لن نعترف بإسرائيل....!!
كتب المحرر السياسي \ شعار كبير براق رفعه قادة حماس واخذوا يرددونه صباح مساء وفي كل مناسبة وأحياناً بدون مناسبة ، منذ أن فازوا في الأنتخابات التشريعية في يناير 2006 .
ولقد لوحظ مؤخراً تراجعهم الحاد عن هذا الشعار ، بل انقلابهم عليه بصورة دراماتيكية فماذا حدث !!!؟؟؟ .
عزيز دويك أحد قيادات حماس في الضفة الغربية يصرح بالفم الملآن بالرغم من النفي اللاحق فالرسالة وصلت يصرح أنهم في حماس قد اعترفوا بإسرائيل ويوافقون على دولة في حدود 67 وهم على استعداد لتعديل ميثاقهم الذي مضى عليه عشرون عاماً وأنهم لايرغبون بإلقاء أحداً في البحر .
قبل عدة اسابيع خرج تصريح على لسان مشير المصري أحد نواب حماس في غزة مرحباً بطرح قد طرحه شاؤول موفاز حول دولة الجدار .
وقبلها قال مشعل لصحيفة التايمز اننا نوافق على دولة في حدود 67 ونعترف بإسرائيل كأمر واقع .وتصريحات متكررة لهنية أكثر من مرة خلال الشهرين الماضيين بأنه يقبل بدولة على حدود 67 والتزامه بالحفاظ على التهدئة في غزة .
ولكي نفهم مايحدث يجب الرجوع قليلاً الى الوراء وتحديدا في زمن الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات ، فعندما كان يقدم رحمه الله على جولة جديدة من المفاوضات أو زيارة هامة للولايات المتحدة كانت حماس ترسل من يقوم بعملية مدوية تربك الأجواء وتعكرها وتعيق أي تقدم أو انجاز، وعندما كان ابوعمار رحمه الله محاصرا في رام الله وكلما كان يأتي أي مبعوث لزيارته كانت حماس تقوم بعمليه لتزيد الوضع سوءاً وتزيد حصار الرئيس
وكانت تريد أن توصل رسائل لإسرائيل وأميركا أن ياسر عرفات لايستطيع الحفاظ على الأمن وبالتالي لايستطيع الأيفاء بالتزاماته ، ومساعدة اسرائيل في طرحها ان الرئيس عرفات غير ذي صلة .
ونلاحظ الآن أنه كلما أقدم ميتشل مبعوث السلام الأميركي على زيارة للمنطقة في محاوله لفكفكة الأمور العالقة واطلاق المفاوضات من جديد ، يخرج قادة حماس بتصريحات من هذا القبيل وهم يوجهون رسائل لأسرائيل والولايات المتحدة أننا موجودون ونحن هنا ويمكننا أن نكون البديل الأقل تكلفة من الرئيس محمود عباس الذي يتمسك بالثوابت الفلسطينية .
ان تكتيك حماس الرخيص لم يتغير منذ عهد الرئيس ياسر عرفات رحمه الله وحتى عهد الرئيس أبومازن وان كان الأسلوب قد تغير .
في عهد ياسر عرفات كانوا يواجهون أي تقدم سياسي بالعمليات المربكة والمحرجه وفي توقيتات مدروسة جيداً أعاقت لسنوات بسط السيادة على الأراضي الفلسطينية .
والآن يحاولون اضعاف موقف الرئيس أبومازن الذي يتمسك بإصرار وعناد بالثوابت الوطنية الفلسطينية ويصر على وقف الأستيطان .
ان حماس تصرخ ليل نهار وتعلن أنها بديل أرخص وأقل تكلفة من الرئيس أبومازن وأنهم سيقبلون ما سيعرض عليهم ، ولقد قال أحدهم تعالوا عندنا وسنعطيكم مالم يعطيكم اياه الآخرين
وقال آخر نحن لدينا حصانة دينية في المفاوضات وبالتالي ليس لديهم مأزق أخلاقي من التنازل عن الثوابت لأن الفتاوى جاهزة .
ومابين تطابق مصالح حماس واسرائيل ومسلسل التنازلات الحمساوي وحملة الفتاوى الجاهزة يحق لنا أن نتسائل عن ماهية هذا الدور القذر الذي يلعبه الأسلام السياسي في المنطقة ؟؟
ليس عبثا هذا الأوكازيون الحمساوي من التنازلات المدعوم بحملة تشوية دينية يقودها مشايخ الأسلامويين ضد الشرعية الفلسطينية .
لقد أصبحنا أكثر قناعة وتأكداً أن الأسلامويين في المنطقة على استعداد لعمل أي شيء من أجل الأبقاء على مشروعهم الظلامي في غزة حتى لوكان ثمن ذلك التنازل عن ثوابتنا الوطنيه ، والتي يصر عليها الرئيس أبومازن ويتمسك بها في وجه حملة هائلة من الضغوط التي تمارس عيه
التعليقات (0)