في الطريق الي حزن مقيم..
الحياة جدا مملة...
كنت انتظر منها ان تكون اذكي من ذلك بقليل،
لم اتوقع انها ستكرر معي نفس الامر مرات ومرات..
الامل الباسم علي بعد خطوة،والذي يغدوا سرابا بمجرد ان تحاول لمسه..
لقد تكرر هذا الامر معي أربع مرات في عام واحد فقط..
اربع كل واحدة منها كانت كافية جدا للقضاء علي شخص مفكك الأوصال والمشاعر مثلي.
ولن أقول اني امتزت بالقوة في يوم من الايام كي اواجه نوازلي..
لكن كل ما يمكن ان اقوله انه كانت فيّ بقية من صلابة وبأس،
مكنتني لتجاوز محنتي الاولي.
وكانت ثم بقايا من حب عظيم أعانني لتخطي المحنة الثانية.
ثم رحل الحب، وانتقضت بقية الصلابة واليأس، متزامنان مع المحنة الثالثه..
لقد كانت تلك ايام صعبة حقا...
اما كيف مرت، وكيف استطعت ان اصمد وحيدا بلا ثقة او حب أو أمل...
فلست أدري...
لكن ارجح الظن ان نظرة الانكسار في عيون أهلي ومن يهمهم أمري كانت هي السبب الاوحد.
والان...ها أنا غارق حتي أخمص قدمي في محيط لجيّ من اليأس والحزن والالم..
وحيد..خائف..مرتجف..تحجب عني الدموع معالم غد...
لا ماض..لا حاضر..لا آت.
حتي من كانوا محط رهاني الاخير خيبوا ظني.
لقد بلغ احساسي بالحزن الي درجة فاقت حد توقعي او تخيلي.
مؤلم ان يكون غاية ما نرجوه من الحياة –بعد كل هزائمنا-
مجرد حضن حاني نرتمي علي أعتابه لنبكي..
والمؤلم اكثر ان لا نجد.
ولكم هو قاس ان تتلفت حولك -مثلي- فتري صورا لك متتابعة، كلها تحكي حزنك..وألمك..وانفرادك..وانكسارك..
طفلا..صبيا يافعا..شابا في مقتبل العمر...
والان يخالجني احساس يقيني اني سأكتب وانا أعتاب الكهولة نادبا نزف عمري..
مضيفا حقبة حزن أخري الي ما سبق.
انا لم أمسك قلمي لاكتب منذ مدة طويلة.
كنت انتظر حتي يمر وقت كافي،
كنت ارجوا ان اكتب للمرة الاولي عن الفرح..عن السعادة..عن الابتهاج.
كنت اخنق شعور اليأس الممض بداخلي كي يتوقف عن تذكيري بما اعرفه عن سوء طالعي وبؤس اقداري...
كنت ارجوا الا اكون تقليدا مملا..لا يفتر عن الحديث عن البؤس والالم.
ولكني لا املك غير مجاراة الحياة..والاقدار.
وانا رجل عاثر الخطي..كل ماله علاقة بي يتحول فجأة الي مستنقع احزان.
حزني ثقيل..ووجعي أثقل..وحيرتي أفدح وأشد ثقلا..
انني علي مفترق طرق..
لا اعرف أين اذهب ولا اي طريق أسلك...
بحاجة ماسة الي من يمنّ علي هذا الحائر القلق الخائف المتوتر المثقل بالاتراح ويأخذ بيده الي بر آمن.
ان ما بقي لي في الحياة قليل..لكني اعطي هذا القليل راضيا سعيدا في مقابل لحظة سكينة واحده،
في مقابل أن أجد من يهد خطوّ تحولي الي وجهة صحيحة.
تعبت من الحيرة..من اللا قرار..تعبت من تيهي..
وتعبت مني..من ألمي وتعبي.
ايتها الحياة..كم انت قاسيه..
ايتها الاقدار..كم انت قاسيه..
يا ايها الحزن القابع بداخلي..اي شيء تجنيه جراء ما تفعله بي...؟؟
صدقني.. انت لن تسلبني أكثر مما ضاع مني فعلا.
لن تأخذ مني اكثر مما أخذت قبلا.
لم يعد ما يغريك يا صديقي بالبقاء هنا..
من احبه قد رحل فعلا من زمن بعيد..
ومن صادقته في طريقه ليفعل هو الاخر..
وكل احلامي –كلها بلا أدني استثناء- اراها الان متناثرة تحت قدمي حيث لا اجرؤ حتي علي مجرد النظر اليها لأبكيها.
يا ايها الحزن المسافر في دمي..انت تضيع وقتك هاهنا...
وانا لست معترض علي وجودك،
علي الارجح لم يبق لي الحزن ترف الاعتراض علي شيء..فقط ارجوك ان ترحل عندما ينزل بي الموت..
اودّ لو عشت خمس ثوان في الحياة بلا رفقتك...
حتي ولو كانت ثوانيّ الاخيرة في الحياة.لقد نسيت طعم الفرح..
اشتقت الي لحظة صفاء،
الي ضحكة عالية..
الي اضاءة مبهجة تعمر قلبي ولو مرة..
ولو مرة واحدة فقط..
ف
ق
ط
التعليقات (0)