{لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ }فصلت
هكذا خلق الله الإنسان !!! يسأل ربه أن يعطيه فوق ما أعطاه ولو كان مثل الجبال الراسية من المال ومن قوة الرياح وجبروت البحر من العافية.....وكيف لا يسأل الخلق ربهم من كل خير وهم يعلمون أن مفاتيح الخزائن بيده وأن الرزق لا ينفد عنده وأنه لا يعجزه السؤال ولا ينقص من خزائنه العطاء ؟؟ فماذا تطلب يا أخي من الله؟؟ أتطلب الوافر من المال وأنت لا تعلم ماذا يفعل بك المال؟ أتطلب منه العافية وأنت تمتلك منها ما تحيا به معافى بصيرا سميعا أو ما يزيد على نعمة السمع والبصر؟ إن ما أعطيته من النعم يزيد على قدرتك على السؤال !! فلم تطلب منه عضوا من أعضاء جسدك البديع في الإحكام والرائع في الخلق والتصوير!! ولم تطلب منه تعليمك الرضاعة حين لم تكن تدرك معنى السؤال ولا كيفيته !!ولم تطلب منه حمايتك من المرض وتجهيز دمك بما يحميه من آكلات الجراثيم والبكتريا...وأقول لك أكثر من ذلك فإنك لم تطلب منه من يجهز لك الخبز ولا من يعلمك القراءة ولا من يساعد بإذن الله في شفائك من المرض ولا من ينسج لك ملابسك ولا يحيكها ولا من يصنع لك سيارة تركبها ولا من يصنع لك طائرة تنقلك من دولة إلى أخرى في يسر وسهولة ولا من تراهم من البشر الذين في خدمتك وأنت أيضا في خدمتهم كذلك....وتذكر أن ما خلقه الله لك في البر والبحر من خيراته ما يكفيك ويكفى الكائنات كلها وأخرج لك من الأرض رزقا طيبا وأنزل من السماء ماء تحيا به وهواء تتنفسه وكل ذلك لا يسعك طلبه ولا تستطيع حصره رغم أنه من مقومات حياتك وبدونه لا تستطيع البقاء يوما أو ساعة أو لحظة ......هل تستطيع أن تطلب كل ذلك وغيره دون أن تنسى واحدا منها فتهلك ؟!!!!!
التعليقات (0)