لناذا لايعم السلام؟

إذا تكلمنا عن الحرب فنحن نتكلم عن نشاط بشري محكوم بإرادة إلهية بهدف إعمار الأرض!! ....لأن الإعمار والتقدم لا يتم إلا بالتدافع ومحاولة الكسب والربح لتستمر عجلة الحياة في الدوران للأمام...
يقول الله تعالى في القرءان...وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم....يعني أن الله ينزل الخير والثروة والمعادن والبترول والزرع والمطر والخامات المختلفة للصناعة بقدر محسوب لا أكثر ولا أقل!!
فما هو الرابط بين ذلك وبين الحرب؟
وندخل إلى الفكرة من مدخل آخر لعلنا نفهم ما يجري بيننا وحولنا من حروب لم تنقطع على مر التاريخ
إذا كان الاستعمار مثلا يملك في أرضه بترولا أو ثروة من المعادن المختلفة ما يكفيه ويزيد هل كان محتاجا لغزو البلاد المستضعفة التي تملك تلك الثروات؟ الإجابة المنطقية...لا....
مثال ...إذا كان لديك قطيع من الأغنام ووضعت ما يزيد عن حاجته من الأعلاف هل تتزاحم عليها؟ الإجابة ...لا... وإذا كانت الأعلاف قليلة نوعا ما ستجدها تتناطح وتتقاتل لتأكل!!
نعود إلى الإنسان ....هناك بشر عدوانيون بطبيعة خلقهم وبثقافتهم وهناك مسالمون أيضا ويرتبط العدوان بصورة أخرى بندرة الموارد ...فما الفرق بين أولئك وهؤلاء؟
الفرق في الثقافة والدين فمثلا يحرم الدين الإسلامي العدوان بأى صورة ويوجب ويشرع رد العدوان بل يأمر بإعداد القوة لتجنبه (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )...والعدو هنا من البشر ولكن تذكر أنك إذا رأيت ثعبانا مثلا فإنك تقتله رغم أنه لم يعتد عليك ولكن بحسب احتمال عدوانه فإنك تقتله فهذا عداء طبيعي موروث بالخبرة...
إذا درسنا الدين الإسلامي نجده يحرم العدوان على البشر والحيوان والجماد وعلى أى شيء ....ما لم يعتد عليك فليس من حقك أن تعتدي عليه
وإذا فإن سبب العدوان الخارجي الذي يأتينا من الغرب هو غياب مفهوم الدين أو حتى الأخلاق السوية...وللتأكد من حتمية الحرب!! راجع أول المقال