لنتعايش مع بعضنا أولاً حتى نتعايش مع الآخرين !

جريدة الدار الكويتية الثلاثاء, أغسطس 17, 2010 العدد/793

علي البحراني

جميل ما طرحة مسلسل طاش السعودي الشهير الذي استمر لسبعة عشر عاما يطل علينا بثنائيه السدحان والقصبي طيلة كل رمضان ليوجه نقده لمشاكلنا بشكل عام ومنها ما نعاني منه من رسوبات وطحالب التعليم الممنهج وغير الممنهج الذي انتج اجيالا يحملون من التشدد وعدم تقبل الآخر ما لا يحمله اقرانهم في اي دولة أخرى ولا تزال المناهج تطبع على نفس النهج الا أننا خففنا الوطء على الديانات الأخرى وكثفناها على المذاهب المختلفة، ما تناوله طاش في الحلقتين الماضيتين في الثاني والثالث من رمضان هذا العام 1431هـ هو تحسين صورة النصارى وتلميع معاملتهم وإمكانية الزواج منهم وذلك خطوة في الطريق الصحيح لرفع الشوائب عن صورة الاسلام التي شوهتها الأيادي العابثة والتي ملأت نفوسنا حقدا وبغضا عليهم طيلة العقود الماضية، ولم تكتف بذلك فقد ملأت قلوبنا كرها على بعضنا البعض فلا تزال المناهج تغمز وتلمز على الشيعة الصوفية والزيدية والاسماعلية مما يؤدي إلى الأخذ بهذا الغمز واللمز إلى التكفير، إلا أنه وقبل ذلك لم يجرؤ هذا المسلسل (طاش ما طاش) من طرق باب التعايش بين السنة والشيعة بالمملكة ولم يجرؤ حتى على تصوير حلقة في القطيف أو الأحساء مع أنه تقريبا شملت حلقاته مشاهد من جميع مدن المملكة، هذا العمل يبدو أنه عاجز عن التطرق لحالة التعبئة ضد الشيعة في مناهج التعليم وفي المحاكم الشرعية وفي اقسام الشرطة وفي السوق عند بعض الباعة المتشددين وعند أئمة المساجد وخطبهم النارية التعبوية وعند افراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلفظهم بالرافضي والبحراني عند قبضهم لمواطن يكتشفون أنه شيعي ولا تزال مضايقات الحجاج والمعتمرين وزوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بالحرمين الشريفين يعانون من التمييز في ملاحقات واعتقالات ومحاولة النيل من مذهبهم في مكاتب الهيئة وليس فقط الشيعة بل كل من يخالفهم، فهل يستطيع طاش قبل أن يجعل النصارى مؤتمنين أمناء على درجة عالية من الخلق والسلوك الحسن والتعامل الراقي، أن يصور لنا علاقة السنة بالشيعة بالمملكة بهكذا كوميديا؟أم انه استطاع أن ينقد حتى بعض وزارات الدولة بل وبعض وزارئها لكنه يقف عاجزا أمام التطرق لحالة التمييز الطائفي الذي تعاني منه بقية الطوائف الأخرى!! وطاش ما طاش ما طاش وطاش.
Al2000la@hotmail.com