مواضيع اليوم

لن ننجرف وراء أحلام تصنيع الطائرات والمركبات الفضائية !!

عبدالعزيز الرشيد

2010-08-30 21:48:56

0


كنت أتابع اليوم برنامج خواطر للأستاذ احمد الشقيري , وقد شدني البرنامج الذي هو جدير بالمتابعة , ولكني وقفت حائرا أمام إصرار مقدم البرنامج على إننا يجب أن نصنع كل شيء من الإبرة حتى الطائرة .! وهذا شيء غير معقول إطلاقا ، فإن تخلفنا يفرض علينا ألا ننجرف وراء أحلام تصنيع الطائرات والمركبات الفضائية , التي سبقنا الغرب بمراحل في تطويرها, ونجعل ذلك يثبط من همتنا ونشاطنا. ويكفي أن نتقن استخدام ما يصنعون, فالعالم متوجه للتكامل الاقتصادي وسياسة السوق المفتوح, فليست كل أمة مطالبة بصناعة طائراتها ومركباتها. ولو أن ذلك هو الحال لما تطور العالم قيد أنملة، فحال المستقبل الاقتصادي والصناعي في العالم سيكون اقتصاد التخصص و الإتقان, وهناك علم ومجال رحب جديد يمكن أن نبرع به إن شئنا, إنه علم «النانو» الذي سيغير كل المفاهيم الصناعية والاقتصادية في العالم. فهو علم لو تعلمون عظيم, إنه علم لو تدركون خطير .. فلا نجعل من أنفسنا جيلاً منسحباً من الحياة معصوب العينين أمام آيات الله في ملكوته. وليتنا نفهم.

إن طرد المسلمين من أماكن القيادة العالمية لم يكن ظلماً نزل بهم , بل كان العدل الإلهي من قوم نسوا رسالتهم. ولمّا عاد المسلمون إلى الإسلام عادوا إلى الأيام العجاف من تاريخه, فكانت عودتهم امتداداً لتعصب في فقه الفروع الذي ينصر مذهباً على مذهب أو قولاً على قول مع تجاهل الآثار الاجتماعية لهذا التجمد الفكري على الأمة.
إن الإسلام دين منضبط الأصول محكم الشرائع.. فلو عدنا إلى الأصول واعترفنا أن الاختلافات الفقهية إنما هي رحمة لكان أولى. والغريب أننا حينما أردنا اللحاق بمن سبقنا من الأمم, انقسمنا على أنفسنا. فمنا من كان تابعاً منبهراً بها، والآخر رافضاً لها جملة وتفصيلاً، وبينهما سواد أعظم لم يحددوا معالم توجههم بأنفسهم، تركوا الأضواء للمتطرفين من الجانبين .. يقذفون بهم، إما تشدداً نحو اليمين أو تطرفاً نحو اليسار، وأصبحوا يعيشون في الظل، هذا يتهم بالليبرالية، وهذا ينعت بالمتدين المتشدد .. وكأن الله لم يخلق شيئاً بينهما.

إن علينا في أمور الدين أن نلتزم بما جاءنا من القرآن الكريم والسنة المطهرة. أما صلتنا بالدنيا فيجب أن تتسع دائرتها إلى أبعد الحدود, وأن نهجر أخطاءنا إلى صواب غيرنا, وألا نستحي من التعلم والاقتباس، وألا تبهرنا ديمقراطية الآخرين, فليس من الديمقراطية الحقة أن يطبق نوع واحد من الديمقراطية على كل بلاد العالم, فهناك اختلافات في تاريخ وتقاليد كل أمة, فعلينا اتخاذ الوسائل المرنة للأهداف الثابتة, فخدمة مبدأ الشورى بالوسائل الغربية هو الأفضل ولا ريب ,, والله من وراء القصد

عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات