عاد رمضان وككل مرة يأتينا بجديد في وقت مختلف بدعوة واحدة هي العفو و المغفرة . في هذا الشهر المبارك تظهر جليا عظمة الخالق و كيف يمكننا من الحاجات التي نحتاجها و يبين لنا اننا في حاجة ماسة إليه دائما.
كنت أتساؤل دائما لو أن الإنسان هو الحكم الأخير و انه هو الذي يحاسبنا في الأرض قبل السماء كيف ستكون ردة فعله تجاه أعمالنا و معاصينا الكبيرة.
فأن تخرج عن القانون الوضعي و تخرقه بجملة من الأفعال و السلوكيات التي لا تتماشى مع هذا الأخير فإن عقابك واضح و مسطر و لا تقبل منك توبة و لا تشفع لك أمام المحاكم أو القضاة الذين يحكمون عليك بأقصى العقوبات مع الأعمال الشاقة.
و إذا ما نزلنا إلى أقل مستوى في تعاملاتنا اليومية و إذا ما لاحظنا جليا كيف أن المرأة الخائنة و الشاب السارق و المجرم القاتل لا يغفر لهم المجتمع و انه كلما حاولوا التخلص من ماضيهم لم يستطيعوا ليس لأنهم لا يريدون بل لان المجتمع لم يرحمهم و صنفهم في خانة سوداء قليل من تمسح عنهم و قليل من يحاول مسح هذه الخانة.
شهر واحد يتغير فيه كل شيء شهر رمضان بامتياز. حيث يحاول الكل أن يتأقلم مع القادم الجديد فيثبت نفسه و يحاول ردعها إلى أبعد الحدود لتتماشى و المنطلقات التي من اجلها يترك طعامه و شرابه و حتى سيجارته التي لا يستطيع الابتعاد عنها إلا بقدرة قادر .
إنها تمثلات تحيلك إلى عالم جديد إلى قوة في الإنسان لا يستطيع التحكم فيها إلا شيء فوق العادة إلا شعور يولد بطريقة خاصة في الإنسان إنه شعور الفطرة إنه الدين الإسلامي ونعم به دين.
الإنسان غير مسامح بطبعه و الظروف فقط تجعله يغير من ذلك فمثلا لسبب بسيط يمكن أن يفتعل شجار يؤدي إلى موت أحد الأطراف أو قطيعة قد تدوم مدى الحياة . لكن الله سبحانه و تعالى أكرمنا بجميع أيام السنة يدعونا فيها إلى التسامح و الاستغفار إلى ذكره و التوبة إليه و يأتي هذا الشهر الكريم ليعلن فيه أنه يغفر الذنوب جميعا . بشرط بسيط
" صم رمضان إيمانا و احتسابا يغفر لك ذنوبك "و في ليلة واحدة من هذا الشهر تعادل ألف شهر إنها ليلة القدر الروحية حيث تتنزل الملائكة من كل صوب و نحب .
إنه إحساس لا يمكن أن نتخيل قيمته إلا إذا كنا من الذين عاهدوا الله ووفوا بعهدهم إن هذا الشهر المبارك يؤكد و بشكل جلي عظمة الخالق سبحانه و حاجتنا الماسة إلى هذا الأخير من أجل أن يساعدنا على إتمام طريقنا التي سلكناها الطريق المليئة بالأشواك و المعيقات الكثيرة خاصة في عالم يحاول القضاء على الأخلاق و القيم بكل الوسائل ليعيش الإنسان في وسط بهيمي لا يخرج منه أبدا إلى يوم القيامة .
محمد الشبراوي
Chebraoui.minbare@gmail.com
http://minbare.elaphblog.com
التعليقات (0)