مواضيع اليوم

لم ينكشف بعد للبعض الخيط الابيض من الخيط الأسود

د.هايل نصر

2012-02-08 09:56:57

0

كان الأولون لا يقمون بعمل او يقدمون على امر قبل ان تتضح لهم الرؤية على ضوء خيوط الفجر الأولى, لتجنب الوقوع في الخطأ, وان وقع فلا يعُذر المخطئ الذي توفرت له امكانيات عدم الخلط بين الخيوط . اما في عصرنا عصر الاضاءة بالكهرباء عصر الانارة صباح مساء, عصر فيه اسرار وافعال الكون واحداثه تُكشف عبر الكون وتنتقل في لحظات قبل ان يعرف الجار الملاصق اخبار جاره في نفس البناء. فالخيوط أصبحت كلها مكشوفة والوانها معروفة لا يجهلها الا عميان البصيرة والابصار.
كما لم يعد يخف الحقيقية جنح الظلام, ولا دفن الرؤوس في الرمال, أو اشاحة الوجوه عنها عمدا أو جهلا, خيارا واصرار على البقاء في الغي والظلام. فكما لا يبرؤ المجرم عدم الاعتراف بجريمته , فلا يعذره ادعاء الجهل بها.
احد عشر شهرا وارواح آلاف الشهداء تتصاعد يوميا للسماء, ويعاني الجرحى من الآم الجراح, وفيها يُزجّ بالأحرار في الزنازين والمعتقلات ,واية زنازين ومعتقلات, داخلها مفقود والخارج منها مولود, ولا يُعترف للشهداء بالشهادة, وللمناضلين بالنضال, فهم كانوا وما زالوا أفراد عصابات وهواة قتل وارهاب. !!!.
احد عشر شهرا وحملات الاعلام تضلل وتزور وتفتن, والفتنة اشد من القتل, وتستعين بالعملاء من لبنانيين من تجار الطائفية البانون عليها "أمجادهم" وثرواتهم. ومن اردنيين مفتونين بالصمود والتصدي السوري (لا ندري ما ذا ينقصهم ليجعلوا التصدي الصمود اردنيين بامتياز !!) وكانّ من الضروري والمحتم المرور بسوريا كأقرب الطرق لفلسطين. الجميع تضافروا على شتم وتخوين ثوار واحرار سوريا, وكأنهم معنيون بسوريا ومصيرها اكثر من السوريين الشرفاء أنفسهم.
احد عشر شهرا والدبابات السورية تجوب الاراضي السورية, رافعة الاعلام السورية, وجهتها وهدفها تحرير سوريا من ثوارها واحرارها و شرفائها ممن يريد ون اعلاء الوطن على حاكمه , ويريدون الحرية بديلا عن العبودية, والديمقراطية بديلا للطغيان. ولأنهم كذلك وصمموا على الشهادة من أجل ذلك تلاحقهم الدبابات وكل انواع الاسلحة المدخرة للممانعة, وفي كل الأحوال ليس للتحرير لان الممانعة لا تعني التحرير. كل هذا ولم يتبين للبعض بعد الوان واعلام تلك الدبابات حتى في وضح النهار والفارق بين المناورات التدريبية ومهام التصفيات الجسدية .
احد عشر شهرا وبعض منظمات إخواننا من الفلسطينيين, الممانعة على طريقتها, والمقيمة بين ضهرانينا بكل ترحاب وأخوة واريحية عربية, يساند بعضها هذا النوع من الممانعة ويتبناه, ويصمت بعضها لأنها مأخوذة كرهينة , وبعضها لمصالح مادية لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية. مؤيدة أكانت أم رهينة أم صامتة أم لمصلحة, فهذا في أحسن التوصيفات, بقصد او دون قصد , يضفي على الجرائم "شرعية ثورية", ان كان يحق وصف الجريمة بانها شرعية,( ومع ذلك لا عجب فنحن في الجزء الفاسد من دنيا العرب), وخاصة بعد ان لم يعد يُصدّق انه لم يتبين بعد الخيط الابيض من الخيط الاسود.
أحد عشر شهرا وجامعة الدول العربية وبعض دولها لم تتأكد بعد ما يجري في سوريا, ولم تتخذ قرارات بمستوى المسؤولية, ولم تنقطع عن مغازلة النظام ومساعدته سرا وتتظاهر بنقده علنا, ولم تقطع أو تفكر بالقطع معه, الى ان يتبين لها الخيط الابيض من الخيط الاسود على أضواء مصابيح الاخرين.
وبعد احد عشر شهرا جاء الدابي , صاحب التاريخ الاسود في حقوق الانسان, مبعوثا باسم العرب ليقوم بالمهمة وينور حكامهم بحقيقة ما يجري, بعد ان اخفقت في ذلك كل المنظمات الدولية غير الحكومية ذات المصداقية. تبين الدابي, بعبقرية دابية منقطعة النظير وبأقل الجهد, الخيط الأبيض من الخيط الاسود. نطق بالحقيقة وكأنّ الحقيقة تُؤخذ من أفواه المشبوهين. واصبح بطلا قوميا سوريا.
أحد عشر شهرا والروس والصينيون يحمّلون المطالبين بالحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية مسؤولية الاعتداء على النظام وتخريب المنشآت وتنظيم انفسهم بشكل عصابات تقاتل النظام وتستثيره للدفاع عن نفسه واجباره على قتلهم!!!. يدافعون عنه ويحمونه بصفاقة مكشوفة في المحافل الدولية, ليس جهلا بلون الخيطان فهم نفسهم من صُنّاعها واعطائها الألوان. وهم من يشهد على صفاقتهم تاريخ حقوق الانسان.
احد عشر شهر مجازر وقمع ودمار, وبعض السوريين لا يزالون يصرون على ان الاسد للابد , وانه سيد الوطن, ولا وطن بغير الاسد. احد عشر شهرا وهم يتشفّون بسفح دماء من يُفترض انهم اخوة لهم في المواطنة, ويرقصون على الجثث ويهتفون بحياة الروس والصينيين لانهم تحيزوا جهارا لسفك الدماء الطاهرة, ليست دمائهم بطبيعة الحال, وبعض اخر يتصيدون مصالحهم المادية لإثراء غير شريف, أو يعملون على صيانتها, وهي لم تجُمع اساسا بطرق مشروعة وبعرق الجبين, وبعضهم صامت صمت المقابر ينتظرون تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ليس ليحكموا عدلا وينطقوا حقا , وانما ليتبينوا مستقبلا موضع قدم , و ما هم فاعلون. يا لرجولة ووطنية وشهامة الرجال!!.
ليس في كل هذا عمى بصيرة أو ابصار, ولا عمى تمييز بين الألوان, وانما تهافت الاخلاق وفقدان الكرامة وكل ما فُطر عليه الانسان.
هايل نصر.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات