مواضيع اليوم

لن تدور عجلة السلام

إدريس الهبري

2009-02-24 13:05:35

0

العنوان أعلاه استلهمته من عنوان مقال لعبد الرحمان الراشد بصحيفة الشرق الأوسط "هل تدور عجلة السلام؟"، و لم أوظفه هاهنا للرد على صاحب المقال المذكور وإنما وضعته بوابة ألج من خلالها للرد على كل الذين تشبثوا بأهذاب الأحلام الوهمية التي أطلقها بوش وهو يخطب فينا في صورة حمامة بيضاء وديعة جاءت هذه المرة لترمي بمدريد وأوسلو وواي ريفر وكامب ديفيد وطابا وشرم الشيخ وجنيف وغيرها جانبا، وتفتح باب الأمل الزائف أمام من صدقوا كلامه المعسول وراحوا يصفقون له ويكيلون له أصناف المديح والغزل.
غريب أمر محللينا السياسيين، حين يذهبون في تحليلاتهم إلى القول برغبة الولايات المتحدة الأمريكية في كسر الجمود الذي طال مسلسل السلام، وتخفيف حدة التوتر التي تضر بمصالحها، والتقليل من حجم الكراهية ضدها، وكثير من الكلام الذي تردد على ألسنة من تعلق على عاتقهم مسؤولية فهم وتفكيك الواقع السياسي الذي يلف القضية الفلسطينية في علاقتها بباقي القضايا العربية المتشابكة ببعضها البعض.
ما الذي تغير على الأرض إذن حتى يدعو الرئيس الأمريكي لعقد مؤتمر للسلام خلال الخريف القادم؟؟؟
إن المتغير الوحيد الذي طرأ هو قيام شرعيتين فلسطينتين على أنقاض الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني الذي كانت غزة ساحة له بين حركتي فتح و حماس، هذا المتغير الذي كان لقاء شرم الشيخ الرباعي (عباس، أولمرت، مبارك و عبد الله الثاني) أحد إفرازاته السريعة، فيما أعقبته إفرازات أخرى كانت أهمها قرار الولايات المتحدة الأمريكية برفع رفع القيود المالية التي كانت فرضتها قبل خمسة عشر شهرا على الفلسطينيين وتطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية معهم، وكان سبق هذا إعلان الاتحاد الأوربي التطبيع الفوري لعلاقاته مع السلطة الفلسطينية، تلاه إعلان إسرائيل عن إطلاق سراح 250 معتقلا من صفوف فتح تحديدا. كل ذلك لعزل غزة ومحاصرة حركة حماس هناك، بغية تحجيم دورها وإضعافها سياسيا وعسكريا.
وبهذا يكون المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي يسير في السياق نفسه، الهادف إلى إلغاء حماس من المعادلة الفلسطينية بشكل نهائي، والمراهنة على حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في ضمان استمرار سياسة فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين، الذين يستدرجون رويدا رويدا نحو دائرة القبول بالإملاءات الأمريكية القاضية بتوفير كافة الضمانات المطلوبة لتوفير الأمن الإسرائيلي، وهذا ما دلل عليه بقوله: "علينا أن نضمن أمن إسرائيل وأن الدولة الفلسطينية قابلة للوجود والاستمرار.. وأن هذه الدولة لن تقوم بالإرهاب.. ويجب تفكيك البنى التحتية للإرهابيين وتسليم أسلحتهم".
أمر طبيعي أن يهتم بوش بأمن إسرائيل وأمانها، لكن غير الطبيعي هو تلقف الدول المعتدلة/المنبطحة للمبادرة والتغني بها، في الوقت الذي سارعت إسرائيل نفسها كطرف معني إلى استبعاد مناقشة القضايا المحورية خلال المؤتمر الموعود، بما فيها حدود الدولة الفلسطينية واللاجئين والقدس.
إن المطلوب الآن ليس الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنما بذل الجهود إلى عقد مؤتمر للحوار الفلسطيني الفلسطيني، مؤتمر بإمكانه إعادة وحدة الصف الداخلي و تقوية الموقف الفلسطيني ومنحه دينامية جديد و قدرة عالية على مجابهة الأخطار التي تتهدد القضية برمتها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !