لنشرب كأسك ياوطن

في 29/11/1948م صدر القرار 181 بتقسيم فلسطين وبعد مرور ستين عاما على صدوره عقد مؤتمر الخريف 29/11/2007 بوعد انشاء الدولة الفلسطينية على أقل من المساحة التي حددها القرار، حضره من العرب الكثير وسط آمال بتحقيق السلام فما الذي حدث بعد المؤتمر؟ قبل استعراض ذلك دعونا نرجع بالذاكرة قليلا، فقبل هذا المؤتمر كانت هناك لقاءات مكوكية شبه اسبوعية بين عباس واولمرت لم ينتج عنها شيء سوى انها عمقت الخلافات وباعدت بين الاشقاء ووضعت شعباً بكامله تحت الحصار، وكان قد سبق كل هذا مؤتمرات مدريد واوسلو وشرم الشيخ وكامب ديفيد وجميعها عمدت الى ترسيخ وجود اسرائيل والاعتراف بها من بعض الدول العربية والاسلامية، تلا كل مؤتمر مفاوضات لم يحصل منها الفلسطينيون على شيء من حقوقهم المشروعة. انابوليس مؤتمر غريب لقضية صارت عجيبة تستمر مفاوضاتها الى ما لا نهاية، فالمؤتمر الذي وجب ان يطلق عليه مؤتمر الدولة الفلسطينية نادى بالاعتراف بيهودية اسرائيل تضم دينا واحدا من لايدين به ليس مواطنا بها، مؤتمر لم يلتزم بشيء للفلسطينيين سوى البدء بالمفاوضات وكأنها توقفت لمرة واحدة.
لقد تم انتزاع أراضي 48 بشكل رسمي وسيأتي دور المطالبة بتنازل عرب 48 عن موطنهم ليصبحوا مشكلة جديدة تفاقم وضع الاخوة في الضفة والقطاع وفلسطينيي الشتات، فلماذا اذن ذهب ابو مازن ؟ هل للتأكيد انه من دعاة سلام!! ام للاشارة بأن اسرائيل لا تلتزم بشيء؟ ألم يكن من الأفضل له التأجيل حتى يتم رأب الصدع بين الاخوة فتح وحماس. ام من الانسب رؤية منظمة التحرير تتفكك؟.
وماذا سيكون تعليقه بعد تصريحات استكمال مستوطنات القدس الشرقية ، فهل هذا هو المكسب من حضور المفاوضات المباشرة ؟! وهل تعزز جدار الثقة بين العرب واسرائيل؟
كتب الكثيرون يحذرون من مؤتمر انابوليس وأشهر من كتب جهاد الخازن الذي سجل رأيه للتاريخ في فأورد حقائق ونصح أبو مازن لكن الأخير استمع لكلام بيريز في البرلمان التركي وهو يقول له بالعربية انها فرصتك الأخيرة ولم يستمع لجهاد. فهل تحقق شيء؟.

شاهدت في العيد مسرحية "كأسك ياوطن" التي عرضت اول مرة قبل ربع قرن لكن فصولها ومشاهدها تصلح لوقتنا هذا بعد استبدال نيكاراجوا بالعراق أو افغانستان.