لنرجع الى القرآن
لو تسأل الناس عن سبب مشكلاتهم اياً كانت لطرحوا الأسباب ووضعوا الحلول ونادوا بتطبيقها بشكلٍ عاجل فالمشكلة الواحدة تجلب أخرى ولا مخرج من دون حل علمي ومنهجي، لكن أليس اؤلئك الناس قد يقعون في خطاء غياب الرؤية وضبابية الموقف واختلاط المفاهيم وضعف القدرة على التفكير السليم، قطعاً وبلا شك قد يقعون وقد لا يقعون لكنهم لا يستمرون فيما هم فيه من خطاء وهذه طبيعة انسانية مكتسبة بالفطرة فتجد من يعود الى الصواب وتجد من يكابر وهو يعلم علم اليقين إنه على ضلال مبين!
لو تسألنا نحن معشر المجتمع المسلم المتعدد في أعراقه ومذاهبه وعاداته ماهو السبب الرئيسي الذي جعل كل فئة عرقية أو مذهبية تلعن أختها وتعمل بشتى السبل لتغييب المخالفين وسحقهم عبر الفقه والمرويات التاريخية المنسوبة للنبي الكريم، قبل الاجابة على ذلك التساؤل يجب ان يعي المسلم اياً كان مذهبه او انتماءه بأن الفقه والمرويات أدوات سياسية أوجدها السياسي منذ أن تحولت الخلافة الى ملك عضوض على يد معاوية بن أبي سفيان! وهذه بذرة الاسلام السياسي وعسكرة المسلمين ذات اليمين وذات الشمال، بسبب تلك الحقيقة أصبح المسلم يؤمن بالفقه واعتقاده الفقهي والمذهبي مقدم على إيمانه بالله وبكتابه "القرآن الكريم " فتجد المسلم يستدعي الاراء والمرويات عندما تواجهه مسألة ما وينزل طوعا ومن دون وعي وإدراك لذلك الرأي الذي قد يكون صوابا وقد يكون خطاء، تربية المسلمين المتأخرة لم تكن على كتاب الله الذي هو الأساس والأصل بل كانت على قال فلان ورأى فلان وهذه هي المشكلة الحقيقية التي جلبت الكوارث والشرور للأمة وللعالم أجمع .
الله سبحانه وتعالى دعا الناس أجمعين لتدبر القرآن الكريم ودعاهم لإعمال العقل في 56موضعاً ودعاهم للقراءة التي هي مفتاح للعلوم ولكل شيء ودعاهم للاعتصام بكتابه والاحتكام اليه دون غيره , التدبر حلقة مفقودة وللتحايل عليها أوجد المتأخرون ما يسمونه بالتفسير الذي هو في حقيقته عبارة عن رأي شخصي كان من المفترض الا يكون وكان من السلامة عدم تعميمه وتعليمه بشكلٍ رسمي بمختلف مراحل التعليم ، التدبر ليس بحاجة لوصاية من فرد او جماعة عكس التفسير الذي هو احتكار للنص والفهم التدبر دافعه إيماني شخصي اما التفسير فدافعه في الغالب سياسي أو تسلطي فالمتطرفين يجتزئون النصوص وينزلونها بموضع غير موضعها وهذه ثمرة التفسير القديمة والحديثة .
لكي نتخلص من جميع مشكلاتنا خصوصاً الفكرية التي يغشاها الجهل والتجهيل والتطرف والمداهنة يجب العودة الى الأصل الذي هو كتاب الله وتربية النشء على تدبرة بشكلٍ سليم وقويم ففي ذلك حياة وطمأنينة وحماية لأعز ما يملكه الانسان عقله وسمعه وفؤاده وإيمانه أيضاً ؟
التعليقات (0)