وعد ووعيد..وبيانات لا يمكن اخفاء العناية الواضحة بصياغتها ..واظهار لاكثر المتاح من مشاعر الغضب والذهول من الجريمة النكراء التي اقترفها النظام السوري بحق مواطنيه العزل في حماه..وردود افعال عديدة غاضبة تجاه هذه المجرزة ليس من الصعب ملاحظة قوة وتواتر الادانات التي طالتها وبعبارات غير مسبوقة حد اعتبارها بمثابة الحرب الكاملة والمجزرة المروعة وانها من افعال العصابات..ولكن كل هذه اللهجات الحادة التي تتساقط على النظام السوري الوريث من كل الجهات لم تقوى على الاجابة عن التساؤل الاكثر صدىً في كل هذا الضجيج .. ثم ماذا؟..
ان هذه العملية الجريمة والتي ادت الى استشهاد 123 شهيدا واصابة المئات من الجرحى تمثل تجسيدا فاضحاً وصارخا لاستكلاب قوى النظام الارهابية والقمعية تجاه الشعب السوري النبيل..وتعد مؤشرا واضحا لعدميتها وافتقادها الى اي وازع اخلاقي او مبدئي مما يؤكد الحاجة الى فعل دولي واجماع اممي على عزل النظام ونفض اليد من جرائمه وحرمانه من تعكزه المعتاد في هكذا مناسبات حول الانقسامات او الضغوط التي يجيد التخابئ خلفها متجاهلا آلام شعبه ومطوقا استغاثاته بالضجيج الاعلامي الزاعق المرتزق الرافع لشعارات التخوين ومقاومة التدخلات الخارجية..
اجماع دولي يلغي صفة الوصاية المطلقة التي يتبجح بها النظام في سوم شعبه صنوف العذاب مستندا الى ابتسامات منافقة وعبارات مجاملة من هذا الطرف الدولي او ذاك..او على التجاهل المخجل والتواطؤي والمبارك لكل هذا الاستنزاف المسرف للارواح والكرامة السورية من قبل بعض دول الجوار والقوى الشديدة العناية بالحيلولة دون نشوء الدولة القوية والديمقراطية والتعددية السيدة المعافاة..
فلا يمكننا ان نعد كل تلك الاتكائية الممرضة على البيانات والادانات اللفظية لنظام واقع في اسر خياراته الامنية التي تزداد التفافا حول عنقه الا رخصة للقتل تطلقه في توحش قطيعي اقرب الى الافتراس الجبان لمدن الشام الآمنة..وغطاء يكفي لكي تتظلل تحته كل جرائم النظام هي تلك الرسائل الخاطئة حد الخطيئة التي يقدمها المجتمع الدولي للنظام من حيث الخلافات الاقرب الى التشظي في المواقف والتي تبرر له الاستمرار في نهجه الاجرامي من جهة ودمغ المعارضة الشعبية الساعية الى التغيير الديمقراطي بالارتباط والاستقواء بالخارج..
لم يعد هناك من سبيل امام العالم الا التعامل مع النظام ككيان فاقد الشرعية وخطر على السلم الدولي والاقليمي ولم يعد امامه الا الرحيل..
لم يعد هناك من سبيل امام العالم الا التعاطي مع الصمود الاسطوري لهذا الشعب العظيم على انه رسالة تقول ان الشعب الخانع المستكين الصابر الودود قد تفتقت عنه الاستار..وانه لم يعد قادرا على مغالبة التعطش لنور الحرية التي اطلقها في سمائه النظام الحاكم من خلال الاسراف في الضغط على مواطن الالم في جسده المتعب المنهك المدمي ..وانه لم يعد قادرا على تحمل الاذلال المتعمد المتقادم والافقار القصدي الممنهج والسلب المنظم لثرواته ومقدراته وارتهان ارادته السياسية والوطنية خدمة للتأبد في السلطة ومشاريع التوريث البائسة..
لم يعد امام العالم الا الوعي بان كلمة السلطان قد فقدت سطوتها بما لا يمكن الرهان عليها بعد الآن..وان قبضته القابضة على خناق الشعب قد اخذت ترتعش مفسحة المجال لتغلغل نسائم الحرية الملهمة المنعشة الى صدور السوريين..وانه لم يبق لديه الا النزر من الكرامة الزائفة التي تدفعه الى المزيد من التشبث والمكابرة والعناد..
لم يعد امام العالم الا الوعي بانه مهما كانت امكانيات قوى التسلط والبغي والعدوان ، ومهما تحصلت على قدرات مادية واعلامية وعسكرية هائلة ، فانها في مواجهة قوى التحرر الشعبية لن يكتب لها الا الهزيمة النكراء.. وان الانظمة القمعية المستبدة لن يكون امامها في مواجهة هذه الارادة الجماهيرية الحرة الا الاغراق في القمع والتنكيل والتضليل الاعلامي المربك المشوش..
على العالم ان يبذل مساعيه في تخليق المواقف السياسية المحددة الاهداف والشعارات في دعم حق الشعوب في خياراتها الحرة..وايجاد السبل اللازمة لادامة النضال من اجل تحقيقها..والتقاطع التام مع مواقف الانظمة المناهضة لحرية الشعوب..وعدم المهادنة مع فضح ممارساتها الرامية الى تطويق الانتفاضات الشعبية التحررية ووصمها بنعوت الخيانة والتخندقات الطائفية والفئوية..
على العالم ان يقف مع حق الشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة والتمتع بما قررته الشرائع من حقوق للانسان او مكابدة التعايش مع فكرة التساؤل الجافل صباح كل يوم عن الجديد من هذا النظام..
رحم الله شهداء الحق الابرار والهم آلهم وذويهم وابناء شعبهم الصبر والسلوان والخزي والعار الى اعداء الشعوب والحرية والانعتاق والديمقراطية وحقوق الانسان..
التعليقات (0)