علي جبار عطية
الأربعاء 05-02-2014
طباعة المقال Print
بعد منتصف يوم الخميس 31-1-2014 كنت قريبا من كراج وزارة النقل الذي شهد عملية ارهابية غريبة اذ احتل الكراج ستة انتحاريين جرت محاصرتهم في الحال ثم قتلوا انتحارا او برصاص القوات الامنية من دون ان يحققوا حتى الهدف الاعلامي لمثل هذه العمليات الاجرامية.
اكثر من ثلاث ساعات عايشت فيها الحدث سجلت فيه ردود الافعال..
اما القوات الامنية فكانوا في اعلى حالات الترقب والتأهب والاستعداد واما الناس فتصرفوا مع الحدث باللامبالاة.
كانت السيارات تسير كما لو ان شيئا عاديا يجري وكانت المحال مفتوحة والمتبضعون مستمرين في فعالياتهم!
عدوى اللامبالاة انتقلت لي مع صديقين مقربين اذ اصررنا نحن الثلاثة على السير في شارع الربيعي وزاد من اطمئناننا ان مطعما يقدم البيتزا ولحم بعجين الساخن بشكل طبيعي.
جلسنا في الهواء الطلق وكانت الشمس ساطعة فأحببنا ان نأكل في العراء شجعتنا في ذلك سيدة تجلس قربنا تأكل بشهية وتساءلت : هل تكون روحنا اعز من روح هذه السيدة؟
قال صديقي: اليس هدف الارهابيين تعطيل الحياة ونحن لانريد ان نسمح لهم بذلك.
قال الاخر: افضل ان اموت شبعان على الموت جوعان!
قدم العامل الطعام الشهي وتناولناه بشهية مفتوحة مثلما ان نهاية معركتنا مع اعداء الشمس مفتوحة.
تسعون دقيقة من تبادل الاحاديث والتزود بالشمس نسينا فيها معاناتنا والمخاطر التي تحف بأيامنا ولو مؤقتا.
وقبل ان نغادر المطعم وندفع الحساب استعاد الشارع عافيته وبدأت السيارات تتحرك بشكل طبيعي فقد قضي على المهاجمين من دون ان يحققوا ايا من اهدافهم.
تحركت السيدة التي كانت تتناول الغداء نحونا وقبل ان نهم بالمغادرة مدت يدها قائلة: رحم الله والديكم هل من مساعدة!؟
التعليقات (0)