتقد أن محاولات محمد علي في القرن الثامن عشر وما نتج عنها من انفتاح كان الركيزه الرئيسة لعصر النهضة العربية هي المثال الأوضح . كما أن لمساهمات المفكر الكبير إدوارد سعيد دور كبير في تحديد سبل التعامل مع هذا الغرب . تسبق علاقتنا إشكالية دائمة وهو ما قصدت إليه كثير من الكتابات الراقية : عصفور من الشرق . الحي اللاتيني . موسم الهجرة إلى الشمال . روائح ماري كلير مؤخرا . ويبدو لي أن الأدباء قدموا اقتراحات أهم بكثير من رجال علم الاجتماع ورجال السياسة .
13 :ماذا يريد عبد الوهاب الملوح أن يقول للقارئ العربي ؟
عبد الوهاب : لا أنتظر شيئا . لا أملك شيئا .. أنا حر ( كزانتزاكي ) . وأنا أيضا لا أريد شيئا غير أن أكون .
14 : ماذا فعل الشعر والشعراء لإنقاذ غزة من الحصار ؟
عبد الوهاب : صديقي ، ماذا يمكن أن يفعل الشعر ضد دبابة . فقط لنفضح كل شئ ونعري كل شئ . هذا أقصى ما يمكن أن يفعله الشعر .
الشعر لن يتخلى إطلاقا عن دوره الريادي في الدعوة للتحرر طالما هو ربيب الواقع وابنه وهو صوت الشارع .. إنه القنديل في العتمة .

حاوره : جميل حماده

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !