لم أفهم ... من مهازل الثورة في تونس : البورقيبية كبديل ديمقراطي !!!
ملاحظات على هامش الثورة المغدورة في تونس
من وحي قلم المواطن : عزالدين القوطالي
تناقلت الأنباء خبر إندماج تسعة أحزاب تونسية أغلبها ذو مرجعية دستورية – نسبة الى الحزب الإشتراكي الدستوري السابق - في حزب جامع أطلق عليه إسم الحزب الوطني التونسي وقد صرّح الناطق الرسمي بإسم الحزب المذكور بأن الخلفية الفكرية والرمزية للحزب تجد سندها في سيرة وتاريخ وأطروحات الرئيس العائلة العالة العلّة الحبيب بورقيبة .
الغريب أن الإعلان عن ولادة هذا الحزب تصاحب مع إحياء جماهير شعبنا في تونس لذكرى شهداء وضحايا محاكمات العار سنة 1963 وإنتفاضتي 1978 و 1984 ... وبدل أن نحيي الذكرى بفتح ملفات التعذيب والقتل والإرهاب التي صاحبت الحكم البورقيبي فإننا نصدم بالإعلان عن ولادة حزب لا يرى حرجا في التطبيل والتزمير لنظام أسّس لديكتاتورية الزعيم الأوحد والحزب الواحد والرئاسة مدى الحياة ولجان اليقظة وميليشيات الترهيب والنهب الممنهج لثروات تونس وخيراتها والصراع على السلطة والعمالة للأجنبي والتطبيع العلني مع كيان الغصب الصهيوني ...
والأغرب من ذلك أن تلك الأحزاب الدستورية المندمجة تحت يافطة : الحزب الوطني التونسي تقدّم نفسها اليوم على أنها البديل السياسي الحامل لمشروع الديمقراطية والحرية والعدالة للتونسيين ...
ولهذا لم نفهم : هل قامت الثورة في تونس لتحيي الأموات وتبعث الروح في الأصنام وتكرّم قاتلي الشعب وجلاّديه ؟؟؟
يقول أفلاطون : قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه ... ولا نعتقد طبعا أن الحياء يشمل أولائك الذين يسوّقون للمشروع البورقيبي الإنعزالي التغريبي الرجعي القمعي ... فمثل هؤلاء ينطبق عليهم بالضرورة قول إبراهام لنكولن : يمكنك أن تخدع جميع الناس بعض الوقت أو أن تخدع بعض الناس طوال الوقت لكن لا يمكنك أن تخدع جميع الناس طوال الوقت .
مع تحيات رفيقكم
عزالدين بن حسين القوطالي
التعليقات (0)