المدينة شاهد على قصص الحمصي
لم يعد لي إلا أنا
مجموعة قصصية للكاتبة الاردنية محاسن الحمصي
تشهق كالمدينة بحزن، كل الوافدين اليها رحلوا إلا هي.
عن : ميدل ايست أونلاين
فاكهة عمان.. فاكهة القص
عمان - تبدو المدينة في قصص الاردنية محاسن الحمصي شاهدا لايغادر المتن! فهي كمن يطلق صوت المكان "المدينة تشهق بحزن، كل الوافدين اليها رحلوا، إلاي!" كذلك اسمت مجموعتها القصصية الاولى "لم يعد لي إلا أنا" كأنها تفقد الأمل في كيان المكان برمته، مع ان كل النصوص التي يضمها متن المجموعة المؤمل صدورها خلال اسابيع عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، كتبت مابين عمان المدينة وباريس وما جاورها من مدن.
في اطلالة اولية على "البروفة" قبل ان تخرج الى الاكف من هدير المطابع، تبدو الحمصي انها تبحث في تلابيب العقول وشغاف القلوب، وفي سراديب قصصها الباحثة عن أنا المرأة المتشظية حد النزف، لتجد أنها مضطرة للخوض في عوالم الأنا الغارقة في الغياب.
انها تعجن مفرداتها بدراية نادرة لتبني عوالم للأنا الغارقة في أنويتها، المتكأة على الوجود الجمعي، لا لتذوب فيه بل لتؤكد تفردها ولتصر على أن أناها هي الملجأ الأخير لها، ويتضح ذلك من خلال انتقاءها لعنوان مجموعتها "لم يعد لي إلا أنا".
ففي قصة تفتيش تقول:
أخلع الأساور، الخواتم، العقد الفضيّ، أخرج من حقيبتي الهاتف الجوّال، سلسلة المفاتيح، قارورة العطر، زجاجة الماء..
أضعهم في السلّة أمامي، وأمر عبر الجهاز الإلكتروني..
يستوقفني رجال الأمن: لا يمكنكِ العبور!!
- جواز سفر ساري المفعول، الفيزا مفتوحة، التذكرة...!!
- تحملين ممنوعات..!!
- مااااااااااااااااذا؟؟
هل يختفي المكان من هذا النص، يبدو انه يكمن بين السطور. ومهما يكن من أمر فمحاسن الحمصي أمام تجربة الوليد الاول، جمعت قصصها في وقت متأخر من تجربتها، وكأنها تقول، ها أنا اثق بأدواتي اليوم.
وعليها تقبل النقد بأي رؤيا كان، فهي النشطة على مواقع الانترنت والصحف أمام أختبار أدبي في مجموعة تنتظرها كاول طفل لأم رؤوم بالقصة والكلمات.
والحمصي عملت في الصحافة الاردنية لسنوات وعرفت بانها أفضل من حاور الروائي السوري حنا مينه في السنوات الاخيرة.
التعليقات (0)